رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤية

[email protected]

- عائلة مستر «هانكوك» وهى عائلة انجليزية عاشقة لمصر، وقد ارتبط حبها لنا بعد أن تولت الاشراف والرعاية لابنى «حسام» أثناء إقامته فى مدرسة داخلية بعد أن نقلته من مدرسة بورسعيد والتى كانت تديرها المربية الفاضلة مارى سلامة، ولأنها تعتز بكرامتها ألقت باستقالتها فى وجه وزير التربية والتعليم وبالتالى ترك جميع المدرسين المدرسة من بعدها، فاضطرت وزارة التربية والتعليم تعيين مجموعة بمعرفتها، فكانوا يطالبون الأولاد بترجمة ما يشرح لهم لأنهم عاجزون عن تدريس المناهج باللغة الانجليزية..

- ابنى لأنه فى ذاك الوقت لم يكمل من العمر الثانية عشرة فقد كان من الطبيعى أن يخضع لإشراف أسرة، فكانت أسرة «هانكوك» هى كل شيء فى حياته، أحبهم وأحبوه، وفى أول إجازة له دعاهم لزيارة مصر، ولكم أن تتعرفوا على تعليقات أولادهم فى أول زيارة لهم إلى القاهرة، لقد كانت أول صدمة للأولاد هى «صوت كلاكس السيارات» فى الشوارع، لأنها ممنوعة فى بلادهم ومحظورة، لذلك كانت دهشتهم من حالة الصخب والإزعاج التى تحدثها أصوات الكلاكسات فى شوارع القاهرة بمناسبة وبغير مناسبة..

- وتسألنى مسز هانكوك: كيف تسمحون بالكلاكسات مع أنها تصيب راكب المركبة أو من يمشى فى الطريق العام بحالة من التوتر؟!.. بصراحة حاولت أن أبرر الموقف وأختار ردًا مناسبًا مع أنى مقتنع بسؤالها.. قلت إنها للتنبيه بسبب الزحام، وكان واضحا عليها أنها لم تقتنع بالرد.. فتناولنا موضوعات أخرى.. فقد كانت سعيدة جدا بنيل القاهرة، ومجموعة المراكب التى كانت تصطف على شاطئ النيل، اعتبرت الحنطور جزءا من التراث رغم أنها كانت سعيدة به فى أسبانيا كوسيلة سياحية..

- وتعلق مسز هانكوك على مدينة شرم الشيخ بعد أن رتبنا لهم زيارة سياحية لها، عادت منها وهى مبهورة بجمال الطبيعة فيها، وبسباحة الغطس ولذلك قررت أن تقيم حفلا لزواج ابنها فى شرم الشيخ، وتدور الأيام بعد عودتهم إلى بلادهم وأنا أتلقى منها تليفونا تطلب منى ترتيب حفل الزواج فى مدينة شرم الشيخ وتحدد موعدا له، وبالفعل جاء المدعوون من لندن ليقيموا على حساب العائلة ثلاث ليال كاملة حضروا فيها حفل الزفاف الذى أقيم نهارا على رمال البحر ويعود العروسان بعد أن قضيا شهر العسل ما بين الغردقة وشرم الشيخ وقد كانت أجمل دعاية لنا فى بلادهم..

- وهنا سألت نفسى: لماذا هم أفضل منا؟ هل لأنهم فى بلادهم متحضرون عنا لأنهم يحترمون القوانين، للأسف كتب التاريخ تقول إنهم هم الذين نقلوا الحضارة عنا، يعنى نحن الذين علمناهم الحضارة لكنهم استثمروها فى احترامهم للقانون عكس المصريين، لذلك لا تجد فى بلادهم عسكرى مرور واحدًا لأن جميع الإشارات الإلكترونية هى التى تنظم حركة المرور، ولا يمكن لشخص إنجليزى أن يكسر إشارة أو يتخطى بسيارته أماكن العبور؟.. قلت فعلا الشعب الذى يحترم قوانينه هو أرقى الشعوب.. لكن العيب ليس فى عدم احترامنا لقوانين بلدنا فحسب بل يمتد هذا العيب إلى أطفالنا، وكأننا نعلمهم الفهلوة والفوضى.. ونحن لا نحترم قوانين بلدنا، ولو التزمنا بالقانون لكنا فى وضع أفضل منهم.. مشكلتنا أننا فى مصر نضرب بالقوانين عرض الحائط، لكن الأجنبى لأنه يعرف ما له وما عليه لا يمكن أن يأخذ حقًا بالغلط، لكن عندنا الذمم والبطون واسعة وعندنا ناس تأكل مال النبى..

- وهنا أذكر واقعة حدثت مع عائلة «هانكوك» فى بيتهم فى لندن، فقد أرادت العيلة توسعة جراج الفيلا التى تسكنها فطلبت من مجلس الحى بالمنطقة السماح لها بإضافة جزء من حديقة البيت للجراج بغرض توسعته، وعندما رفض مجلس الحى احتراما للجار لم تعترض عائلة هانكوك بل التزمت، قلت لهم هذا الرفض فيه غرابة لأنكم تستقطعون جزءًا من حديقتكم وليس من حديقة الجار، كانت حجتهم أن القانون يحترم حقوق الجار، لو أن هذه الواقعة عندنا لكنا قد نفذناها دون الرجوع لأى جهة، لا للحى ولا أخذنا إذن الجار، كل شيء عندنا هنا بالدراع ومش مهم راحة الجار أو احترام حقوقه، واللى مش عاجبه يضرب رأسه فى الحيط..

- طبعا فيه فرق كبير بيننا وبينهم، هم يحترمون قوانين بلدهم، ونحن لا نعرف أصلا القانون، وكل شيء يتم تحقيقه بالعافية، فلو استعرضنا قوانين التخطيط العمرانى والتنسيق الحضارى، نجد أن حفنة من المهندسين الذين يعملون فى الإدارات الهندسية فى المحليات فتحوا «كروشهم» على البحرى وأصبحت لهم تسعيرة مقابل أن يغضوا أبصارهم عما هو غلط، حتى لو حدث اغتصاب للطريق.. من هنا جاءت العشوائيات.. نفس الكارثة فى العمارات الجديدة.. تحولت الجراجات فيها إلى بوتيكات بسبب الانفلات اللاأخلاقى، فأصبحت الشوارع عبارة عن أسواق للجملة، وتحولت الأرصفة إلى جراجات. والسبب غياب القوانين.. وهذا هو الفارق بيننا وبينهم..