رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

هكذا أعلنها «لص أنقرة» حربا شاملة لإبادة أكراد سوريا والاستيلاء على أراضى شرق نهر الفرات.. وأيضا لإنقاذ آلاف المرتزقة الدواعش من سجون قوات سوريا الديمقراطية و«قوات حماية الشعب الكردى» اللتين تعرضتا لأكبر خدعة أمريكية.. عندما أوهمتهما واشنطن بمساندتهما عسكريا ودعمهما بنحو 2000 جندى يشكلون قوة برية تعمل فى مناطق سيطرتهما.. وهى تحديدا المناطق الواقعة فى شرق نهر الفرات ومنبج.. أى المناطق الكردية القريبة من الحدود التركية.. وهى التى تشكل أيضا منطقة عمليات عسكرية بالنسبة للجيش التركى الذى يخوض حربا طاحنة ضد «الانفصاليين الأكراد»... ثم تخلت واشنطن عن أكراد سوريا وسحبت جنودها عندما جاء دور أردوغان ليلعب لعبته ويضرب عصفورين بحجر واحد.. العصفور الأول هو إبادة الأكراد واحتلال الشمال السورى بغزوه العنصرى المتمسح بالدين تحت لواء «الجيش المحمدى» المزعوم.. والعصفور الثانى هو إطلاق «غول الدواعش» من جديد ليكمل دوره الذى رسمه له صنّاعه الأمريكان.. ربما فى سوريا نفسها أو فى غيرها من الدول المستهدفة بمؤامرة الشرق الأوسط الجديد.

< ما="" يحدث="" الآن="" يعيد="" طرح="">

هل كانت هزيمة داعش فى سوريا هى فصل الختام لمأساة شعب هذه الدولة الشقيقة؟.. أم كانت نهاية مرحلة وبداية أخرى فى سيناريو الصراع الأسود الذى تم فرضه من قوى خارجية وداخلية على السوريين؟.. ومن المستفيد الأكبر من هذه الحرب؟.. وأيضا من هو أكبر المتضررين؟

قبل ذلك قالها هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق «المخضرم»: إن إنهيار تنظيم داعش (فى العراق) لا يقل خطورة عن استمرار وجوده فى ظل ما هو قائم من «تعقيدات فيما يتعلق بالانحياز لأطراف النزاع فى الشرق الأوسط».

حيث يرى كيسنجر أن أطماع إيران فى الأراضى المحررة من سيطرة داعش تمثل خطرا كبيرا على المنطقة.. وأنه «إذا ما تم احتلال الأراضى المحررة من داعش من قبل الحرس الثورى الإيرانى أو القوات الشيعية المدربين والموجهين من قبله، فإن النتيجة يمكن أن تكون حزاما إقليميا شيعيا يمتد من طهران إلى بيروت».

هذه الرؤية نابعة من التساؤل المنطقى: إذا كانت كل القوى العالمية.. بما فى ذلك إيران الشيعية والدول السنية الرائدة توافق على ضرورة تدمير داعش، فأى كيان يفترض أن يرث أراضى هذا التنظيم بعد انهياره؟ هل ائتلاف من السنة؟ أم مجال نفوذ تهيمن عليه إيران فى العراق أو تركيا فى سوريا؟.

< إنها="" رؤية="">

وتحذير كيسنجر يعكس حقيقة أن هناك قوى عالمية تريد لمنطقة الشرق الأوسط أن تظل واقعة تحت حصار العنف والطائفية والاقتتال الأهلى.. وهو ما يعزز الاتجاه بقوة إلى إشعال حروب فى المنطقة تمهد لتفعيل سيناريو التقسيم «سايكس بيكو الجديد».. وهو ما لا نعفى دولا فى المنطقة.. مثل قطر وتركيا.. وإسرائيل طبعا.. فى الضلوع فيه باختلاق الأزمات وافتعال تحركات عسكرية استفزازية.

ما نريد قوله هو أن هزيمة داعش فى سوريا لم تكن تعنى بالضرورة نهاية قوى التطرف والإرهاب التى زرعت زرعا فى المنطقة لتدميرها.. وقد يعود داعش بشكل آخر وبمسمى جديد.. ويتمدد فى مناطق ودول أخرى.

لكن يظل السيناريو الأخطر الذى تبدو مؤشراته فى الأفق هو النفخ فى كير الأطماع الإيرانية لإشعال حرب بين القوى السنية والشيعية.. وكذلك تحريك الجيش التركى إلى داخل أراضى أكراد سوريا.. لتكون نواة لانفجار إقليمى كبير.

هناك معارضون أمريكيون لموقف ترامب من هذه الحرب يرون أن الرابح الأكبر من هذا القرار هى إيران.. لأن الأمر يمكن أن يؤدى إلى إطلاق يد إيران «وكذلك روسيا» فى الأراضى السورية.

< أما="" الخاسر="">

فهو بلا شك أكراد سوريا الذين كانت القوات الأمريكية تدعمهم وتوفر لهم الغطاء الجوى فى قتالهم ضد «داعش».. إذ يجدون أنفسهم فى مواجهة مباشرة مع القوات التركية الآن.. فمن سيكون الطرف البديل الذى يدعمهم فى حماية أمنهم بعد تخلى الأمريكان عنهم؟.. هل يكون الجيش السورى النظامى نفسه.. أم القوات الروسية؟.

تظل الإجابة رهن سيناريوهات ما يمكن أن يحدث فى الفترة القادمة.. وخاصة فيما يتعلق بسيناريو مساندة الجيش النظامى السورى للقوات الكردية.. بدعم من موسكو لصد العدوان التركى على الدولة السورية.. وهذا هو ما ستكشفه الأيام القادمة.