رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

أعتقد أننا مدانون بالشكر للخطوط الجوية البريطانية على قرارها بتعليق رحلاتها لمطار القاهرة أسبوعا ثم الإعلان عن عودة الرحلات مساء الجمعة الماضي وفقا لما جاء على لسان شريف برسوم، المدير الإقليمى ووكيلها بالقاهرة باستئناف رحلاتها للقاهرة مؤكدا أن القرار بتعليق الرحلات جاء لمراجعة الخطط الأمنية للشركة وأن القرار لم يصدر عن وزارة النقل وأن إجراءات الأمن بمطار القاهرة الدولى ممتازة 100٪ ولا يوجد أى تعليق عليها وأن قرار التعليق لمدة 6 أيام جاء بهدف مراجعة الخطوط وليس أكثر.

يا سادة.. ببساطة شديدة ما فعلته الخطوط البريطانية ليس إلا جزءا صغيرا من موروث كبير فى نفوس الإنجليز من كره للمصريين وخاصة إذا ما تصادف القرار فى نفس أسبوع ذكرى احتفال مصر والمصريين بالعيد السابع والستين لثورة ٢٣ يوليو التى حررت مصر من عبودية الملكية وذل الاحتلال الإنجليزي.. أما نحن فمدانون بالفعل بالشكر لها لأن العالم كله تابع الحدث وتابع شهادة بريطانيا نفسها بتأمين مطاراتنا بنسبة ١٠٠% وشهادة باقى دول العالم بالأمن والأمان الذى ينعمون به بمصر بدليل تدفق الرحلات من كل دول العالم إلى كل المطارات المصرية وخاصة مطار القاهرة.. كما أثبتت قدرة وقوة الإرادة المصرية لكيفية «إرادة الإدارة لسوء الإدارة والتآمر من قبل الآخرين» وقوة القرار المصرى متمثلا فى وزارة الطيران على استيعاب الأحداث وقوتها فى اتخاذ القرار فى الوقت المناسب وخاصة أن صناعة الطيران صناعة شديدة الحساسية وتعتمد على فلسفة التهديد والمخاطر وهذا يتطلب إدارة هذه التهديدات من خلال سياسات وإجراءات متفق عليها دوليا والمرجع الوحيد لها منظمة الطيران المدنى الدولى (الايكاو) وخبراء الأمن والسلامة والمنظمة الدولية للطيران المدنى يتفقون أنه لا يوجد نظام قوى يستطيع منع تهديد أمنى أو تحقيق سلامة بنسبة ١٠٠% بدليل أنه يوجد مستوى سلامة مقبول لكل دولة وأن مستوى السلامة المقبول دوليا للحوادث هو حادث لكل مليون رحلة ومن أجل ذلك أيضا قامت منظمة الطيران المدنى الدولى بإنشاء خطة السلامة العالمية وخطة الأمن العالمى ليتم اتباعها وليست سياسات وقرارات فردية تقوم بها الدول ويقوم فريق من المنظمة بعمل تدقيق للتأكد من قيام الدول بتطبيق القواعد واللوائح القياسية ويتم نشر نتائج التدقيق على موقع المنظمة بشفافية تامة

أما ما قامت به الخطوط البريطانية فيعد إرباكا لمنظومة الطيران المدنى ليس فقط المصرى بل الإقليمي والدولى وكان متوقعا أن تقوم شركات الطيران الأوربية باتباع ما قامت به الخطوط البريطانية تحت مسمى الهاجس الأمنى ولكن ثقة وزير الطيران وسلطة الطيران المدنى فى تطبيق المعاير الدولية فى الأمن والسلامة كانت خير دليل على إدارة هذه الأزمة فالمطارات المصرية على مدار أربع سنوات وهى ترحب وتستقبل فرق تفتيش دولية حكومية وغير حكومية وتلبى رغبات الكثير من متطلبات هذه الدول والتى فى كثير من الاحيان تفوق المتطلبات الدولية من تكنولوجيا حديثة وتدريب افراد لتعزيز مطاراتنا فى الأمن والسلامة ومن لا يعرف فإن مصر هى من ضمن 55 دولة قامت بتوقيع معاهدة شيكاغو عام 1944 وهى عضو دائم منذ ذلك التاريخ من 36 عضوا على مستوى العالم بل وهى فى المجموعة الثانية التى من سماتها ان لها إسهامات مباشرة فى تعزيز السلامة والأمن ليس فقط فى مصر بل فى العالم وهناك العديد من الخبراء المصريين فى كثير من اللجان الفنية منوط بها تعديل ملاحق ووثائق المنظمة فهو تاريخ مستمر على مر الأجيال فوزارة الطيران المدنى تعرف جيدا نتائج التفتيش التى دائما تحقق بها نتائج مقبولة دوليا ومن المعروف دوليا عند وجود أى ملاحظات تقوم سلطة المطار بمراجعة هذه الملاحظات والموافقة عليها من خلال تقرير مبدئى يعقبه تقرير نهائى وتقوم سلطة المطار بعمل خطة تصحيحية من ثلاثة محاور الأول قيام سلطة المطار بالبدء فورًا فى سد الثغرات أو الملاحظات والثانى من خلال خطة زمنية قصيرة الأمد لا تتعدى ثلاثة أشهر والثالث خطة طويلة الامد أكثر من ثلاث أشهر كل ذلك متفق عليه دوليا وأى قرارات خارج هذا السياق يجب أن يكون بالتنسيق المباشر وعلى الفور لاتخاذ كل التدابير اللازمة لتأمين منظومة الطيران وهذا لم يحدث من قبل الخطوط البريطانية فالقرار كان أحادى وفجائى وأربك كل المنظومة المحلية والدولية ولولا حكمة صانع القرار فى الطيران المدنى المصرى وحسن إدارة الازمة لعانى الجميع.. كما أن توقيت القرار أيضًا وضع تساؤلات لم يجب عليها ما صاغته الشركة على لسان مسئوليها ولا يوازى حجم الإرباك الذى أحدثه القرار للمنظومة الدولية.

يا سادة.. إن الخطوات التى تخطوها مصر قد أذهلت العالم وأوضحت للدول المعادية لنا أن مصر دولة لا تنكسر وفى طريقها لتكون دولة عظمى للأجيال القادمة وهو ما أزعج الكارهين لمصر والدليل أنه خلال تعليق رحلات الخطوط البريطانية بدء الكارهين لمصر تداول خريطة على موقع الحكومة البريطانية يحدد بها الاماكن الخطرة باللون البرتقالى وهذه الخريطة موجودة من سنوات وهى تمثل شمال سيناء لمحاربة الإرهاب الذى انحصر فى هذه البقعة الصغيرة وللأسف هؤلاء الجبناء يتخذون من المدنيون العزل ساتر لهم ويكون الثمن مزيد من ارواح شهداء الجيش والشرطة لعدم إراقة دماء المدنيين الشرفاء.. ألا يعد كل هذا مؤامرة على مصر لكل من يرفض فكرة المؤامرة؟!

همسة طائرة.. يا سادة.. ان استياء مصر ممثلة فى وزارة الطيران وعلى لسان وزيرها للطيران المدنى يؤكد ثقة النظام فى مصر فى المنظومة الامنية للمطارات المصرية والقائمين على إدارة هذه المنظومة واعتذار سفير بريطانيا عن هذا القرار الأحادي جاء معتمدا على تقارير التفتيش الدورية التى تجريها السلطات البريطانية على مدار سنوات وخوفا من العقوبات التى من حق مصر أن توقعها على الخطوط البريطانية وفقا لقرارات المنظمات الدولية للطيران ويبقى أن مصر باقية بقاء صمود الأوفياء من أبنائها.. أما أعداؤها وعلى رأسهم الخطوط البريطانية.. فشكرا.