رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

الصمت خير. سحر. لذة. لا كلمات تريحك، ولا عبارات ترضيك. لا هسهسة ولا حفيف يُخرجك من تأمل الكون وانقلاباته وتبدلات الحياة وعجائبها. لا ضجيج يثير أعصابك ويرجرج جوارحك، ولا أصوات نشاز تثقب أذنيك وتطلق النار على ذائقة طرب كانت يوما ما جميلة.

يقول الأديب الجزائرى الراحل الطاهر جاووت «الصمت موت». ليس صحيحا، الصمت حياة. حكمة. استراحة المحارب الذى يقف وحيدا فى العراء أمام جيوش القبح. الصمت ضرورة تعبوية. فرصة لالتقاط الأنفاس، لحظة للمراجعة، هُنيهة لإعادة الحسابات. رُبما زُهدا فى اللا شىء الذى قد يتصوره الحمقى غاية النجاح والفلاح. وربما قناعة بأن القبح سيبقى قبيحًا، وبأن الباطل لن يُغير منطقه. وربما تسليمًا لله بأن كل أقداره مقبولة فى رحلتنا المؤقتة على الأرض.

الصمت سلاح لمقاومة العالم المتحجر المنفلت الجامح بسياساته وساسته ورجاله ونجومه وأعاجبيه، وغرائبه. قبضة تحدٍ فى وجه الظلم والقهر والفساد. رفض عاقل لأمور كريهة وأفعال مستفزة. إنكار قلبى لبشائع وجرائم وخطايا إنسانية.

الصمت ضرورة حياة. لا تُعلق. لا تغضب. لا تفتح فمك. استمتع بالتأمل فى خلق الله، تلذذ بالتدبر فيما وراء الفعل، انتشِ بالفرجة على تقلبات الناس، ارصد سقطات النفوس، واحصِ حالات التعرى والانحدار حولك. اقرأ خرائط التلون والتحول. ستسرك الفرجة.

الصمت يُكتب صمتًا. نقاط فارغة. لا شىء فى لا شىء. تعبير بلا حروف. تعليق بدون تعليق. رغم ذلك، فهو أقوى من قصائد ذم، وأحد من بيانات احتجاج، وأبقى من مقالات نقد. أفضل فى كثير من الأحيان من خطابات برلمانيين وسياسيين وقادة. هو من ذهب وفضة وماس.

قولوا لى ما يُمكن كتابته عندما يطل الداعية السلفى عائض القرنى بعد عقود من التربح من فكر التشدد المحروس بالسلطة، ليتبرأ منه لصالح السلطة أيضا؟

ما نستطيع التفوه به عندما يجاهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بابتزاز العرب، ثم يخرج الزعماء العرب لشكره والثناء عليه؟

ما تنطق ألسنتنا عندما يخرج الداعية السودانى عبد الحى يوسف ليهدد ببحور من الدماء فى شوارع الخرطوم حال وضع دستور مدنى؟

ما يُمكن أن يُقال عندما يُقدم شخص مثل أيمن نور نفسه للعالم باعتباره معارضًا سياسيًّا، ومناصرًا للحق والحرية!

بماذا نرد على فتاوى يوسف القرضاوى التى لا تنتهى بأن العمليات الانتحارية لقتل الناس فى سوريا جهاد؟

ما هو التعليق المناسب لإصرار الفنان محمد رمضان على القول والغناء والإيحاء بأنه أفضل من أنجبت مصر فى تاريخها الحديث والقديم؟

ما هو الرأى فيما يقدمه رامز جلال من سطحية وسفه كل عام فى رمضان تحت باب إمتاع المشاهد؟

كيف نرى سين وصاد وعين وكلامهم المستفز كل يوم على صفحات الصحف و«السوشيال ميديا» وفى شاشات رمضان؟ كيف كيف كيف نحتمل كل هذا الجنون؟؟

الجواب: .............. (صمت طويـــــــــــــــــــــــل).

والله أعلم.

[email protected]