عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

بعيدا عن كلمات وعبارات التمجيد العاطفية المعتادة فى ذكرى الانتصار الكبير.. انتصار أكتوبر.. نتوقف دائما أمام عبقرية البطل الذى غيّر مجرى التاريخ.. وإذا كان الجندى المصرى هو صاحب الانتصار الحقيقي.. فإن الراحل أنور السادات هو بكل فخر صاحب القرار العظيم الذى استطاع أن يقود الجنود الأبطال «فى فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء».. وفقا لما جاء على لسانه هو نفسه فى «خطاب الانتصار» الذى يحفظه جيلنا عن ظهر قلب.. ذلك الجيل الذى ذاق جيدا حلاوة الانتصار بعد أن تجرع أحزان سنوات الهزيمة والانكسار.

وكما كان السادات هو عبقرى الحرب فهو أيضا الذى تجلت على يديه عبقرية استرداد كامل الأرض.. بقرار السلام.

 

< تتعدد="">

وتتواتر الحكايات حول المواقف العبقرية للرئيس الراحل أنور السادات.. سواء على المستوى العسكرى أو السياسي.. وكيف كان هذا الرجل يتمتع بقدر هائل من الدهاء والذكاء الغريزي.. كما كان يتمتع بقدرات اتصال وتخطيط خارقة وفهم عميق للأحداث واستشراف للمستقبل بصورة لا يضاهيه فيها أحد.

من هذه الروايات ما سبق تناوله وتداوله لعدة سنوات.. حول الحوار «الأسطوري» الذى دار علنًا بين السادات ومناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلى إبان الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس المصرى للقدس فى 19 نوفمبر 1977.. وهو الحوار الذى ظل حتى الآن مضربا للمثل حول عبقرية السادات وذكائه وشجاعته.

وزارة الدفاع الإسرائيلية سمحت بعد ذلك بنشر محضر اجتماعات هيئة أركانها الذى عقد عقب الزيارة بثلاثة أيام.. وكشف محضر الاجتماع أن هذا الحوار بالذات قد هز إسرائيل وتسبب فى حالة رعب شديدة لدى قادتها.. وصلت بهم الى اعتباره إشارة لاستعداد السادات لشن حرب جديدة ضدهم.. وهو ما دفعهم الى إعلان حالة الطوارئ القصوى بين صفوف جيشهم.

 

< ما="">

أن بيجين خلال اللقاء حاول استفزاز السادات.. فقال ردًا على أحد أسئلة المُحاوِرَة الإسرائيلية التى أدارت اللقاء: «أعتقد أننا يجب أن نضع الأساسيات هنا فى أورشاليم ـ القدس ـ الليلة وغدا.. لمباحثات صريحة وجدية لكل المشاكل العالقة.. وإذا كان الرئيس جريئًا ليدعونى الى القاهرة (وأمال رأسه ناحية السادات وأخذ يهز ركبتيه منتشيًا ومتحديًا) سنكمل فيما بعد».

فى هذه الأثناء كان السادات مشغولا بسحب نفس عميق من غليونه.. فأبعده قليلا عن شفتيه ورد بسرعة بديهة مذهلة: «الحقيقة أنا أخطط لأدعوه الى سيناء».. ولم يدرك بيجين فى البداية مغزى ما نطق به السادات فقال له: «أشكرك يا سيدي».. ثم توقف فجأة وسأله مندهشًا:«أين؟ مَن؟!».. فرد السادات بهدوء والغليون مازال فى فمه:«سيناء».. فأجابه بيجين:«حسنا.. أنا أدعوك».. فأطلق السادات ضحكته المجلجلة الشهيرة وأشاح بوجهه عن بيجين وأشار له بكف يده الى الخارج على الطريقة المصرية.. وكأن لسان حاله يقول بالعامية المصرية:«والنبى تتلهي»..!! 

 

<>

كان واضحًا.. وهو ما ثبت بعد ذلك بالفعل.. أن السادات قصد من كلامه أنه عازم على أن يسترد كامل أرض سيناء من الإسرائيليين.. وأن هذا هو ما ذهب من أجله الى القدس.. بينما بيجين كان يستبعد ذلك تماما.. وهو ما قصده برده الأخير «حسنا أنا أدعوك».. أى أنه هو الذى سيدعو السادات لزيارة سيناء التى ستظل تحت الاحتلال الإسرائيلى الجزئي.. ولذلك فقد اعتبر قادة الجيش الاسرائيلى كلام السادات تلميحا وتهديدا بالحرب.. فأعلنوا الطوارئ.

 

< لكن="" ما="" تحقق="" بالفعل="" هو="" ما="" قاله="" السادات..="" واستطاع="" أن="" يسترد="" بالمفاوضات="" كل="" أراضى="" سيناء..="" ووجه="" الدعوة="" الى="" بيجين="" لزيارتها..="" وربما="" كان="" لحوارهما="" هذا="" تأثير="" كبير="" فيما="" جرى="" بعد="" ذلك..="" هذا="" هو="" العبقرى="" أنور="" السادات="" رحمة="" الله="" عليه="" الذى="" قتله="" الخونة="" الظلاميون..="" أعداء="">