رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

تحكى الأم: «عندى ولد وبنت، الولد فى كى جى 1، والبنت فى أولى ثانوى.. مدرس ابنى كان لا يعيره اهتماماً، سَجّلته فى درس خصوصى معاه، فأصبح المعلم صديقاً له. تغيَّرت معاملة المعلم لابنى وأصبح يمنحه التعليم والرعاية.. ابنتى اللى فى أولى ثانوى تحتاج إلى الانترنت بشكل متواصل، وتقدمت بطلب خدمة الإنترنت المنزلى منذ شهرين دون أن يتم توصيلها حتى الآن إلى شقتنا فى الحى السادس بمدينة 6 أكتوبر. البنت بتاخد دروس خصوصية فى كل المواد، وده عامل ضغط علينا كأسرة كل حلمها أنها تشوف ولادها: أد الدنيا».

يكفى أن تسأل أى ولى أمر: كيف حال أولادك فى المدرسة؟!. لتكتشف فى إجابته -  بعد أن يحمد الله ويشكره-  بأن الأمور ليست على ما يرام فى أحوال ومواضع كثيرة!.

هل منظومة التعليم المطورة « فاشلة»؟!.

سؤال يطرحه الكثيرون، والحقيقة أن هذه المنظومة ليست مجرد فكرة عابرة قفزت إلى عقل صُنّاعها فجأة، لأنها «حلم وطن»، وأمر واقع يعيشه عالمنا منذ سنوات طويلة.

هذه المنظومة التى تتخذ طريقها نحو التطبيق الشامل فى غضون السنوات القادمة، ليست مسئولية المدارس وحدها، وتتطلب المشاركة الفعالة والإيجابية من الوزارات والمؤسسات الحكومية من أجل بلوغ الهدف منها، والذى لا ينحصر فى حصد الطلبة لأعلى الدرجات. المنظومة تستهدف بناء مهارات المستقبل لكل طالب من أجل العمل والحياة؟!

مثلاً، هل تعلم أن مصر تمتلك أول متحف زراعى فى العالم؟!

إنه المتحف الزراعى المصرى الذى تم افتتاحه عام 1938م، ويضم بداخله 7 متاحف كبيرة، كما يحوى آلاف المعروضات التى تتناول تاريخ الزراعة فى مصر منذ البدايات الأولى لخطوات الإنسان على أرض مصر، وحتى عصرنا الحالى!

هناك غيره عشرات المتاحف والمناطق المفتوحة التى تشرف عليها وزارات وهيئات حكومية متنوعة، والتى يمكنها إثراء تجربة التعلم لدى الطلبة وتعزيز معارفهم ومهاراتهم حول موضوعات المنهاج التعليمى، بل ومساعدتهم على فهم محيطهم وبيئتهم بشكل أفضل.

فى المقابل، فإن هناك من يبث الخوف والرعب فى نفوس أولياء الأمور بأنه: لا نجاح أو تميز بدون دروس خصوصية!.

نجح هؤلاء التجار على طريقة «الدجالين» فى الترويج لهذه الثقافة ونشرها وغرسها فى المجتمع على مدار أكثر من 20 عاماً، حتى أصبح ولى الأمر غير مهتم بالمدرسة – والمدرسة غير مهتمة بنفسها - وصَنع تجار الدروس الخصوصية إمبراطورية تحقق أرباحاً طائلة يومياً!.

إن مشاهد انهيار الطلبة وبكائهم، والتى تابعها الجميع أثناء امتحانات نهاية العام الدراسى الماضي، ليست سوى نتاج معادلة مصطعنة رسّخها المنتفعون من هموم الطلبة وأولياء أمورهم، وسط غياب الدور الحقيقى للمدرسة، ولا يجب أن تدفعنا تلك الدموع الغالية إلا نحو خوض التحدى وصنع التغيير!

التغيير الحقيقى من وجهة نظرى هو أن يتجاهل المجتمع هؤلاء التجار، وألا يتعامل معهم، فهؤلاء لا يريدون سوى ولى أمر «خائف» و«مرتعد»، ولو فتَّشت عن من يهاجم أى فكرة جديدة نحو الارتقاء بالتعليم؟!.. فإنك ستجد وللأسف: هؤلاء التجار فى مقدمة الطابور؟!

الخلاصة: أتمنى أن تسرع الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية نحو ضمان جاهزية البنية التحتية الكاملة لمنظومة التعليم المطورة، وتلبية احتياجات أولياء الأمور داخل المدارس وخارجها، ولا سيما خدمات الإنترنت لارتباطها المباشر بهذه المنظومة، وأتمنى أن يفكر كل ولى أمر فى أن المستقبل المزدهر لأبنائه ليس بالحصول على التعليم داخل الفصول الدراسية فحسب، وإنما فى عيش تجربة التعلّم خارج الفصول وخارج المدرسة!.

باختصار: بضاعة تجار الدروس الخصوصية لا توفر لك احتياجاتك للمستقبل.. فاحترس!

نبدأ من الأول.

[email protected]