رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

الحكومات «الإسرائيلية» المتعاقبة، منذ قيام «الدولة العبرية» وحتى اليوم، لم تتعامل بجدية مع فكرة السلام، باعتبارها مسارًا متبادلًا، وشراكة قائمة على قبول الآخر، أو بوصفها مشروعًا سياسيًا لدولة فلسطينية قابلة للعيش.

مع وصول بنيامين نتنياهو للسلطة، لأول مرة، قبل عقدين من الزمن، تبنَّى سياسة استكمال بناء منظومة الفصل العنصرى «أبارتايد»، التى بدأها أسلافه، ولذلك لن يتوانى عن فعل أى شيء، من أجل البقاء فى السلطة، خلال السنوات القادمة.

نعتقد أن «دولة الاحتلال» تعيش أزهى عصورها، منذ وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى سدة البيت الأبيض، ضاربة عرض الحائط بجميع اتفاقيات السلام التى وقعتها الحكومات «الإسرائيلية» المتعاقبة مع الفلسطينيين والدول المجاورة.

إن شراهة الاحتلال الصهيونى من خلال سياساته الاستيطانية التوسعية لا تتوقف عند حد معين، لقضم أكبر مساحات ممكنة من الأراضى الفلسطينية والعربية التى تسيطر عليها، لضمها بشكل رسمى للكيان المعترف به دوليًا منذ العام 1949.

لكن، يبدو أن شهية الدولة العبرية لضم مزيد من الأراضى الفلسطينية لا تزال مفتوحة، خاصة فى ظل دعم إدارة الرئيس الأمريكى، الذى اعترف قبل أشهر بالقدس وهضبة الجولان المحتلتين جزءًا من «إسرائيل».

أما نتنياهو الذى يمثل خطاب القوة والاستعلاء والغطرسة والعنصرية والفاشية فى العالم، فقد أطلق مؤخرًا تصريحات مثيرة للسخرية والاشمئزاز، لكسب تعاطف المستوطنين المتشددين، مؤكدًا أنه سيفرض السيادة «الإسرائيلية» على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت فى حال إعادة انتخابه بالانتخابات العامة.

ربما تكون تلك التصريحات الهزلية طوق نجاة لنتنياهو، لأن خسارته الأغلبية فى الانتخابات الحالية، ستفقده منصبه كرئيس للحكومة، وقد يُزَجُّ به إلى السجن لاتهامات متعلقة بالفساد.. لن تكون زوجته بعيدة عنها.

خلال الأسابيع الماضية، شن نتنياهو هجمات عسكرية عبر طائرات مُسَيَّرة فى العراق وسوريا وجنوب لبنان.. لم تكن كافية لكسب شعبية أو تعاطف من الناخبين، خصوصًا بعد إخفاقه وفشله الذريع فى تحقيق أى نجاحات تذكر.

الآن، رئيس حكومة الاحتلال فى ورطة حقيقية، ولا يجد سوى جرعة التهديد والوعيد والخطب الحنجورية لإثارة غرائز الهمجية والعنصرية لدى ناخبيه، معتمدًا على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الداعم الأكبر للكيان الصهيونى.

إدارة البيت الأبيض لم تتوانَ خلال الأشهر الأخيرة عن تقديم الهدايا لـ«إسرائيل» لتقوية نفوذ نتنياهو وضمان حظوظ نجاحه فى الانتخابات المقبلة، ما يبرهن بوضوح على أن واشنطن كشفت عن وجهها الحقيقى فى تغذية الإرهاب «الصهيوني».

نتصور أن «شجاعة» وعود نتنياهو للناخب «الإسرائيلي» بإعلان عزمه ضم الضفة ومناطق عربية أخرى، لا تتأتى إلا بحصوله على ضوء أخضر أمريكى، لضمان تحقيق المخطط السياسى المعروف بـ«صفقة القرن».

إن حلم «إسرائيل» الكبير، الذى يزعم نتنياهو أنه اقترب منه كثيرًا، ليس سوى أضغاث أحلام، لأن ضم الأغوار «720 ألف دونم»، ومساحات أخرى من الضفة تتجاوز 70%، يعنى نهاية حلم الدولة الفلسطينية، وضمانة أكيدة لنجاح نتنياهو فى الانتخابات، وتزايد فرص اشتعال حرب واسعة وشاملة بالمنطقة.

للأسف، كنَّا نتوقع ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة ولو بالكلام وذلك أضعف الإيمان.. لكن ترامب ونتنياهو يعلمان جيدًا أن العرب حاليًا مرفوعون من الخدمة، لأنهم انشغلوا أو أُشغلوا بقضايا هامشية وخلافات داخلية ونزاعات دموية، أبعدتهم عن المشهد تمامًا، ولذلك يبقى الصمت المريب سيد الموقف، ولا عزاء للمقدسات والكرامات والحقوق التاريخية الثابتة.

[email protected]