رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

 

 

 

قبل الدخول فى تناول أوضاع الجمعيات، الاتحادات، المؤسسات والروابط المصرية فى الخارج، خاصة هولندا بما لها وما عليها، التى تسير فى اطار قوانين وإجراءات تنظيم أعمال المُجتمع المدنى، ليس من المُبالغة فى شيء ذكر ان «مُعظمها» - بوضعها الحالى - أضرارها أكثر من منافعها، فمن المُفيد سبر أغوارها لإظهار المرض والعَرض، أملًا فى ان تعُم الفائدة، سواء قامت التنظيمات المعوجة بتصحيح أوضاعها بمُبادرات منها، أو خرجت من ساحة الجالية المصرية، تاركة وراءها مجالات العمل لمن هُم أكثر جدية وأمانة.

بعض من الأمراض الاجتماعية والنفسية التى أصابت عددا لا بأس بها من القائمين على إدارات مؤسسات المُجتمع المدنى هى «لوثة الشُهرة» التى أصبحت ظاهرة ملموسة فى شريحة بعينها بأوساط الجالية المصرية فى هولندا.

لوثة الشُهرة تُصيب بالدرجة الأولى فئات اجتماعية تُعرف علميًا بـ «مخلوعى الجذور» الذين تمكنت منهُم العُقد النفسية، وتظهر عـوارضها بأشكال مُختلفة لدى الرجال والنساء، وكل (منهم- منهن) يتخذ مناحى مُختلفة فى سبيل تحقيق الشُهرة، ويعتقد هؤلاء بالباطل وفق قناعتهم الفردية انهم يعملون لصالح أبناء وطنهم فى المهجر، تلك القناعات الزائفة، التى يتخذونها ستارا للاختباء والتستر، سواء كانوا على دراية أو عدم ادراك للمرض المزدوج، الذى يجمع بين الرغبة فى بريق ولمعان الشُهرة، التى تسطعُ أمام ضعاف النّفوس، فتستولى عليهم، ولا يتمكَّنون من تجاهلها، والتغاضى عنها.

والجانب الآخر الذى لا يُمكن اغفاله هو «حالة انفصام الشخصية» لدى هؤلاء، وذلك من خلال رصد ومُتابعة تصرفاتهم وسلوكياتهم الحياتية الاجتماعية، التى تتناقض وتتضاد بالسلب مع ما يعلنون عنه على الملأ فى الحياة العامة، من خلال انشغالهم بالعمل العام، لتحقيق مصالحهم الشخصية البحتة.

مخلوعو الجذور هُم فى غالبية الأحوال أشخاص ضعاف النفوس، فشلوا فى تحقيق مرادهم وطموحاتهم، بعضهم حاصلون عل شهادات علمية فى الطب والهندسة والقانون، ولم يتمكنوا من العمل وفق دراساتهم فى الوطن الأم، وقد يكون لهم العُذر بسبب البطالة فى سوق العمل، فهو أو هى فى هذه الحالة لا يمكن اتهامه بالتقصير والإهمال، وقد يكون وجد فرصة عمل لم تحقق له الدخل المالى الذى أراده لنفسه، وخلع نفسه من مجتمعه الأصلى بحثًا عن حياة اقتصادية أفضل، وكان من المُمكن ان يكون الانسلاخ من الجذور ايجابيًا، فى حالة ما اذا تجاهل الشخص مرض لوثة الشهرة، بقوة ارادته الشخصية، وتمكن من ذاته فى الأرض الجديدة التى اختارها لنفسه فى مهجره، وامتهن عملا جديدا يحقق له ذاته، محتفظًا بصحته النفسية، ومن ناحية لا تقل أهمية عدم الانخراط فى أعمال المجتمع المدنى، يختبئ وراءها ويخدع أبناء وطنه بأعمال زائفة، من أجل الشعرة وتعويض اخفاقاته.

ويلهث هؤلاء خلف قطار الشهرة بمُختلف الوسائل، ويسعى للحصول عليها بكثير من الأساليب، وتجتمع نزوات تتمثل فى: (الوجاهة - كسب المال -حُب الظهور فى مجتمع المُغتربين - التسلق على سلم وسائل الاعلام فى الوطن الأم) فى ذات الوقت تأمل بعض من هذه الشريحة الوصولية فى تغطية عيوبها لستر ماضٍ مُشين، ويحدُث ذلك وسط مناخ لم تعد الشهرة تبحث « دائمًا» عن عُلماء متميِّزين أو أدباء أو مُثقفين، بل أصبحت تبحث عن أصحاب الأعمال الغريبة الشاذة من غير أصحاب الخبرة، ممن يقدمون تنازلات، دون النظر للاعتبارات الأخلاقية، والتى تتضمَّن الكثير من التناقضات والانحرافات مع العقل والدِّين.

فهذه ترقص وتغنى ليلا ونهارًا على شبكات التواصل الاجتماعى، وأخرى تدعى وتنسب لنفسها مهنا ومناصب بالباطل، وآخر يتسلق على أكتاف المصريين ويخدع وسائل الاعلام المصرية، ويحصل على أموال «عشرات من آلاف اليورو» دعم ومُخصصات حكومية هولندية لخدمة العمل الاجتماعى العام، وتذهب للجيوب، ومنهم من يعلن افلاسه هروبا من المقاضاة، وهكذا المخالفات كثيرة فى عالم لوثة الشهرة التى من أجلها تحدث إخفاقات وتقدم لها تنازلات.

ويبقى الملف مفتوحا لكشف المُخالفات ومُكافحة الفساد.

[email protected]