رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

فى الوقت الذى شن فيه الكثير الحرب على الحجاب محاولين التقليل منه! مُدّعين انه ليس فرضا، فى الوقت الذى ادعى فيه الكثير ان الدولة تُشجع غير المحجبات، وان الحجاب يعوق رحلة حياتك ويقف عقبة امام طموحاتك، فإننا نشاهد أن هناك من بين الوزيرات من هى محجبة ما ينفى وجود موقف محدد من الدولة تجاه الحجاب، وفى الوقت الذى قال فيه البعض ان كل المذيعات بمؤتمر الشباب غير محجبات، شاهدنا ولأول مرة مذيعة بحجاب فى افتتاح المؤتمر السابع للشباب بالعاصمة الادارية الجديدة! ويعتبر ذلك ردا بليغا على كل المشككيين فى الحجاب وكل من تسول له نفسه النيل من الحجاب والتقليل ممن ترتديه، بما فى ذلك ما ينسب من اقوال زور لشيوخ الازهر عن ان الحجاب ليس بفرض !

وحتى لا يجرنا ذلك إلى مناقشات عقيمة نشير إلى أننا اليوم تركنا أساس الدين وتشبثنا وتمسكنا بالشكليات! فعن هؤلاء الذين يدّعون ان الله لم يتناول مسألة الحجاب، أوجه لهم السؤال: الله تعالى لم يتحدث عن عمل المرأة فى مُحكم كتابه فلِماذا تدافعون ليلًا ونهارًا عن عمل المرأة! القرآن حلل زواج الرجل من أربع لِمَ البعض يرفض ويحرم ما حلله الله؟!

الإجابة بسيطة البعض يُحلل ويُحرم وفقًا لأهوائه، أنا لا أدافع عن الحجاب بل كل ما فى الأمر أنى أستخدم عقلى وأستفتى قلبى بعد التدّبُر فى كلام الله تعالى، فهناك بعض الآيات التى ذكر فيها الحجاب وزعم البعض بأن الحديث كان موجها لزوجات الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ولو تمعّن البعض فى كلام الله لوجد أن هناك آيات موجهة للناس جميعًا وآيات موجهة للمؤمنين وليس المسلم كالمؤمن،، فالإيمان مرتبة أعلى من الإسلام، فالبعض مسلم فى البطاقة فقط!، أى من أب وأم مسلمين، ولكن مرتبة الإيمان لم يصل إليها الكثيرون، بل هناك أيضًا مراتب آخرى كالمتقين والمحسنين، كما هو الحال فى مراتب الرُسل والأنبياء، هناك أولى العزم من الرُسل.

كما أن الله سبحانه وتعالى خلقنا طبقات، وأيضًا مراتب، والرسل والأنبياء مراتب، فالأمر ليس له علاقة بالأخلاق، ولا بدرجة القُرب من الله، فنعلم جميعًا أن الإيمان إيمان القلب والدين تعاملات والله بعث سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ليُتمم مكارم الأخلاق، والله سبحانه وتعالى يأخذ بالنوايا ويكافئ ويُجازى على أساسها، ولكن كل ما فى الأمر بأننا ننتقل من درجة الى درجة للوصول والقرب من الله، بالأعمال، بالنوايا، بالأقوال، فهناك فتاة قالت لى إذا كان الحجاب فرضا لِما خلق الله الأنثى بشعر؟!، فكان ردى عليها الله سبحانه وتعالى خلقنا عُراة فلِما نرتدى ملابس حينئذً ؟! فهناك فى الدول الغربية يمشون عُراة وهناك شاطيء للعُراة وهناك أماكن سهر للعُراة، فهم أيضًا يقولون ذلك: يقولون الله سبحانه وتعالى خلقنا عُراة هل معنى ذلك أننا نظل عُراة!

كل ما أستطيع قوله لإنهاء هذه القضية التى باتت حديث الجميع، بأن من تُريد ارتداءه فلترتده ومن لا تريد فلا بأس، وأختم مقالى بمقولة للشيخ الشعراوى رحمه الله: «المرأة التى تتضرر من الحجاب بزعم أنه يقيد من حريتها بستر ما أمر الله من مفاتنها عليها ألا تعترض على منح هذه الحرية لغيرها! فإن أباحت لنفسها أن تتزين وتكشف عن مفاتنها لتجذب إنساناً وتفتنه فعليها ألا تعترض إذا سُرق زوجها منها بفعل فاتنة! فمادامت قد أباحت لنفسها ذلك فلا تلومنًّ إلا نفسها»!