رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

العبقرية تعنى النبوغ والإبداع والتفوق، وقد يكون البعض عبقريا فى مجال ما. أما عبقرية أبوشقة فهى فى مجالات متنوعة مما يدل على ذكاء حاد وعقلية جامعة شاملة.

فالتاريخ سيخلد اسم أبوشقة ويسجله بأحرف من نور فى سجل العظماء والخالدين لإبداعاته فى مجالات العمل المختلفة، والتى ترقى به الى أعلى مراتب العبقرية عن جدارة واستحقاق.

فاسم بهاء أبوشقة قد لمع فى العديد من المحافل الدولية والمحلية، وأصبح علامة بارزة فى عالم القانون والسياسة، ورمزا للتفوق والنجاح وقدوة لقطاعات عريضة من الشباب بشخصيته الفذة الفريدة الجديرة بكل التقدير والاحترام بسماتها الواضحة من عبقرية ونبوغ فى منهجه وسياساته فى إدارة شئون نشاطاته المختلفة.

فظاهرة بهاء أبوشقة يجب ألا تمر علينا مرور الكرام، بل يجب أن نتناولها بالفحص والتدقيق والدراسة والتحليل، لنقف على أسباب تلك العبقرية الفذة والنجاحات الباهرة، لنفيد بها أجيالا يجب أن تعرف أن التفوق والنبوغ مرهون بالاجتهاد والإبداع والكد فى العمل.

فنبدأ بنشأة أبوشقة الأولى ذلك الطالب النابغ المجتهد الذى حفظ القرآن الكريم كاملا وهو فى التاسعة من عمره وأثار إعجاب ودهشة أساتذته الذين تنبأوا له بمستقبل باهر لتفوقه الدائم فى دراسته وولعه الشديد بالعلم والمعرفة، وشدة تركيزه وسرعة فهمه وبديهته مما جعله دائما فى الصدارة الأول على أقرانه طوال مراحل تعليمه، وكان نابغا فى مواد المهارات الفكرية (اللفظية والرياضية والمنطقية) مما أهله للتفوق فى دراسته بكلية الحقوق، وذلك بالإضافة إلى عشقه للقانون ومواده، نظرا للبيئة القانونية التى نشأ فيها برعاية عمه القانوني الكبير عبده أبوشقة وباستمرار تفوقه على أقرانه ونبوغه واحتفاظه بالصدارة الأولى طوال سنوات دراسته، عين بالنيابة العامة ثم القضاء بعد ذلك، وكان كدأبه دائما مشهودا له بالكفاءة والتفانى فى العمل ولا يشغله سوى إحقاق الحق ويعمل حثيثا لإظهار الحقيقة مهما تكبد فى سبيلها من مشقة وعناء. فلم يكن يألو جهدا فى سبيل الوصول إليها بأى ثمن، فكانت الحقيقة دائما ضالة أبوشقة.

ورغم نبوغه فى مجال القضاء إلا أنه اتخذ قرارا يصعب على الكثيرين اتخاذه بالانتقال من القضاء الجالس اإلى القضاء الواقف لتحقيق توازن مطلوب بين الادعاء والدفاع يَصْب فى مصلحة العدالة.

وذاع صيت أبوشقة فى المحاماة بعد أن أضاف إليها الكثير، فتبوأ مكانته فى الصدارة منها دون منازع وبلغت شهرته عنان السماء، وتربع على عرشها فى المنطقة العربية كلها دون منازع فأصبح بمهاراته الفائقة وخبراته العميقة وعلمه الغزير وسعة اطلاعه مقصد كل مظلوم يسعى إلى إثبات براءته، فليس هناك من يمتلك براعته فى الرصد والتحليل لأعقد القضايا واستخلاص أدلة البراءة منها. فقد وهبه الله ملكة الفراسة والحضور والبلاغة وفصاحة اللسان والقدرة على البيان فى مرافعاته وأصبح أسلوبه الرفيع منهجا يعرف به وابتدع العديد من الأساليب والوسائل والفنون غير المسبوقة فى المرافعات الجنائية، حتى صارت له مدرسة تعرف باسمه يتعلم منها الآخرون فنون ومهارات الدفاع كما ينبغي لها أن تكون وأثبت بالممارسة أنه كما لا توجد قضية مكتملة الأركان دون أخطاء أو ثغرات تنقضها مثل ألا توجد جريمة كاملة حتى صار أبوشقة أسطورة غير مسبوقة فى عالم المحاماة بعبقريته الفذة فى الجنائي، كما أنه أثرى المكتبة القانونية بالعديد من الموسوعات والمراجع القانونية الهامة للمنشغلين بالقانون.

ومارس أبوشقة هوايته وحبه للآداب والفنون، وقدم العديد من الأعمال الفنية الراقية بالإذاعة والتليفزيون، وتجلت عبقريته ونبوغه فى المجال الفنى كما تجلت فى غيره فأبدع فى العديد من الأعمال الأدبية والفنية التى قدمها بالإذاعة والتليفزيون على أرقى مستوى وباحترافية شديدة يضارع بها أعمال كبار الفنانين فى ذلك الوقت، وحازت تلك الأعمال إعجاب الجماهير التى تابعتها بكل شغف كما لاقت تقديرا من النقاد حتى إنه تلقى العديد من العروض المغرية للانخراط فى ذلك المجال، ولكن عشقه للقانون أبى عليه إلا الاكتفاء بها هواية وحيث إن الفن يعنى الإبداع فاستطاع أبوشقة بعبقريته أن يسبغ أداءه دائما بمسحة فنية وإبداعية. فكان أبوشقة المحامى الفنان المبدع المتفرد فى أسلوبه هو أعظم محامٍ جنائي شهدته المحاكم على مر عصورها.

وفى مجال التشريع تجلت عبقريته أيضاً وحاز مكانته الرفيعة على قمة الهرم التشريعى رئيسا للجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب عن جدارة واستحقاق، متربعا على عرشها لأربع دورات على التوالى بالتزكية فى ظاهرة غير مسبوقة تقديرا لمجهوداته وحرصه على صدور التشريعات منضبطة نصا وموضوعا فى صياغة متقنة لا لَبْس فيها وعبارات واضحة قاطعة الدلالة، ولَم ينحرف بالتشريع لأى سبب أو غرض لمواجهة أمور وقتية أو شخصية، كما التزم بدستورية القوانين التى تقرها اللجنة وعدم الخروج عن الدستور بأى شكل من الأشكال.

كما وضع سياسة استراتيجية للتشريع وتصورا كليا للبناء القانوني المصرى وللنظم القانونية والفرعية بحيث تكون التشريعات الجديدة متجانسة مع السياق العام للتشريع المصرى.

كما دوى اسم أبوشقة فى عالم السياسة أيضا، وصار علماً من أعلامها المميزين بممارساته الفريدة والمتميزة وغير المسبوقة فى عالمها، فشائع عنها السلوكيات اللا أخلاقية والانتهازية، ولكن أبوشقة قدم نموذجا مشرفا لما يجب أن يكون عليه السياسي من خلق سامٍ وأدب رفيع نموذجا للسياسى النبيل الذى يصفح عن خصومه ويتعاون مع معارضيه، ويتعامل مع الأحداث بواقعية وموضوعية ويفكر دائما فى فن الممكن، ولا يعرف قاموسه المستحيل ولا يشغل باله ليل نهار إلا الارتقاء بالمواطن المصرى، والانتقال بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة فالسياسة عنده تعنى تحقيق أكبر قدر من المصلحة والرفعة للوطن والمواطن من خلال زعامته لحزب الوفد أكبر وأعرق الأحزاب السياسية على الإطلاق.

كل تلك المواهب انصهرت فى بوتقة العبقرية لبهاء أبوشقة ليتحول اسمه إلى رمز وصفة وأذكر أننى سألت ابنى ذات مرة ماذا يريد أن يكون عندما يكبر، فأجاب بتلقائية شديدة أكون بهاء أبوشقة وما تحمله تلك الإجابة من دلالة على حب وإعجاب بشخصه العظيم.

ويجب ألا ننسى عند استعراض نجاحات أبوشقة فضل زوجته المرأة العظيمة التى رافقت زوجها درب نجاحه، وأوقدت له جذوة العبقرية وهيأت له المناخ المناسب للعمل والنجاح وحملت عنه الكثير من الواجبات والمسئوليات وتحملت انشغاله عنها كثيرا من الأحيان فى مسئولياته وأعماله الجليلة حتى صدق فيها المثل بأن وراء كل عظيم امرأة عظيمة.

ورغم أن العبقرية لا تورث إلا أن الله جازاه خيرا فى أبنائه ومد جذور العبقرية والنبوغ إليهم فرزقه الله بمحمد الذى أحسن خلقه وسار على درب أبيه، وبزغ نجمه فى عالم المحاماة ساطعا منيرا امتدادا لعبقرية أبيه وشهرته، بالإضافة لتواضعه وأدبه الجم وأميرة الابنة ذات البطولات التى شرفت مصر فى الرماية، والتى ورثت وتشربت عن أبيها خبايا وفنون العمل السياسى يضاف إلى ذلك دراساتها القانونية والسياسية، وحسن أدبها وتواضعها الذى يؤهلها لأن تكون نموذجا مشرفا للمرأة المصرية، وكذلك الابنة شهيرة التى ورثت عن أبيها الفطنة والذكاء والدبلوماسية الرفيعة فى العلاقات العامة، لتكون سيدة مجتمع من الطراز الأول بأدبها وتواضعها. فعبقرية أبوشقة حق لا يُمارى فيه أحد وامتدادها لأبنائه بالنبوغ والتفوق نعمة من الله يستحقونها عن جدارة واستحقاق.

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة