رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

هناك تقصير فى بعض الإدارات والهيئات الحكومية.. نعم هناك تقصير واضح، فالمسئول الذى تكاسل فى أداء مهام عمله وجلس فى مكتبه «كافى خيره شره» كما يقول، وترك العمل «سداح مداح» دون رقابة، أو إتقان فى عمله، بحجة أنه جالس هنا سنة، أو أكثر، ومش عايز مشاكل، أو بمعنى أدق لسان حاله يقول: «وأنا مالى».. فنتج عن اعتقاده هذا خلل، كلٌ فيما هو مسئول عنه، وأحدث فوضى وأصبح عبئًا على المواطن والرئيس، لذلك فعليه مغادرة مكتبه فوراً ولعلاج هذا يجب أن نعرف:

ما هى مشاكلنا الحقيقية؟

 أرى من وجهة نظرى المتواضعة أنها تكمن فى أمرين: الأول ضبط الأسواق.. بمعنى أنه ليس معقولًا أن نترك المواطن بين أنياب جشع تجار الجملة وافتراس تجار نصف الجملة والقطاعى.

هناك فى الأسواق اليومية التى يتعامل معها المواطن بشكل مباشر ثلاث مرات يوميًا لشراء حاجاته من طعام (خضراوات- فاكهة- لحوم بأنواعها).. نجد تفاوتًا رهيبًا فى أسعار السلع، ليس معقولًا أن تجد ثمن كيلو الطماطم على رأس الأرض- كما يقولون- بجنيه واحد، ثم تجده عند تاجر التجزئة فى الأسواق بعشرة جنيهات أو يقل قليلًا.

إذن الموضوع كله عند التجار وجشعهم غير المبرر سوى الحصول على أرباح سريعة تفوق العقل..

إذن ما هو الحل فى ضبط الأسواق؟!

الحل يبدأ بقرار سيادى بضرورة تشغيل الشباب فى الأسواق، وتوفير أدوات الإنتاج لهم.

وعلى سبيل المثال: الشباب العاطل عن العمل لابد من تشغيله فورًا ونستطيع أن نواجه بهؤلاء الشباب جشع التجار، فلماذا لا نعطى لهم سيارات «ڤان» صغيرة مجهزة لبيع الخضراوات والفاكهة واللحوم بأنواعها على غرار سيارات الشباب «التيك أواى» ومشروع شباب الخريجين الذي كان معمولًا به فى الماضى.

فمثلًا نعطى كل شاب سيارة، ونضع خريطة لنقاط البيع أمام محطات المترو، ونحدد لهم ساعة من وإلى، على أن تكون وقت خروج الموظفين، ثم تقوم شركة تابعة للحكومة بتوفير الخضراوات والفاكهة بعد شرائها من الفلاح على رأس الأرض، ويتم تسلميها إلى الشاب الذى يبيعها للمواطن، على أن يحصل على نسبة ربح مناسبة، ولتكن 15٪، وهذه نسبة عالية جدًا، لأن المبيعات يومية فتكون نسبة 15٪ يوميًا.

هنا أكون قد قضيت على جشع التجار الحيتان، وجشع تجار التجزئة، وأكون قد أسهمت فى تشغيل الشباب وحققت لهم مكاسب عالية يومية وحفظناهم حتي لا يكونوا لقمة سائغة لأعداء الوطن، هذا دور الدولة وعلى المحافظين، كلٌ فى محافظته أن يقوم بمتابعة يومية لتنفيذ هذه الآلية بنفسه، على أن تبدأ هذه التجربة بمدينة أو اثنتين، ويتابعها بنفسه، وأن يشارك رئيس المدينة ورئيس الحى فى متابعة التجربة عن كثب.

الأمر الثانى ضبط الشارع، فليس معقولًا أن يقوم رئيس الجمهورية بمتابعة أحوال شارع مصر والسودان، وشارع ترعة الجبل، أو مدينة سمنود مثلاً بنفسه، فيجب على كل مسئول فى هذا البلد كل فى مكانه أن يقوم بدوره المنوط به.

والعجيب أنني لم أرَ فى الدول التى زرتها سواء عربية أو أوروبية ما يحدث فى الشارع المصرى، وما يحدث من المسئولين عن إدارة الأحياء والمدن والمحافظات، هل يعقل يا سادة أن تتآكل أرصفة المشاة، حتى نصف الشارع استيلاًء من أصحاب الكافتيريات والمقاهى والمحلات والباعة الجائلين، هل هذه المخالفات لم يرها مسئول الحى، أو المدينة أو المحافظ أو وزير التنمية المحلية؟

ومن هنا أقول للواء أبوبكر الجندى وزير الدولة للتنمية المحلية: لا أسكت الله لك صوتاً، انزل يا سيدى من مكتبك، وراعِ ربنا، وتابع عمل المحافظين ورؤساء المدن ورؤساء الأحياء، أم أنك اكتفيت بأن الوزير راح.. الوزير جه؟

انزل وحاسب المخالفين الذين شاهدوا مخالفات البناء فى الشوارع والأحياء وباركوها، انزل وانظر الشوارع التى تآكلت، ولم يعد للمواطن حق فى أن يستخدم الرصيف، أو حتى الشارع.. حاسبهم يا سيدى.. أم أنك تنتظر أن يحاسبهم رئيس الجمهورية؟ وأقول لك ولكافة وزراء مصر، وللمسئولين فى هذا البلد: إن الأيام القليلة الماضية كشفتكم على حقيقتكم، لقد تركتم صدر الرئيس عبدالفتاح السيسى مكشوفًا لأعداء الوطن، تركتموه بمفرده يواجه سهاماً مسمومة من بعض السفلة المارقين.

كنت أنتظر منكم أن تواجهوا هذه القلة الإرهابية بأعمالكم، كلٌ فى مكانه، وأن تعلنوا عن إصلاحات فى الجهاز الإدارى للدولة، وأنكم، يداً بيد مع الرئيس السيسى، تواجهون الفساد والفاسدين.. انتظرت منكم أن تعلنوا عن حلول بديلة لضبط الأسواق ووقف جشع التجار، وضبط الشارع، وإعادته إلى طبيعته المحترمة، بدلاً من أن تخرجوا علينا وتهاجموا المواطنين وتمُنوا عليهم بإحسانكم.

 

كلمة أخيرة

ما استشعرته فى الأيام القليلة الماضية أن بعض المسئولين دخلوا إلى سراديبهم خائفين من بعض ما تردد على مواقع «السوشيال ميديا»، وتركوا الرئيس عبدالفتاح السيسى يقاتل بكل شجاعة واقتدار بمفرده فى مواجهة قوى الشر، ولم يتبدل أو يتغير، وقال بأعلى صوته: «فداكِ نفسى وأهلى يا مصر».

يا من هو قابع فى مكانه خائفًا قلقًا، إذا لم تستطع أن تعمل بكل جد واجتهاد لبناء هذا الوطن، إذا لم تكن شجاعًا فى مواجهة قوى الشر، فاترك مكانك غير مأسوف عليك.

سيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية.. لن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.. بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا ونحن معك مقاتلون.. ولا نخشى أحداً.. مصر كلها معك.