رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ع الهامش



حالة الهلع التى تنتاب العالم بسبب حرائق غابات الأمازون مشروعة فى ظل اللامبالاة التى يتعامل بها الرئيس البرازيلى  جاير بولسونار مع تلك الكارثة وإتهامه بإعطاء الضوء الأخضر لعمليات تدمير منظمة لتلك لغابات المطيرة لتحقيق مكاسب استثمارية لصالح المطورين العقاريين و توسعة المزارع والمراعى.وبعيدا عن الملاسنات بينه وبين الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فالأضرار الناتجة عن الحرائق ستشمل العالم بأسرة وليست مشكلة داخلية كما يدعى رئيس البرازيل ,  فتلك الغابات تكون ما يشبه الإسفنجة الضخمة التي تمتص وتختزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه أشجارها لتنتج عبر عملية التركيب الضوئي نحو 20 في المئة من الأكسجين في كوكبنا .
 المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء سجل ما يقرب من 73000 حريق في  بين شهري يناير وأغسطس. وهو أعلى مستوى منذ عام ( 2013)  , كما شهدت  بلدان أخرى في منطقة الأمازون، بما في ذلك بوليفيا والبيرو، وهما على الحدود مع البرازيل، زيادة عدد الحرائق في هذا العام، بحسب بيانات المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء .وتعد منطقة الأمازون هي أكبر غابات استوائية في العالم، حيث تغطي أكثر من خمسة ملايين كيلومتر مربع في تسع دول: البرازيل وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور وغيانا الفرنسية وغيانا وبيرو وسورينام وفنزويلا .وإذا كان هناك أهتمام دولى بحرائق غابات الامازون تمثل وتقديم دعم مالى  دولى للمساهمة فى أطفاء الحرائق والضغط على الرئيس البرازيلى لإخماد النيران وهوما دفعه لإنزال الجيش للمشاركة فى إخماد النيران .
 إلا أن صورا للأقمار الصناعية الجديدة لوكالة ناسا الفضائية أظهرت  أن هناك حرائق غابات أكثر فى أفريقيا مقارنة بغابات الأمازون ، وفقا لموقع "روسيا اليوم "و تغطي هذه الغابات مساحة 3,3 ملايين كيلومتر مربع، وهي ممتدة عبر عدة بلدان، قرابة الثلث منها منتشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية والبقية في الجابون والكونغو والكاميرون وأفريقيا الوسطى . وتجتاح الحرائق أكثر من مليون ميل مربع من الغابات فى حوض الكونغو حاليا، فى منطقة تعرف بأسم "الرئة الخضراء" الثانية للأرض ,ويلجأ المزارعون لإحراق الغابات بهدف الحصول على الطاقة  حيث تصل الكهرباء إلى 9% فقط من السكان لذلك يستخدم الكثير منهم الحطب للطهو والحصول على الطاقة ,وكذلك للبحث عن الثروات المعدنية ,لكن لم تحظ الحرائق التي تلتهم مساحات كبيرة من الغابات الأفريقيه نفس الأهتمام الذي يوليه العالم اليوم لكارثة حرائق غابات الأمازون، فهذه الحرائق مستعرة في غابات القارة السمراء بوتيرة أسرع  .
تلك الحرائق فى  غابات الامازون وفى إفريقيا ولا شك ستسرع من وتيرة الأحتباس الحرارى ما يؤدى للتغير المناخى ففى أوربا شهدت معظم دولها أرتفاعا فى درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة هذا الصيف, كما شهد جنوب شرق آسيا مجموعة اعاصير مختلفة، إضافة إلى الجفاف الذي أصاب إفريقيا في بعض الأماكن، والفيضانات في أماكن أخرى.   كذلك أنقراض العديد من الكائنات الحية التى تحيا فى ظلالها, وبعض الدراسات تشير الى تزايد وتيرة ذوبان الجليد فى القطب الجنوبى وهو ما يزيد مستوى المياة فى المحيط والذى سيفيض بدورة على البحار ويؤدى لإختفاء مدن من خريطة العالم وهو ما لانتمناه .
العالم قرية صغيرة وما يحدث فى اى منطقة ولابد من تكاتف دولى لمواجهة الكارثة المناخية للحرائق فهى جرس إنذار للبشر، للتكاتف لمجابهة الأخطار التى تتهددهم بصنع قلة منهم .


[email protected]