عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للسلطة بريقها وزهوها بل وغرورها, وكم من حكام عبر التاريخ سقطوا أو قتلوا بسبب السلطه, وشاهدنا بأنفسنا فى منطقتنا العربية سقوط صدام حسين فى العراق، والقذافى فى ليبيا، وعلى عبدالله صالح فى اليمن، وحسنى مبارك فى مصر، وبوتفليقه فى الجزائر, وكنا نشاهد البشير الرئيس السابق للسودان ونحن نعرف أن أيامه أصبحت معدودة فى السلطة وكأنه هو وحده الذى لا يعرف.

هذه العلامات تظهر الآن بوضوح على الرئيس التركى أردوجان, وكأنه وحده لا يرى تلك الإرهاصات لنهاية حكمه وحكم حزبه العدالة والتنمية, كانت أهم إنجازات اردوجان هى الطفرة الاقتصادية التى حققها لبلاده والتى تضمن له طول البقاء المستريح فى الحكم, ولكن إصابته لعنة السلطة وظن نفسه فى مأمن أو فى بروج مشيدة بعد أن أعمته السلطة كما أعمت الكثيرين قبله عن رؤية الحقائق أمامه وهو يظن أن تركيا ليست كباقى دول الربيع العربى.

ومنذ منتصف يوليو 2016 والانقلاب العسكرى الفاشل على أردوجان جن جنون الرجل, قبض على آلاف الضباط والصحفيين وعزل القضاة وأطاح بكل من لا يوافقه فى كل آرائه, ولن ننسى ولن ينسى الجيش التركى منظر ضباطه وهم منبطحون على الأرض بملابسهم الداخلية, فهذا أمر لا يمكن للرجال نسيانه, وقام يتهم كل المعتقلين بأنهم على صلة بفتح الله جولن المعارض التركى المقيم فى أمريكا حتى بتنا نتساءل كيف يمكن لعبدالله جولن أن يكون على صلة بآلاف الأشخاص, احتضن فلول الإخوان المجرمين فى بلاده موفراً لهم ملاذاً آمناً وقنوات فضائية, عداؤه للنظام المصرى بلا مبرر ولا منطق وعلاقات بلاده متوتره مع أغلب الدول العربية التى لم يجد فيها حليفاً إلا قطر, صراعات مع الولايات المتحدة مؤخراً بسبب شرائه المنظومة الصاروخية إس 400 من روسيا الأمر الذى أدى إلى توقف صفقة طارات إف 35 الأمريكية, وأصبح حلم الأتراك بدخول الاتحاد الأوروبى بعيد المنال.

وداخلياً خسر حزبه الانتخابات المحلية فى أنقرة واسطنبول وصعود نجم أكرم إمام أوغلو الذى ربح إسطنبول مرشحاً عن حزب الشعب الجمهورى, الأمر الذى أدى لحدوث تصدعات وانشقاقات داخل حزب أردوجان, وها هو كمال أوغلو زعيم المعاضة فى البرلمان التركى يعارض من على منصة البرلمان سياسة أردوجان موضحاً تحمل تركيا فاتورة سياسة أردوجان ومطالباً بضرورة المصالحة مع مصر.

لم يتوقف الأمر عند مشكلات السياسة الخارجية والمصاعب الداخلية, بل امتد الأمر للإنجاز الأكبر لأردوجان وهو المجال الاقتصادى, فقد ارتفع معدل البطالة إلى 15% وفقدت الليرة التركية 30% من قيمتها فى العام الأخير وأقال محافظ البنك المركزى, وتراجع الناتج المحلى 7%, وارتفع التضخم إلى 20%.

ماذا بقى من الرجل؟ دخل فى صراعات خارجية وداخلية وأزمات اقتصادية ويظن أنه سوف ينتصر على الجميع, هذه علامات السقوط الذى آراه قريباً.