رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم مصرية

 

 

فى السياسة، هل مسموح أن نستخدم كل شيء.. من منطق أن «السياسة نجاسة»؟ وأنها تبرر كل شيء.. ما دامت تحقق المطلوب.. سواء كانت أساليب أخلاقية، أو غيرها.. وأنه من هذا المنطلق نفسه لجأ الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون الى التجسس على منافسيه فى الانتخابات  رغم انه سبق أن حصل على أعلى نسبة تصويت حصل عليها أى مرشح قبله، فكان أن دفع الثمن وتم إجباره على الاستقالة فيما عرفه العالم بقضية ووترجيت؟.. ربما.

ويحكى لنا التاريخ الانتخابى من أجل الحصول على  أصوات الناخبين، كثيراً من الألاعيب والوسائل التى يراها البعض ليست نظيفة؟ هنا يحكى لنا فؤاد سراج الدين باشا.. وكان هو العقل الذكى  الذى نظم وأشرف على أكثر من حملة انتخابية فى مصر، ما قبل يوليو 1952.

< كان="" مكرم="" عبيد="" باشا="" قد="" تم="" فصله="" من="" الحزب="" بعد="" حكايته="" مع="" «الكتاب="" الأسود»="" ودوره="" الأساسى="" فى="" إعداده="" بتشجيع="" من="" القصر="" الملكى="" ورئيسه="" الداهية="" أحمد="" حسنين="" باشا="" ومساعده="" فى="" إعداده="" الصحفى="" القدير="" جلال="" الدين="" الحمامصى="" والصحفى="" المشهور="" أحمد="" قاسم="" جودة.="" وفى="" أول="" انتخابات="" بعد="" هذا="" القرار="" رشح="" مكرم="" عبيد="" نفسه="" للفوز="" بمقعد ="" بمجلس="" النواب.="" وكان="" مرشحاً="" أمامه="" مرشح="" وفدي..="" فماذا="" فعل="" فؤاد="" باشا="" لتعكير="" جو="" حملته="" الانتخابية..="" يقول="" لنا="" فؤاد="" باشا="" إنه="" اتفق="" مع="" عدد="" من="" «الرفاعية»="" أن="" يحملوا="" معهم="" عدداً="" من="" الثعابين="" ويدخلوا="" بها="" الى="" السرادق="" الانتخابى="" لمكرم="" عبيد.. ="" وأن="" يجلسوا="" فى="" أماكن="" متباعدة..="" وعندما="" يشتد="" الحوار="" والحماس="" يخرج="" كل="" واحد="" منهم="" الثعابين="" التى="" يخفيها="" ثم="" يصرخون="" ـ="" بين="" الحاضرين="" ـ="" تعابين..="" تعابين..="" ويهرولون="" الى="" خارج="" السرادق..="" وما="" إن="" يرى="" الحاضرون="" هذه="" الثعابين="" تسعى="" وتزحف="" بينهم.. ="" ينطلقون="" هم="" ـ="" أيضاً="" ـ="" الى="" خارج="" السرادق..="" والرعب="" يسيطر="">

< وهكذا="" وجد="" مكرم="" عبيد="" نفسه="" وحيداً="" واقفاً="" على="" المنصة="" وقد="" انفض="" السرادق ="" تماماً="" من="" الناخبين.="" فلم="" يجد="" مكرم="" باشا="" إلا="" أن="" ينطلق="" ويقهقه="" أى="" يضحك="" بصوت ="" مرتفع..="" ثم="" يردف:="" عملها="" فؤاد="" سراج="">

ولكن إذا كان هذا حدث فإن حادثاً رهيباً وقع فى الاسكندرية عندما كان فؤاد باشا وإبراهيم فرج باشا وباقى قيادات الوفد يجلسون ويشاركون فى مؤتمر انتخابى هناك. وأقدم محافظ للإسكندرية ـ وقتا ـ فوزى معاذ على جريمة بأن ربط قواعد أعمدة السرادق بالحبال. وأخذت بلدوزرات الحكومة تسحب هذه الحبال.. لينهار السرادق كله فوق رؤوس الناخبين وتم انقاذ باشوات الوفد وإخراجهم من فتحة خلفية فى السرادق وبذلك تم إحباط مخطط محافظ الاسكندرية.. فقد كانت الدولة أيامها تخشى من شعبية الوفد.. خصوصا أن الاسكندرية كانت من أهم قلاع الوفد فى مصر كلها.

حقاً.. كم فى السياسة من مقالب بيضاء.. وغير بيضاء.