رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ع الهامش

في جنوب الصحراء الكبرى واحدة من أقدم المدن الإفريقيه الواقعة في واد بين نهري النيجر وباني يقع أكبر صرح من الطوب اللبِن في العالم وهوالمسجد الكبيربمدينه جينيه بدولة مالى، والذى كان يعد مركزا لتعليم الإسلام في القارة السمراء خلال القرون الوسطى و أحد أهم المعالم ليس بالنسبة لمالي فحسب وإنما للتراث المعماري الإسلامي في أفريقيا . ويوصف المسجد بأنه أجمل مثال على طراز العمارة السودانية السواحيلية الذي يميز تلك المنطقة، كما يتميز بإستخدام الطوب الطيني والسقالات الخشبية. ويعتبر المسجد الذى ما يزال قائما أهم موقع في بلدة "جينيه" المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي . إزدهرت تلك البلدة بين القرنين الثالث عشرمنذ عصر مانسا موسى أغنى رجل فى التاريخ وحتى القرن الثامن عشر ظلت كملتقى رئيسي لنقل البضائع كالذهب والملح، كما وفدت إليها القوافل التجارية ورجال الدين والكتبة، الذين دعوا إلى الإسلام في المنطقة . والمثير ان الغازي المسلم أمادو لوبو عندما تولى مقاليد الأمور في المنطقة عام (1834) أمر بهدمه باعتباره " بهرجا وترفا غير لائق"..! أما البناء الحالى شيد في عام ( 1907) على موقع المسجد الأصلي الذي تعرض للإهمال خلال القرن التاسع عشر, و لأن مدينة جينيه تتعرض بشكل شبه منتظم لفيضان نهر الباني وتصبح في هذه الحالة مثل الجزيرة , ويلزم إعادة صيانة المسجد ويشارك السواد الأعظم من سكان المدينة فيها لإزالة آثار الأمطار والشقوق والتي يحدثها تغير درجات الحرارة والرطوبة عبر إحتفال سنوي يقام خصيصا لهذا الأمر وفي الأيام التي تسبق هذا الإحتفال يوضع الطين والتبن في حفر كبيرة وتترك مهمة خلطهما للأطفال ولا تتعدى هذه المهمة حد السماح لهم باللعب فيها فيبدأون لهوهم بدون ان يعلموا أنهم ينجزونها وذلك وفى شهر إبريل من كل عام وقبل موسم المطر الذى يحل فى يوليو واغسطس , يشارك أهل البلدة في مهرجان يُعرف ب "ليلة السهر", حيث تدوي في الشوارع المضاءة بنور القمر دقات طبول قبل أن تُطلق الصافرة حوالي الساعة الرابعة فجرا ليبدأ الحدث الأهم. حيث يقام سباق بين أهل المدينة التى يشارك كل السكان ويفوز فيه الرجل الذي يتمكن من الوصول بثقله من سلال الطين إلى عمال الصيانة قبل غيرهم ويتم الأمر كله تحت إشراف رابطة البنائين الماليين وتحت أنظار كبار القوم الذين تقام لهم منصة شرف خاصة بهذه المناسبة في ساحة السوق التي يطل عليها المسجد وفي الوقت نفسه يجتمع كبار السن في ميدان السوق لمراقبة عملية الصيانة وفي ذلك اليوم الإحتفالي يُسمح للنساء بدخول المسجد، وإحضار الماء من النهر , وبعد نحو خمس ساعات من بدء هذه العملية، تشرق شمس الصباح لتضيء المسجد الذي اكتست جدرانه بالطين الجديد والذي يكتمل في العادة بحلول التاسعة صباحا . ويضم المسجد 99 عمود من الخشب بعدد أسماء الله الحسنى كما يوجد بجدرانه 114 نافذة نسبة إلى عدد سور القرآن الكريم تفتح إذا إرتفعت درجة الحرارة داخل الجامع الذى يسع 3آلاف مصل.ويتجدد سنويا ذلك المشهد . 

[email protected]