رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

سألته: ما هو أكثر شىء تتمنى القيام به مع بداية العام الدراسى الجديد؟

ابتسمَ وأجاب: «أتمنى ألا أذهب للمدرسة»!

لا أخفى عليك أننى لم أتفاجأ من كلمات الطفل «ماجد»، الذى لا يتجاوز عمره 10 سنوات، فلو سألتك اليوم عن أكثر شىء كنت تتمنى فعله مع بداية السنة الدراسية الجديدة، وأنت فى مثل عمر «ماجد»، فربما وجدت نفسك أقرب ما تكون إلى اختيار المنطقة ذاتها؛ نعم: «ألا تذهب للمدرسة»!

شريط ذكريات يمر أمام عينيك الآن.. حكايات البداية لكل شىء فى حياتك.. أنت كما تبدو لنفسك فى المرآة هذا الصباح، وكما تريد أن تكون فى عيون أطفالك!

هناك يا صديقى فى مدرستك.. كانت البداية!

بداية الحب الأول الذى انتهى قبل أن يولد!.. أول لعبة وأول تختة.. أول «صفا» وأول «انتباه».. وأول أوامر: «على الفصول معتادًا مارش».. أول مرة صرخت فيها بأعلى صوت لثلاث مرات متتالية وأنت هناك فى الطابور: «تحيا جمهمورية مصر العربية».

أول معلمة حنونة، وأول معلم قدير منحك الثقة.. أول مرة بادرتَ فيها برفع يدك داخل الفصل للإجابة عن سؤال صعب، وأول سؤال صعب لم تتمكن من الإجابة عنه!

أول مباراة فى كرة القدم.. أول تحدٍ فى حياتك.. أول إنسان رسمته وأول صورة فوتوغرافيا رسمية فى حياتك!

من هناك.. كانت أول رحلة مدرسية إلى أهرامات الجيزة وحديقة الحيوان.. أول زيارة إلى السبع سواقى وبحيرة قارون فى الفيوم الجميلة.. أول أغنية جماعية، وأول مسرحية.. أول صديق فى حياتك!

أول عقاب تتلقاه فى حياتك من شخص آخر غير أبيك، وغير عمّك أو خالك، أعلم أنه كان عقابًا قاسيًا من معلمك الذى لم ولن تنسى خوفك من لقائه فى شارع- ولو صدفة- أكثر من خوفك من لقاء أبيك!

هل تتذكر عندما اخترت الوقوف فى نفس الصف بالمسجد إلى جوار معلمك- وليس أبيك- عند كل صلاة ليعرف معلمك أنك: «شاطر وبتصلى»؟!

هناك.. كان أول حلم وأصعب سؤال وأسهل حياة اكتشفنا بعد حين كم كانت لذيذة.. اكشتفنا سرها بعد الثلاثين!

أن تكون طالبًا فى مدرسة، فأنت محظوظ لأنك وجدت من يرعاك ويحنو عليك ويتولى أمرك، وأنت تكون أبًا وأن تكونى أمًا، أو معلمًا، فقد منحكم الله نعمة وأمانة بناء عقول الصغار!

الخلاصة: إنه عام دراسى يطل علينا الآن.. عِش اللحظة صديقى أينما كنت وحيثما تكون، وتذكر أن أطفالك- مثلك تماماً- لن يرعاهم أحد فى هذه الحياة بعد إسدال الستار على حياة المدرسة.. اقتنصوا سر التجربة معاً بمنتهى السعادة.. ساندوا معلميهم وكل قلب طيب يمد يد العون لهم، واصنعوا لهم ولكم ولنا ما لذ وطاب من حكاياتنا المنسية!

.. حكاية أول شىء فى كل شىء!

نبدأ من الأول.

[email protected]