رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

تبدو ناقلة النفط الإيرانية التى أفرجت عنها البحرية البريطانية قبل أسبوعين، بعد أن كانت قد أوقفتها فى جبل طارق ما يقرب من الشهر، وكأنها فيلم روائى طال أكثر من اللازم.. وعندما يصل الفيلم إلى هذه النقطة لدى المشاهدين، فإنه يصبح مهددًا بأن ينصرف عنه مشاهدوه، وبأن يفقد المشاهد إغراء المتابعة!

فالناقلة كان اسمها فى الأصل جريس ١، وكانت تحمل نفطًا ولا تزال، وكانت فى طريقها إلى إفراغ حمولتها فى سوريا، ولكن البحرية البريطانية التى تسيطر على مضيق جبل طارق استوقفتها، ومنعتها من مواصلة الإبحار فى المتوسط فى اتجاه الشاطئ السورى، واحتجزتها فى المضيق، ولم تفرج عنها إلا عندما تعهدت ايران بعدم التوجه بالحمولة إلى سوريا!

وكان السبب أن أوربا تفرض حظرًا على الحكومة السورية، وأن الحظر يمنع توريد بترول إلى هذه الحكومة، وأن عدم توقيف الناقلة معناه خرق الحظر!

وعندما جرى الإفراج قالت الحكومة الإيرانية إن تعهدها بعدم مواصلة الإبحار إلى سوريا غير صحيح، وأن هذا مجرد زعم بريطانى، وأن طهران هى الجهة الوحيدة التى تحدد وجهة الناقلة، سواء كانت هذه الوجهة هى سوريا، أو كانت أى بلد آخر!

وأضافت حكومة المرشد فى ايران، أن الإفراج تم عن ناقلتها فى مقابل أن تفرج هى عن الناقلة البريطانية، التى احتجزها الحرس الثورى الإيرانى فى ميناء بندر عباس جنوب الخليج العربي!

ولكن خط سير جريس ١، التى تغير اسمها إلى أندريا داريا ١، يشير إلى أن حديث السلطات الإيرانية عن سبب الإفراج عنها لم يكن دقيقًا، وكان مجرد دعاية من الدعايات!

فالناقلة البريطانية لا تزال محتجزة كما هى فى بندر عباس، ولم يكن الإفراج عن جريس ١، عملية من عمليات المقايضة كما روجت ايران وقالت!

والناقلة المفرج عنها لا تزال فى أنحاء البحر المتوسط «تتفسح» بالمعنى الحقيقى للكلمة! فهى مرة تتوجه إلى الشواطئ اليونانية، فيصرح رئيس وزراء اليونان بأن موانئ بلاده غير مهيأة لاستقبال ناقلات من حجم أندريا داريا، وهى مرة ثانية تقول إنها متوجهة إلى موانئ تركيا، ثم فى مرة ثالثة تتحدث عن أن لبنان هى وجهتها، ثم فى مرة رابعة تعود وتتكلم عن أنها ربما تذهب إلى سوريا!

وكانت الدول المطلة على البحر قد تلقت دعوة أمريكية إلى عدم استقبال الناقلة، وعدم تقديم أى تسهيلات لها فى أى ميناء!

والمعركة فى جانب أكبر منها هى فى الحقيقة على قدرة كل طرف من طرفيها، على أن يكون أطول نفسًا من الآخر!