رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

 

 

نزلت الساعة السادسة صباحا، قلت أجرب المترو الجديد، مشيت من البيت حتى المحطة آخر فريد سميكة مع جسر السويس، قرب المحطة وجدت ولد واقف بعربة فول معفن، دخلت عليه،ناولني طبق فول، وآخر سلطة، وثالث باذنجان مخلل وفلفل مقلى، وثلاثة أرغفة، طلبت معلقة للسلطة وحاجة أحط عليها العيش، إدانى ورقة دشت بيضة،طلبت شوية ملح، وقلبت الفول، تقول زبدة، ونزلت أكل، لقمة، وقطمة باذنجان أو فلفل أو معلقة صلطة طماطم،بعد دقائق اكتشفت أننى أنهيت بعون الله على العيش والفول والباذنجان والسلطة، مع أن أطباء القلب والسكر والضغط حذروني من ملء المعدة، والابتعاد عن المخللات والعيش، وحرمنا المصون حذرتني مرارا وتكرارا من أكل الشوارع: بطل بقى القرف اللى بتعمله ده، عيب لما حد يشوفك وأنت واقف على عربة فول أو عربة كشرى، نفسك جاية عليه أدخل مطعم محترم، مش تقف في الشارع وسط الزبالة والقرف، حافظ على مركزك.

ــ كام يا ابنى؟

ــ ما تخلى يا حاج، عشرة جنيه بس.

نزلت المحطة، دفعت سبع جنيهات، ونصحنى المحصل بتغيير المترو فى العتبة، المحطة جديدة ومكيفة، والعربات فاضية وباردة، جلست طوال الطريق، الدنيا لسه الصبح، الساعة سبعة، فى العتبة نزلت، تقول نار جهنم، حر موووت، المحطة مخنوقة، مشيت مع المشيين، وسألت عن خط التحرير، أه تقصد السادات، طلعت ونزلت ومشيت فى ممرات طويلة كأنك فى جهنم الحمرا خانقه وحر وعرق، ركبت المترو زحمة وحر ناروزعيق ورغى، حمدت ربنا انى هنزل بعد محطتين.

 محطة التحرير أسوأ وأدل سبيل، جهنم الصفرا والحمرا، والله تقول واقف داخل الفرن، طلعت أمام مجمع التحرير، مشيت لحد البنك فى أول قصر العينى، البنك بيفتح أبوابه الساعة الثامنة والنصف، وقفت عند دار الأدباء، وشوية أمام البرلمان، وشوية أمام الجمعية الجغرافية، بعد نصف ساعة أو أكثر فتح البنك، كنت أول زبون، أخدت رقم 501، قعدت خمس دقائق إلى أن بدأ العمل، طلبت من موظف خدمة العملاء: المخالصة، والشيكات، وفك الحظر الذى سبق وأجروه على قيمة قسط، وطلبت صرف القسط، وعمل فيزا، بعد نصف ساعة انتهت جميع الإجراءات.

قلت أروح النقابة أسلمهم المخالصة، كانت الدنيا حر، قلت المشوار طويل، وأنت يا ولد يا أستاذ علاء مانمتش من امبارح،وعندك القلب، والضغط، والسكر، والمرض الوحش، روح نام الدنيا مش هتطير، نزلت المترو ومشيت فى جهنم ، وسألت عن الخط المتجه العتبة، قطعت تذكرة بسع جنيهات، وركبت السونة، فى العتبة مشيت مع الملايين، فجأة الماكينة بلعت التذكرة، يا جماعة،يا ناس، يا ابنى: أنا رايح مصر الجديدة والتذكرة مش راضية تطلع، إيه اللى جابك من هنا، بص يا حاج أنت هتمشى يمين مع المشيين، وتنزل وتطلع فى اتجاه مصر الجديدة، تقطع تذكرة جديدة وتركب المترو.

على الشباك قلت له مصر الجديدة قال تنزل محطة الأهرام أو كلية البنات، قلت له هنزل محطة نادى الشمس، دفعت خمسة جنيهات، وأخدت المكيف، وقفت على الباب في الزحمة، بعد العباسية كرسى فضى قعدت، فى محطة ألف مسكن نزلت، دخلت التذكرة، الماكينة صفرت، ورفضت تخرجنى، قفشونى، سألني الموظف راكب منين، واتضح أن موظف العتبة أخطأوا أعطانى تذكرة بخمسة جنيهات بدلا من سبعة جنيهات، طلعنى ونصحنى:متعملهاش تانى.

ركبونى الاسانسير، لقيت نفسى أمام الولد المعفن بتاع الفول، أظنه كان واقف بجوار مضيئة، مشيت فريد سميكة وعبد الحميد بدوى لحد البيت، غيرت ملابسى وحطيت القميص فى سلة الغسيل، ما هو وأنا باكل قرن فلفل مقلى طرطش زيته على القميص،طلبت من المدام فنجان قهوة، طلعت في زى القطار: تبقى أكلت عند المعفنين، قبل ما تكمل دخلت السرير وعملت نايم.

 

[email protected]