رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صفحات من الزمن الجميل (١١)

- لم أتوقع الحرب النفسية التي تعرضت لها بعد ما أعلنت  «أخبار اليوم» عن نشر مذكرات نوال زوجة سفاح الاسكندرية، كان من المفروض أن أقابل نوال يوم السبت، وهو اليوم الذي نشرت فيه  «أخبار اليوم» صورتها في البرواز الكبير على صفحتها الأولي، وهي تعلن أن زوجة السفاح قررت أن تكتب مذكراتها، وسوف تنشر الحلقة الأولى غدا في صحيفة  الأخبار، وكان لابد من مقابلتها للحصول على معلومات الحلقة الأولى.

- ذهبت إليها وأنا على مقربة من شقتها سمعت صراخا داخل الشقة بين نوال وبين الأم.. نوال تصرخ في الأم وهي تقول لها.. «حرام عليكي.. عشت في الدهب، وفي النهاية مرات سفاح، سيبيني أحب مرة»..  وترد عليها الأم: «تحبي الأفندي الموكوس اللي دخل عليك بعلبة شيكولاتة للعيال وبعدها أكل عقلك، يا بنتي اعقلي، اسمعي كلام أمك، اللي عرضوه عليك بتوع جورنال الجمهورية أحسن من الأفندي بتاعك، قالوا هيدفعوا لك ٢٠٠ أو ٣٠٠ جنيه زي ما أنت عايزة.. ليه يا بنتي قفلت الباب في وشهم».. وترد نوال يا أمي افهميني مرة الفلوس بتتصرف لكن الراجل مش ممكن يتعوض..أنا حبيته.

- طرقت باب الشقة  وأنا سعيد بالحوار الذي سمعته بين نوال والأم، وبمجرد أن فتحت الباب قررت ألا أفاتحها في أي كلام عنه، أدخلتني غرفة المسافرين كما كانت تطلق عليها.. كنبة طويلة وأربعة كراسي وطلبت أن أنتظر حتي تغير هدومها، واضح من الجلباب الذي كانت ترتديه عند النوم أنها لا تزال به، ثم عادت نوال، وهي التي فاتحتني في الحوار، قالت: «إن الصحفيين في جورنال الجمهورية جاءوا اليها وشايلين معاهم فلوس وعايزين أكتب لهم ورقة بتقول إن المنشور في أخبار اليوم كذب وإن مذكراتي للجمهورية، أنا رفضت لو أعطوني كنوز الدنيا، أنت كفاية حنيتك، أول مرة أفتح عيني علي الدنيا بكلامك، أنا رفضت أبيعك».

- كنت سعيدا بكلام نوال وقرأت لها ما كتبناه عنها في الجورنال، قالت كل جيرانها شافوه وأخوها ومراته، وكانوا مبسوطين وعلشان كده قررت أنها سوف تكمل معايا، فكان أول عمل توقيعها علي إقرار يكذب أي صحيفة تدعي أنها تحدثت معها وطلبت من زميلي المصور أحمد سالم يصورها أثناء التوقيع، هذا كان انتصارالشخصي وبدأت تتحدث معي عن حياة محمود أمين سليمان وكيف تربي يتيما، وأن التي ربته هي زوجة أبيه، فكان يتسلق أسطح البيوت ويسرق لها الفراخ والبيض وتعطيه بريزة مكافأة له، كبر علي التنطيط من سطح لسطح فعرفه لصوص منطقته فاستعانوا به في عملياتهم وأصبح مشهورا بينهم، ولما كبر انفرد بالعمل لحسابه.

- كنت أرسل المعلومات إلي زميلي إسماعيل يونس «رحمه الله»، ولأنه كان يتمتع بالأسلوب الشيق، فكان يتولي إعداد الحلقات للنشر، لقد تربعت أخبار اليوم علي عرش الصحافة بزيادة التوزيع بسبب مذكرات نوال، وفي الاجتماع الأسبوعي للأستاذ مصطفي أمين الذي يعقده كل يوم جمعة لجميع المحررين أعلن لهم خطبتي لزوجة السفاح.. أما عن الزواج فسوف يتم بعد أن تحصل علي الطلاق من زوجها السفاح.. وفي هذا الاجتماع منحني علاوة خمسة جنيهات، تقديرا علي حصولي علي مذكرات نوال والتي كانت سببا في زيادة عدد القراء.. وتلقيت أكثر من مكالمة تليفونية من زملائي يباركون لي علي خطوبتي لزوجة السفاح.

- كنت أقضي يومي في بيت نوال ثم اتركها قبل انطلاق مدفع الإفطار إلي مطعم الشرق بشارع صفية زغلول حيث كان المطعم يحجز لي ترابيزة كل يوم لتناول الإفطار، ويهمس صاحب المطعم في أذني، ويقول لي إنه تلقي تليفونا من مجهول يهدد بقتلي أنا، وأن الذي سيقتلني هو السفاح نفسه بسبب ما اكتبه كل يوم في مذكرات مراته.. قلت في داخلي لا يعرف بالمطعم سوي العاملين في مكتب أخبار اليوم بالإسكندرية لأن  المكتب هو الذي يحجز لي هذه الترابيزة يوميا.. إذن البلاغ والتهديد بالقتل أكيد أنه كيدي، وأن أحد المحررين العاملين من الحاقدين على نجاحي له يد فيه.

- اتجهت ليلا الي الفندق وإذا بي أجده محاصرا بقوات البوليس، وأسأل فأسمع رئيس القوة يقول إن السفاح سيأتي للفندق هذه الليلة لكي يقتل صحفيا يكتب كل يوم عن مراته.. كان يتكلم وهو لا يعرف أني أنا المقصود، فعرفته بنفسي وأصر علي حراستي حتي الغرفة.

< الأسبوع="" القادم..="" كيف="" استقبلت="" الجماهير="" نوال="" في="" قطار="" الإسكندرية="" وهي="" في="" طريقها="" إلى="" القاهرة="" لتلقي="" نظرة="" الوداع="" على="" جثمان="">