رؤى
قبل سنوات طويلة طالبت الدكتور سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب آنذاك رحمة الله عليه، بنشر المخطوطات والوثائق كما هي، لكى نحفظها من الضياع والتلف، وأيضا لكى نتيحها للباحثين الذين يرغبون فى تحقيق المخطوطات أو فى كتابة التاريخ من خلال الوثائق.
وبعد انفصال دار الوثائق عن هيئة الكتاب كررت مطلبى هذا ممن تولوا رئاستها ومن الوزراء الذين تولوا الثقافة، وكان أملى أن تقوم الدار بنشر الصحف القديمة، التى كانت تصدر فى القرن التاسع عشر، خاصة الصحف التى كان يصدرها المصريون المسيحيون، والمصريون اليهود، كما اقترحت عليهم أن ينشروا وثائق كل فترة فى أجزاء، بأن تقوم الدار بنشر وثائق الشخصيات أو وثائق الوقائع والأحداث، ان تجمع على سبيل المثال وثائق الخديو إسماعيل وتنشر جميعها مسلسلة تاريخيا فى أجزاء، وكذلك وثائق الخديو توفيق، ومن بعده الخديو عباس، وأن تصنف الوثائق حسب التخصص، فيتم جمع وثائق البوليس السياسى والأمن العام فى عنوان بمفردها منسوبة للخديو، كما اقترحت أن تنشر الوثائق حسب الأحداث، فتقوم الدار بنشر وثائق فترة الثورة العرابية، ابتداء من حادث الاعتداء على نوبار باشا من قبل الضباط الذين تم تسريحهم، وحتى عودة عرابى من المنفى وكتابة مذكراته، وان تنشر وثائق ثورة 1919، ووثائق معاهدة 36، ووثائق دستور 1923، ووثائق حرب 1948، ووثائق تأسيس جماعة الإخوان، ووثائق المؤتمرات القبطية التى بدأت بعد اغتيال بطرس غالى باشا، ووثائق مشايخ الأزهر، ووثائق دار الإفتاء، ووثائق الجيش المصرى فى فترة حكم محمد على وأولاده، واقترحت نشر الوثائق والمخطوطات على الانترنت واتاحتها للقراء والباحثين برسم قراءة شهرى، ورسم للنسخ والحصول على صورة، وأكدت لهم أن اتاحتها على الانترنت سوف تدر لخزينة الدولة مبالغ كبيرة، كما انه سيوفر على الباحثين عناء الانتقال من بلدانهم وبيوتهم إلى دار الوثائق، وعناء المواصلات والانتظار، كما ان هذه الخطوة ستوفر وقتا هم فى حاجة إليه للبحث والقراءة، وقلت لهم إن عملية النشر الإلكترونى ستسهل كثيرا النشر والبحث، سواء للباحثين داخل مصر او خارجها، لكن للأسف لم يفكر احدهم فى نشر الصحف ولا الوثائق حتى يومنا هذا، ومازالت حبيسة المخازن عرضة للتلف والضياع.