رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ع الهامش

تجددت مرة أخرى التحذيرات من خطر غرق الإسكندرية وجانب من الدلتا خلال سنوات بفعل الاحتباس الحرارى الناتج عن التلوث البيئى, الذى بدوره يرفع منسوب مياه البحار ويتسبب فى غرق بعض المدن والتى منها الإسكندرية, تلك التحذيرات ليست جديدة، فقد ترددت من قبل فى تسعينيات القرن الماضى ونوقشت فى مؤتمر عُقد منذ عشر سنوات تحت اسم «التغيرات المناخية وآثارها على مصر» حذر خلاله الأب الروحى للبيئة فى مصر الدكتور الراحل مصطفى كمال طلبة خبير البيئة والأراضى أن أكثر من 2 مليون فدان من أراضى الدلتا ستتأثر من ارتفاع منسوب سطح البحر عام 2060 ودعا إلى ضرورة تضامن الجهود الحكومية والشعبية والمحلية لمواجهة ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر عن الدلتا والوادى.

ومنذ أيام خرجت علينا وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية بتقرير مطول عن غرق مدينة الإسكندرية بالكامل بسبب التغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر. رغم أنها نجت من الغزوات والحرائق والزلازل منذ تأسيسها من قبل الإسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام تواجه الآن تهديدًا جديدًا فى صورة تغير المناخ. وأن ارتفاع منسوب مياه البحر يهدد بإغراق الأحياء الفقيرة والمواقع الأثرية، رغم قيام الدولة بإقامة حواجز خرسانية فى البحر لكسر المد. الإسكندرية ثانى أكبر مدينة مصرية، ومحاطة بالبحر الأبيض المتوسط من ثلاث جهات وهو ما يجعلها عرضة بشكل كبير لمخاطر ارتفاع مستويات سطح البحر والذى حدث بفعل الاحترار العالمى وذوبان القمم الجليدية القطبية.

وحذرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن مستويات سطح البحر فى العالم قد ترتفع بنسبة 0.28 إلى 0.98 متر بحلول عام 2100.

لكن الدولةمنذ بضع سنوات قامت بوضع الكتل الخرسانية فى البحر بامتداد كورنيش الاسكندرية لحمايتها من النحر، لكن الدكتور صلاح سليمان، مستشار مدير مكتبة الإسكندرية وأستاذ كيمياء المبيدات والسموم بجامعة الإسكندرية، والمسئول عن عدة مشروعات حول تأثير التغيرات المناخية على المدينة الساحلية، كان له رأى مخالف لسياسة الحواجز الخرسانية وأن وزارة الرى حصلت على 220 مليون دولار لمواجهة أخطار غرق الإسكندرية بحماية الشواطئ لعمل حواجز لحماية الشواطئ من النحر وأن هذه الأعمال لا تحمى الإسكندرية أو كفر الشيخ والدلتا بصورة عامة من الغرق، وأن وضع حواجز خرسانية على الشواطئ هدفه منع تآكلها ووقف عمليات النحر، لكن لا يحمى من الغرق أو تملح أراضى الدلتا ودمارها!

إذا كان الحديث منذ عشرين عامًا عن التغير المناخى مجرد احتمال، فالآن أصبحنا نعيشه واقعًا فى كافة بقاع الأرض بفعل زيادة التلوث البيئى الكبير, والمطلوب الآن من الحكومة أن ترد على كل ما يثار كما تفعل فى موضوعات أخرى هل ما اتخذته من إجراءات كاف لحماية الإسكندرية؟ أم هناك إجراءات أخرى سيتم تنفيذها؟

[email protected]