رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ع الهامش

لا يوجد شىء فى الدنيا يعادل حضن الأم الدفئ، والشخص الذى يفقد أمه مهما كان عمره يشعر بالغربة فى الدنيا، وأنه فقد ملاذه الأمن من العثرات التى قد تصيبه، ومنذ أيام نجحت إحدى صفحات التواصل الاجتماعى صفحة «مفقودين» فيما يشبه المعجزة فى إعادة شاب لأسرته بعدما تاه منها لمدة 18 عامًا، وقتها كان عمره 5 سنوات سافر مع أمه من أسوان إلى الإسكندرية لزيارة أقاربهم عام (2001)، وعند وصولهما محطة مصر بمحرم بك دخلت الأم إلى السنترال لإجراء مكالمة وطلبت منه انتظارها أمام الباب، إلا أنه تسلل للحديقة المجاورة وظل يلهو، وفى آخر اليوم انفض الزحام من حوله، وظل وحيدًا لا يعرف إلى أين يذهب؟

بينما الأم كانت تتفحص كل الوجوه والأماكن كالمجنونة، لا تستوعب أنها فقدت فلذة كبدها، طافت بأحياء الإسكندرية وبأقسام الشرطة والمستشفيات بحثًا عنه، لكن دون جدوى وعادت إلى أسوان، ومع مرور الأيام لم تفطر عزيمتها ويقينها أنها حتمًا ستجده يومًا ما، وعاشت على هذا الحلم 18 عامًا حتى شاءت إرادة الله أن تشاهد صورته على شاشة إحدى الفضائيات، وبقلب الأم تعرفت عليه رغم مضى تلك السنين إلى أن تم اللقاء الذى طال انتظاره, وعاد الطفل إلى حضن أمه شابًا، وأصبح له أسرة ينتمى إليها بعدما عاش وحيدًا حياة قاسية، حيث عطف عليه أحد الأشخاص وصحبه إلى منزله وعندما قامت زوجته بتبديل ملابسه وجدت آثار كى بالنار على جسده، واضطر الرجل أن يثبت ذلك فى محضر رسمى كى يخلى مسئوليته، وأدخل الملجأ لأن الحكومة أولى بيه، وهرب منه إلى القاهرة بعدما أتم المرحلة الابتدائية, لتعيده الشرطة لدار رعاية أبوقتاتة لسنوات ويعود مرة ثانية للإسكندرية ليبحث عن أسرته ويتجدد لديه الأمل أن يحيا حياة كريمة, حتى التأم شمل الأسرة فكم طفل تاه من أسرته وهى تحترق كل لحظة شوقًا لاستعادته؟

فهناك مئات البلاغات شهريًا فى أقسام الشرطة وصفحات السوشيال ميديا مليئة بصور المفقودين الذين يبحثون عن أسَرهم أو أسَرهم تبحث عنهم, لما لا تخصص الفضائيات برنامجًا أسبوعيًا لعرض تلك الحالات خدمة للمجتمع بدلًا من إهدار الوقت فى إعادة برامج أو دراما مستهلكة، ومملة، وهو ما جعل نسب مشاهدتها تنخفض وتعانى مثلها مثل الصحافة من انصراف المشاهدين إلى العالم الافتراضى، وتلك النوعية من البرامج تحظى بنسب مشاهدة عالية ونذكر برنامج المذيعة «منى عراقى» وحلقاتها عن الأطفال التائهين أو المخطوفين حظيت بنسب مشاهدة عالية وأسهمت فى عودتهم لأسرهم. ووسائل التواصل الاجتماعى لها فوائد جمة إن أحسن استخدامها، فمن يصدق أن طفل عمره 5 سنوات يضيع لمدة 18 عامًا من أسرته بين أسوان والإسكندرية والقاهرة أنه سيعود يومًا لأحضان أسرته!

[email protected]