الماء هو سر الحياة.. فالإنسان و النبات و الحيوان يستطيع الاستغناء عن الطعام لفترات طويلة ويعيش، أما الماء فلا يستطيع الاستغناء عنه حيث لا يستطيع أن يعيش بدونه لفترات طويلة فهى ضرورية للقيام بمختلف العمليات الحيوية وقد أثبتت العديد من الدراسات الحديثة إمكانية استخدام المياه فى المعالجة لبعض الأمراض أو المساعدة فى المعالجة, ولكن للأسف فإن مصادر المياه الجيدة والصالحة للاستخدام قليلة بل وتقل أكثر مع الوقت ونحن لا نتعامل مع استخدام الماء بشكل سليم بل نهدر تلك النعمة التى أنعم بها الله علينا بسوء استخدامنا لها بشكل به إسراف وإفراط وهدر بدون فائدة، لذا يجب أن نحافظ على تلك النعمة واستخدامها بشكل منضبط حتى لا نجد انفسنا فى يوم ما مصابين بالفقر المائى، مع قلة المصادر المائية والفقر فيها، فمن المتوقع أن الحروب القادمة ستكون من أجل الماء وبخاصة أن الكثير من المصادر المائية تجدها مشتركة بين أكثر من دولة مثل نهر النيل فهو مشترك فى 9 دول و تمثل إثيوبيا دولة المنبع و مصر دولة المصب.
كيف نرشد الاستهلاك و نحافظ على الماء؟
إن الاستهلاك والمحافظة على الماء يتم على ثلاث مراحل.
الأولى فيما يخص الأفراد أو الاشخاص:
ويتم ترشيد استخدام المياه باتباع مجموعة من الخطوات أو العادات فى استخدام المياه.
1- فتح الصنبور أو منفذ الماء عند الحاجة أو الاستخدام فقط وعند الانتهاء من استخدام المياه يجب غلق الصنبور و التأكد من غلقه جيدًا حتى لا يترك وهو يسقط نقاط الماء.
2- العمل على تركيب القطع التى تساعدك على توفير المياه.
3- العمل على إصلاح الحنفيات والمواسير الخاصة بالماء والتى تتسبب فى تسرب المياه للحد من هدر المياه.
4- إذا كنت تمتلك حديقة أو تقوم بزراعة بعض النباتات يمكن أن تستفيد من مياه غسل الفواكه والخضار فى رى تلك النباتات.
الثانية فيما يخص الدول والحكومات:
1- القيام ببناء السدود والخزانات حيث تقوم بالعمل على تخزين المياه الفائضة.
2- العمل على توعية الناس بأهمية المياه وأهمية ترشيد استخدامها.
3- العمل على إيجاد مصادر بديلة متنوعة للمياه مثل:
• تحلية مياه البحر.
• مياه الصرف الصحى بعد العمل على معالجتها مما يجعلها صالحة لعمليات الرى والاستخدامات الصناعية.
• القيام ببناء الآبار التى يتم فيها جمع مياه الأمطار والعمل على استخدام تقنيات الحصاد المائى.
4- العمل على إصلاح أى أعطال أو تسريبات فى المواسير والوصلات الخاصة بالماء.
الثالثة فيما يخص الزراعة:
تمثل عمليات الرى واحدة من أهم استخدامات المياه والتى يمكن أن تتم بها عمليات هدر واسعة للمياه لذا يجب العمل على ترشيد الاستهلاك من خلال:
1- عمليات الرى للنبات يجب أن تتم فى الصباح الباكر أو عند المغيب حتى لا تتعرض المياه إلى عمليات بخر عالية مما يضطر المزارع إلى الزيادة فى عدد مرات الرى حتى يحصل النبات على احتياجاته.
2- يفضل الابتعاد عن أساليب الرى القديمة و بخاصة الرى بالغمر واستخدام الأساليب الحديثة وبخاصة الرى بالتنقيط حيث تكون عمليات الفاقد فى المياه شبه معدومة وبالتالى التوفير و الترشيد فى استخدام المياه الخاصة بالزراعة.
تبطين الترع حيث إن عمليات البابطين توفر ٢٠% من المياه التى تتسرب إلى باطن الأرض وإلى الأراضى الزراعية طرح الأرض فتغمر تلك الأراضى وتتلفها وتصبح غير قابلة للزراعة
جعل الله سبحانه وتعالى السماوات سبعا، والأرض سبعا، وفصل بين سماء الدنيا والأرض بالهواء، فأمطرت السماء وأنبتت الأرض; ولهذا قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حى أفلا يؤمنون).