رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

لا أراه سوى جسر بين حقلى ورد. طريق ممهد واصل بين بستانين. مصعد نحو الرضا والقناعة وحب الناس. فأس تزرع، وعضد يساعد، وكف رقيقة تمسح الدمع. جهاز مُنظم لدقات القلب، يُلطف غيظا، ويكبت غِلا ويمنع انتقاما. سرينة إنذار من ظلم البشر. معول هدم لحوائط القبح. سلالم نحو التحضر، وصفاء الذهن والروح.

ما الدين يا سادة سوى المعاملة الحسنة؟ الرحمة والمودة والتسامح ؟ ما الدين سوى ألا تكذب. تغدر. تفجر. تخدع. تُداهن. وتتسلق نحو قمة زائلة على جثث من حولك؟ ما الدين سوى أن تنفع الناس، كل الناس. وتحترمهم، وتحترم ما يرون وما يعتقدون وما يتصورون. أن تُحسن إلى جارك، وغيره. تمد يداً حانية نحو مَن يحتاجها. تبتسم فى وجه الآخر، تقف إلى جوار مُبتلى وتعين مصابا.

كُنت صغيرا أسأل نفسى حائرا: ما الدين؟ صلاة وصيام وحج وأذكار ؟ وحدها لا شيء. كلها لا تفيد العباد.هى لله، لكنها لا تنفع الآخرين. الناس ونفعهم مراد الأديان السماوية. أن تمنع ألما، ترسم أملا، تفتح بابا، ترفع خطرا فأنت تنفع خلق الله.

بعد أن أوغل العمر فى المُضي، واشتعل الرأس شيبا صرت على بينة من أمري. لم يرد الله ترويعا لعباده. لغما ينفجر بين آمنين. رقابا تُنحر تحت تكبيرات مهووسة. خلطا للسياسة بالدين والدين بالسياسة. لعائن مشايخ الجمعة على اليهود والذين كفروا. خصاما وكراهية ضد كل من لا يعتقد ما نعتقده. تقصير السراويل وإطلاق اللحى واخفاء النساء عن العالمين. تغييب العقل وازدراءه. تمنى الهلاك والخراب لأصحاب المعتقدات الأخرى.

من أقرب إلى نفع الناس ؟ من أجمل وأطيب وأنبل ؟: وليم مورتون أم أسامة بن لادن؟ مورتون عالم أمريكى اخترع البنج فى منتصف القرن التاسع عشر ليمحو الألم عن مليارات البشر لم تكن تطيق العمليات الجراحية وكان الملايين يفقدون حياتهم لعدم القدرة على تحمل جراحات دون تخدير. وبن لادن ثرى سعودى أوقف أمواله على تلغيم دول عربية وتوظيف أبنائها للقتل والترويع تحت لافتة كاذبة تسمى الجهاد، ونصرة الله.

من حقق مراد الله فى إسعاد عباده أكثر ؟ ويليس كاريير أم يوسف القرضاوي؟ أما الأول فقد اخترع التكييف سنة 1902 ليخفف بؤس وضيق البشر فى البلدان الحارة، ونفع بعلمه الملايين الذين يعرفهم ولا يعرفهم. أما الآخر فكلنا نعرفه، كمتكلم بالدين يوظفه لخدمة دول وأنظمة ويقدم فتاوى تقود الشباب الغض نحو الانتحار وتفجير أنفسهم.

صنفان من البشر: أحدهما يُرضى الله فى خلقه، ينذر حياته لسعادتهم ورضاهم ونفعهم علما وسلاما وتحضرا. والثانى يبث الكراهية ويعادى الأمان ويسفح الدماء شرقا وغربا. تُرى من منهم يرضى الله؟ من هو المتدين الحقيقي؟؟.

فى ظني، ليس الدين سوى الخير والنبل والجمال والرحمة.

والله أعلم.

[email protected]