رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

 

جاء إفراج الخارجية البريطانية عن بعض وثائق حرب اليمن، التى أندلعت عام «1962»، والتى صُنف بعضها على أنه «بالغ السرية» عقب ثورة اللواء عبدالله السلال على نظام الإمامة الذى ترأسه الإمام البدر, وإعلانه النظام الجمهورى, ليكشف عن واحدة من أقدم الحروب النفسية والدعاية السوداء التى تعرضت لها مصر وهو ما قد يفسر لنا سيل الشائعات التى تنهمر علينا حاليًا يوميًا وليس مستغربًا أن الإخوان كانوا القاسم المشترك سواء فى الماضى أو الحاضر وأنهم كانوا بمثابة حصان طروادة للاستعمار يستخدمهم لخدمة أغراضه وهم فى الأساس صنيعته, منذ المؤسس الأول حسن البنا.

تلك الوثائق كشفت محاولة منها انتقام رئيس وزراء بريطانيا فى تلك الفترة دوغلاس هوم من الرئيس جمال عبدالناصر لمساندته تلك الثورة بقوات عسكرية حينها، لأن اليمن مسألة استراتيجية لمصر التى كانت حريصة على السيطرة على البحر الأحمر. وكذلك ما سبقها من تأميمه قناة السويس ومساندته حركات التحرر الوطنى، فقد روجت بريطانيا منشورات عام «1965» تحمل زورًا اسم جماعة الإخوان تهاجم فيها بقسوة سلوك الجيش المصرى خلال وجوده فى اليمن لمساندة النظام الجمهورى، كما كشفت الوثائق أن رئيس الوزراء البريطاني، اعتبر تدخل الجيش المصرى فى اليمن مهددًا لمصالح بريطانيا النفطية بشكل خاص، وطلب من وزير خارجيته تشكيل لجنة عمل سرية بمشاركة مختلف الأجهزة هدفها «جعل الحياة جحيمًا بالنسبة لزعيم مصر.. باستخدام بالمال والسلاح» وأن يكون التحرك سريًا وأن «يُنكر ذلك إن أمكن»، فى حالة انكشافه.

أستغل ذلك الفريق الاستخباراتى, الأحداث فى مصر عقب اكتشاف مخطط إخوانى لإحداث انقلاب عن طريق اغتيال شخصيات عامة وتفجير القناطر الخيرية لإغراق الدلتا وما أعقبه من إلقاء القبض على آلاف من التنظيم على رأسهم سيد قطب، وبذلك كانت الأجواء مواتية لتمرير المنشورات البريطانية المزورة على أنها فعلًا صادرة عن «الإخوان»، حيث قال أحدها: إن «القوات المصرية فى اليمن ليست مسلمة، لأنها تقتل المسلمين بالغاز..»! وركز المنشور على أن الجيش المصرى «استخدم أسلحة السوفييت الشيوعيين فى قتل اليمنيين المسلمين». ووصفهم بأنهم «كَفَرَة وأبشع من النازيين» وتساءل المنشور: لماذا لا يوجهون جيوشهم ضد اليهود؟ وتلك مفردات مشابهة للتى يستخدمها الإخوان المسلمون كى يبدو المنشور وكأنه بالفعل صادر عن الجماعة.

وأضاف المنشور: «إن القنابل التى أُلقيت على اليمن خلال الحرب التى تستعر نيرانها فى هذا البلد المسكين أربع سنوات، كانت تكفى لتدمير إسرائيل تدميراً تاماً»، ذلك كله تم ترويجه باسم التنظيم الدولى للإخوان المسلمين «لم ينكر علاقته بتلك المنشورات فى أى وقت» فى كل الدول العربية والإسلامية.

كما أن فكرة إصدار منشورات توهم قراءها بأنها صادرة عن الإخوان جاءت بعد زيارة مسئول بالخارجية البريطانية إلى واشنطن! لعل الكشف عن ذلك النوع من الدعاية السوداء بالمنشورات الورقية فى ذلك الزمن يبين حجم الزيف الذى يبثه ذلك التنظيم الإرهابى من خلال الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى وأنه مطية لأجهزة معادية لبلادنا تسعى لبث الفرقة والبلبلة بين الناس.. حمى الله بلادى من كيد الحاقدين.

[email protected]