رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كان أول عهدى بممارسة الديمقراطية فى «سيكشن» سنة أولى آداب قسم التاريخ فى أوائل الثمانينات. أتاح لى أستاذنا العظيم الدكتور أحمد زكريا الشِّلقْ فرصة التعبير عن نفسي- من دون أن يعاقبنى على تهورى - عندما نهضت من مقعدى فجأه معبراً عن اختلافي معه، فى تفسيره،وربما تأييده، للمقولة الشهيرة للكاتب البريطانى رديارد كبلنج: «الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا». وكان الدكتور زكى نجيب محمود- وقد افتتنت بمنطقه وكتاباته فى صدر شبابي- قد راجعها موضحاً عدم دقتها.. ففى رأى «كبلنج» أن الغرب الأوروبى والأمريكى قد نجح فى إدراك كنه المادة والذرة، وكان صعوده إلى القمر حتمياً، فإن السبب فى ذلك هو تغليبه للتفكير العلمى، وتأسيسه لحضارة تقوم على العلم والعقل، ولذلك فهو لن يلتقى ابداً مع الشرق الذى يؤمن بالتفكير الروحى أو الغيبى، وحضارته وجدانية قائمة على النقل والإيمان بالأساطير والخرافات. وهكذا يتقدم الغرب صعوداً إلى الأمام ويتراجع الشرق متخلفاً إلى الوراء، ومن هنا أطلق «كبلنج» مقولته تلك. لكن الدكتور زكى نجيب كان له رأي آخر، إذ اعتبر ان نظرة رديارد كبلنج نفسها إلى الشرق العربى، الناقده لمنطق تقديس الأديان والإيمان بالغيبيات والتعلق بالروحانيات، والتى تسببت فى وصمه بالتخلف والابتعاد عن لغة العصر وعلومه وثقافته ومواكبة تطوراته، إنما هى فى الحقيقة مكمن القوه فى هذا الشرق، الذى بنى حضارة روحيه وجدانية، فى مقابل حضارة مادية عقلية، والتى تجلت فى تراثه الإنسانى المذهل، فنا وأدباً ورسماً وخصوصية مذهلة فى الفنون والعمارة والتطريز والنقوش والفسيفساء، فضلا عن منجزه فى الآداب والفنون، وهكذا فإذا كان الغرب انتهج التفكير العلمى، وبنى حضارة على اساس حقائق العلم والرياضيات فإن الشرق اكتسى بالنظرة الصوفية الروحية للإنسان، أو بما أسماه الدكتور زكى «الشرق الفنان» فى مقابل الغرب المادى، موضحا أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش عقلا محضاً ولا روحا صرفاً، وانما يحيا بهذين الجناحين معا وهما العقل والروح، واللذان يلتقيان معا فى هذه الأمة التى جعلها الله أمة وسطاً.

< لم="" تسر="" العلاقة="" بين="" الطلاب="" وأساتذتهم="" على="" النحو="" الذى="" سار="" بينى="" وبين="" أستاذى="" د.الشِّلقْ،="" الذى="" شكرنى="" فى="" محاضرته="" ودعانى="" إلى="" الجلوس="" دوما="" فى="" حضرته.="" وحتى="" اللحظة="" اسمع="" من="" الطلاب="" أن="" الاستاذ="" يتعامل="" معهم="" ولسان="" حاله="" يقول="" انا="" ربكم="" الأعلى،="" فلا="" الأساتذة="" أصبحوا="" ديمقراطيين="" ولا="" الطلبة="" يمارسون="" حقهم="" فى="">

< فى="" مقال="" له="" بعنوان="" «راشومون="" والحقيقة="" الضائعة»="" أراد="" الدكتور="" زكى="" نجيب="" فى="" كتابه="" «جنة="" العبيط»="" أن="" يبين="" لنا="" ان="" التعدد="" والتنوع="" الإنسانى="" فطرى="" وطبيعى،="" فساق="" لنا="" قصة="" اكتشاف="" أربع="" شخصيات="" لـ«جثة»،="" فلما="" ذهبوا="" إلى="" المحققين،="" اكتشفوا="" المفارقة="" المذهلة="" أن="" الأربعة="" تحدثوا="" عن="" الجثة="" من="" أربع="" زوايا="" نظر="" مختلفة،="" وهكذا="" تعددت="" الرؤى="" فيما="" كانت="" الجثة="">

< لماذا="" تطورت="" الأمور="" إلى="" غير="" المناحى="" التى="" افنى="" فيها="" مبدعونا="" عمرهم="" ليجسروا="" الهوة="" بيننا="" وبين="" احترام="" الآخر="" وإتاحة="" الفرصة="" لكى="" يدلى="" كل="" بدلوه="" ولكى="" يتعلم="" كل="" جيل="" مما="" سبقه="" ويوثر="" فيما="">

< تقديرى="" أننا="" أضعنا="" هذا="" التراث="" الإنسانى="" العظيم="" لهولاء="" المبدعين،="" فلم="" يبق="" لنا="" منه="" سوى="" كتب="" تزين="" الأرفف،="" لكنها="" لا="" تزيل="" الغشاوة="" -="" وربما="" القبح-="" عن="" أفكارنا="">