رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

الناس تتنازعها الشكوك حول روايات حادث معهد الأورام بالقاهرة.. ولهم كل الحق فى ذلك.. فأى عاقل يمكن أن يصدق أننا حتى وقت كتابة هذه السطور وبعد مرور أكثر من نصف يوم.. أى 12 ساعة كاملة لم نحصل على تفسير واحد حقيقى ومعقول ومنطقى لكيفية وقوع الحادث.. رغم أننا نعيش فى عصر ثورة الاتصالات والمعلومات و«السماوات المفتوحة»..؟!!

•• المعلومات المتوفرة

والبيانات الرسمية الصادرة من وزارتى الداخلية والصحة.. وروايات الشهود العيان.. تقول إن سيارة مسرعة فى الاتجاه العكسى «عن طريق الخطأ» صدمت 3 سيارات أخرى أمام معهد الأورام.. فوقع انفجار رهيب وحريق هائل.. نتج عنه حتى الآن سقوط 20 قتيلًا (بعضهم تم جمع أشلاء جثثهم فى أكياس)، بالإضافة إلى 30 مصابًا.. ودمر أكثر من 10 سيارات.. تطايرت وسقط بعضها على الأرض.. مما أسفر عن اشتعال النيران بها وتحول بعضها إلى أشلاء.. بينما سقطت سيارات أخرى فى مياه النيل (!!).. كما تبين أن الانفجار أحدث حفرًا فى الأرض.. وأدى كذلك إلى تطاير محتويات بعض غرف مرضى المعهد مما اضطر الأجهزة المعنية إلى نقل هؤلاء المرضى إلى مستشفيات بديلة.

وكل ذلك بسبب تصادم 3 سيارات..(!!).

•• وما بين

بيان الداخلية الذى تحدث عن حصيلة أولية 5 قتلى و15 مصابًا.. وبيانات الصحة المتتالية التى ارتفعت خلالها حصيلة الضحايا إلى 15 ثم 17 ثم 19 ثم 20 قتيلًا.. ثم بيان مجلس الوزراء الذى يتضمن أن رئيس الوزراء طلب تقريرًا مفصلًا حول الحادث.. ثم بيان النائب العام الذى يتضمن انتداب فريق تحقيق لتحديد ملابسات وأسباب الحادث.. لم يجد الناس إجابة شافية واحدة لسؤالهم: كيف يمكن لتصادم 3 سيارات وفقًا للرواية الرسمية أن يتسبب فى كل هذا الدمار وهذه الخسائر؟!.. وهل هناك لغز وراء هذه «السيارة التى تسير مسرعة فى الاتجاه المعاكس»؟.. لدرجة أن البعض ذهبت توقعاته وتحليلاته إلى الجزم بأن هذه السيارة كانت تحمل «شيئًا ما» وتستهدف أيضا «شيئًا ما» أو «أحدًا ما».

وكلهم صبوا جام غضبهم على الإعلام المحلى.. فاتهموه بالتقصير فى تغطية الحادث.. أو بتعمد التعتيم على أسبابه.. وكثيرون انصرفوا إلى المتابعة عبر القنوات المشبوهة التى استغلت الفرصة و«شبعت لطمًا» حتى الصباح فى هذه «الجنازة الحارة»..!

•• ما حدث

يعيد من جديد فتح ملف الإعلام المصرى «المُفتَرَى عليه».. والذى أصبح «حاله لا يسر عدو ولا حبيب».. ويتلقى سهام النقد والتجريح بصدور عارية لم يعد هناك ما يسترها إلا ما رحم ربى من نفوس مازالت متحصنة بدروع من المسئولية المهنية والقانونية والوطنية والأخلاقية.. لكنها كالقابض على جمرة من نار.. وسط أمواج متلاطمة فى بحار الفوضى العارمة التى ضربت جسد الآلة الإعلامية.. وفى ظل هجوم عشوائى و«تكالب» محموم من الدخلاء على  المهنة.. وسطوة أصحاب رؤوس الأموال.

أضف إلى ذلك.. وهذا ليس سرًا خفيًا على الجميع.. النظرة السلبية للإعلام من جانب بعض الأجهزة الرسمية.. والتى نتجت عن تجاوزات بعض الإعلاميين وكوارث بعض الأجهزة الإعلامية.

•• ما نريد تأكيده

هو أن الإعلام المصرى صار فى محنة حقيقية.. رغم ما نعلمه جميعًا من أن للإعلام فى الدولة المصرية والنظام القائم دورًا محترمًا.. ومحل تقدير.. من القيادة والحكومة والشعب.

ولا ننكر أيضًا أن هناك خطايا وتجاوزات.. بل وجرائم.. ترتكب باسم الإعلام.. ويسىء مرتكبوها ليس لأنفسهم فقط.. لكن للجماعة الإعلامية ككل.

لكن المهم ألا يؤخذ الصالحون بجريرة الطالحين.. والأهم قبل ذلك هو أن تتوافر الإرادة لوصول الحقيقة إلى الناس.. سريعة.. وكاشفة.. دون تعتيم أو تزييف أو مواربة أو تضليل.. أو غير ذلك من المفردات التى لم تعد تلائم لغة العصر الحديث.. ووقتها لن يكون للشكوك وللتشكيك محل من الإعراب.