رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل:

 

 

أبدأ الجزأ الثانى بالمقولة المدوية لصاحب المقام الرفيع مصطفى باشا النحاس، تقطع يدى ولا أوقع على انفصال السودان!.. ومن هنا تبرز أعتى المفارقات التى نتج عنها انفصال السودان، أكرر انفصال لا استقلال السودان، تلكم الجريمة العظمى التى اقترفها أشاوس يوليو وزعيمهم فى حق الوجه الذى كان معبرا بكل الوضوح والأصالة عن وحدة وادى النيل، الفريق أ. ح. محمد نجيب، فالمصريون فى عامتهم تجرى فى عروقهم دماء سودانية والسودانيون تسرى فى شرايينهم دماء مصرية.. وشائج النسب والقربى وصلات الرحم ووحدة الدماء شملت الجميع.. وفى اطار التهور الشائن والاندفاع الطائش لمجموعة 23 يوليو  تنادى السودانيون، بأنهم إذا كانوا قد فعلوا هذا بقائدهم وزعيمهم فكيف يؤمن لهم جانب؟؟!!.. لقد حققوا للمستعمر البريطانى كل ما أراد بتوقيعهم على انفصال السودان! سكارى بنشوة مثلث المقامرة والمغامرة والاستهتار، بعد أن رفض الملك فاروق رفضا قاطعا إراقة دماء جندى واحد فى مثل هذا الصراع!.. ومنذ وقعت الواقعة وحلت القارعة وحتى الآن فضابط بالسودان يطيح بآخر أقدم منه، والشعار الجاهز سابق التجهيز هو درء الفساد وتحقيق مصالح الشعب!.. ثم الاعتقال أو المشنقة للسابق والأبهة والوطنية للاحق إلى أن يأتى عليه الدور!.. مرة أخرى وبهذا الصدد فهناك مفارقة لا نهائية العجب فيما جاء بمقال أ. أمينة النقاش «بدلا من التجنى» بوفد 25 مايو 2019 عن لافتة رفعها بعض المتظاهرين بالخرطوم عنوانها: «إما مصر وإما النصر»!!! وكان الأولى بهؤلاء القول «إما مصر وإما الهزيمة»! كان أشاوس يوليو يستخفون بعرى التلاحم الوثيق بين شطرى وادى النيل وعن مدى بالغ أهميته فراحوا يشيعون فليذهبوا إلى حيث ما يكون، فهم ليسوا سوى عبء علينا!!.. وهو نفس ما يردده بعض الثائرين السودانيين الآن بطريقة عكسية عن مصر! حيث إنها لم تقدم لهم مثلما قدمت السعودية والامارات!! ومع احترامى وتقديرى للصادق المهدى وللأسرة المهدية بالسودان إلا أن ما ذهب إليه مختلف عليه فى كل تفاصيله، فالوجود المصرى بالسودان لم يكن احتلالا من وجه لآخر.. فمصر والسودان شعب واحد وليس شعبى جوار.. ألم يأتكم عقبى ما آل إليه المسار؟! هل كان من الممكن أن يحدث انفصال لجنوب السودان عن شماله فى ظل الوحدة؟!.. محال.. هل كان من الممكن أن يحدث ما تشير إليه ما يقع فى دارفور وما يهدد بانفصال آخر يمتد من شرق السودان إلى غربه وما زال بين شماله وجنوبه!!