عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

من بين نظريات الإعلام الكثيرة ربما كانت نظرية الهرم المقلوب فى التحرير الإخبارى الأكثر شيوعا بين العاملين فى المجال. وبسؤال طلبة كليات الإعلام على اختلاف مستوياتهم تجد أنهم تعرفوا على هذه النظرية وإن كان حظهم مع تطبيقها عمليا يختلف كثيرا عن معرفتهم المبدئية. وتتلخص النظرية فى بدء الخبر بأهم أجزائه، يلى ذلك الاقل أهمية فالاقل الى أن يختتم بالمعلومات المرجعية المتعلقة بالموضوع. وتتبع نفس القاعدة عند ترتيب النشرات الاخبارية التى تكون قمتها هى القاعدة التى يرتكز عليها الهرم، وتتوالى الطبقات الاقل اهمية لتشكل الهرم المقلوب. وكما نرى فإن النظرية بسيطة وتوحى بانه لا توجد مشكلة فى تطبيقها، ولكن كما يقولون فإن الشيطان يكمن فى التفاصيل. عند التطبيق لابد من تحديد سلم الاولويات الذى يختلف من مكان الى اخر، بل ومن شخص الى اخر وفق ميوله وارائه وانتماءاته. ولا حل لهذه الاشكاليه الا باتباع القواعد المهنية التى يخضع لها ابناء المهنة فى كل مكان فى العالم والتى تتحدد فى ضوئها درجة مصداقية الوسيلة الاعلامية.

الغرض من هذه المقدمة الطويلة بيان اهمية الاخبار واتباعها القواعد المهنية التى لا غنى عنها فى متابعة ما يجرى حولنا، من خلال الوسائل الاعلامية المحلية من محطات اذاعية وقنوات تلفزيونية متعددة، وبينها القنوات الرسمية والقنوات الخاصة. وقد اختلفت مؤخرا تغطيات وسائل الاعلام المصرية المختلفة لحادثة الانفجار الذى وقع بالقرب من ميدان الرماية، وأدى الى تحطم زجاج اتوبيس يقل بعض الاجانب وزجاج بعض السيارات الخاصة، ولم ينجم عن الحادث اى اصابات والحمد لله. ما يهمنا هو التناول الاخبارى للحدث الذى تباين من الاهمال الشديد الى حد الغياب، الى المبالغة فيه بصورة تدعو الى الريبة. وبذلك تدعو الحاجة طوال الوقت الى دعم العمل الاخبارى المصرى بما يلزم ليكون المرجعية الاساسية فى الحصول على الاخبار المتعلقة بمصر طوال الوقت. وقد تناولنا من قبل الحديث عن الدراما التلفزيونية واهميتها كصناعة وطنية ينبغى الحفاظ عليها كاحد مكونات القوة الناعمة المصرية، واليوم نؤكد على اهمية العمل الاخبارى فى صياغة فهم وطنى مشترك لما يجرى حولنا وتعميق الانتماء الوطنى لدى كل ابناء الوطن. ودافعنا الى هذا الحديث اليوم هو طوفان الاخبار عن التحولات المرتقبة فى منطقة الشرق الاوسط هذه الايام. فها هى الاساطيل تتحرك صوب المنطقة مهددة باندلاع حرب جديدة تتهدد المنطقة ولا يعلم حدود شرورها المستطيرة الا الله. وسواء اندلعت الحرب ام ظلت الامور تحت السيطرة اكتفاء بالتهديد بها عند حافة الهاوية، فإن ممارسة العمل الاخبارى بصورة احترافية تظل مطلبا هاما من كل القنوات الاذاعية والتلفزيونية المصرية.

وفى نفس الوقت الذى يجرى فيه حشد الجيوش فى الشرق الاوسط، تتعرض المنطقة الى طوفان من التحركات الدبلوماسية التى تهدف الى تسويق المبادرة الامريكية التى تعرف باسم صفقة القرن. ويسبق الاعلان عن محتوى هذه الصفقة تمهيد اعلامى يهدف الى تسويقها بصورة تنطوى على قدر كبير من الشراسة. وتضمنت الخطوات التمهيدية ازاحة مطالب السلطة الفلسطينية من امام اى اتفاقية يمكن بلورتها فى اطار هذه الصفقة. وفى مقدمة هذه النقاط قضية القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة الى ديارهم، وفوق ذلك كله الترويج الى ان الصفقة لا تتضمن اقامة دولة فلسطينية. ولسنا هنا فى معرض مناقشة بنود ما قيل انها صفقة القرن، ولكننا نؤكد على اهمية العمل الاخبارى فى المرحلة المقبلة التى تشهد انشطة عسكرية واخرى دبلوماسية يتوجب تغطيتها.