رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ع الهامش

من المفارقات تزامن يومين معا لكل منها ذكرى مختلفة عن الآخر الأول ذكرى النكبة (15مايو) وهزيمة الجيوش العربية فى فلسطين وقيام إسرائيل، والآخر ذكرى العاشر من من رمضان وهو يوم النصر والفخار, ورغم مرور 71 عاماً على ضياع فلسطين, وتشريد شعبها لا يمضى يوم إلا والحق الفلسطينى يتم إهداره بيد بعض من أبنائه قبل أعدائهم, والانقسام بين المتصارعين على السلطة (أية سلطة..!) أعمق من تحل منذ  انقسامهما عام 2007 بين قادة الضفة الغربية وغزة,  حتى الآن وتناسى الجميع أن الوطن سرق وأن 800 ألف فلسطينى جرى تشريدهم ل كافة دول العالم, من بين 1.4 مليون تعداد السكان فى عام 1948 بعد تنفيذ المحتل الإسرائيلى 70 مجزرة راح ضحيتها ما يزيد على 15 ألف شهيد وتدمير 530 قرية ومدينة بالكامل وحلت محلها المستوطنات الإسرائيلية.

إذا كانت نكبة فلسطين كانت سبباً فى الثورات العربية ضد الاستعمار والاستقلال الوطنى وكان تحرير فلسطين من بين الأهداف التى توحدت حولها الشعوب المستقلة طوال عقود مضت وجرت أحدث كبرى ثبت بعد مرور هذه السنوات عدم جدواها منها اللجوء للمجتمع الدولى ممثلاً فى الأمم المتحدة التى أصدرت قرارات ليس لها أى تأثير فى الواقع وأراح البعض نفسه بأن القوى العظمى منحازة لإسرائيل وما نشهده الأن يشى بأن أطرافاً أخرى محلية لم تعد ترى أن حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه أمر ذا أهمية وانكفأت على مشكلاتها الداخلية والإقليمية.

أما انتصار العاشر من رمضان فهو من الأيام المجيدة التى خاض فيها الجيش المصرى واحدة أشرس المعارك وتخطى الصعاب وحرر سيناء بأرواح آلاف الشهداء التى روت دماءهم رمالها فى ثلاث حروب خلال 17 عاماً استنزفت اقتصادنا بالكامل وما زلنا نعانى من تبعاتها إلى الآن واستكمل الرئيس السادات تحرير سيناء باتفاقية السلام عام 1979 من خلال (كامب ديفيد) والتى وصمته دول ما سميت (جبهة الصمود والتصدى) بالخيانة ورفضوا الجلوس على مائدة المفاوضات لاسترجاع الحقوق.

وكشفت الأيام عن بعد نظر الرئيس السادات الذى طلب الحقوق الكاملة لكل العرب لكن القيادات الحنجورية ظلت عند موقفها أنها ستتحرك فى الوقت والزمان المناسب والذى لم يحن طيلة نصف قرن من الزمان.

وبعد أسابيع قليلة سيعلن الرئيس الأمريكى ترامب صفقة القرن التى تتضمن الحل النهائى لقضية فلسطين كما يقول والتى عجز سابقوه عن حلها, وبعدما منح إسرائيل القدس والجولان بسياسة الأمر الواقع المنافى للأعراف والقرارات الدولية وهو لا يعترف بأية حقوق للفلسلطينيين وحينما رفضوا الجلوس رفقة السادات منذ 40 عامًا للتفاوض وصلوا الآن أنه ليس لهم حق الاعتراض على الصفقة المزعومة وإلا سينزل عليهم أشد أنواع  العقاب الأمريكى..! وحتما الأوضاع ما قبل طرح الصفقة وما بعد طرحها حتما ستتغير فى الشرق الأوسط شئنا أم أبينا.

[email protected]