رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

يحاول البعض الخلط بين الحق البيّن والباطل المصطنع، الذى لا تخطئه الأبصار بلا ضبابية، إذ ليس من المستغرب أن تخطط بعض القوى الأجنبية لإعادة جغرافية العالم، طبقاً لما تراه، ووفق مصالحها الاقتصادية، ودعماً لأيديولوجيتها.

وسمعنا عما يسمى بـ«صفقة القرن»، وأن صهر الرئيس الأمريكى ترامب أعد الصفقة بما يتلاءم ويتوافق مع المخطط الصهيونى، والأخطر من هذه الصفقة من روجوا لها من الإخوان السفلة، وغيرهم من كارهى مصر، ولقد أقحموا مصر ضمن هذه الصفقة القذرة واستخدموا عبارات مشينة وسيئة ضد مصر ورئيسها؛ حتى إن بعضهم صوّر له خياله المريض أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن من أجل أن يتمم هذه الجريمة، باتخاذ الرئيس ترامب وعداً بأن تعطى مصر للفلسطينيين جزءاً من سيناء كوطن بديل للأرض الفلسطينية المغتصبة. صوّر لهم خيالهم المعتوه أن مصر يمكن لها أن تفرط فى ذرة رمل من سيناء لأى كائن مهما كان.

ما حكاية صفقة القرن؟

مقترح من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى، وتهدف الصفقة لتوطين الفلسطينيين خارج الأراضى الفلسطينية المحتلة، وإنهاء حق العودة، رغم أن تفاصيل الصفقة غير معلنة حتى الآن.. استغل البعض ما تردد عن الصفقة إلى أن خرج علينا مبعوث أمريكا إلى الشرق الأوسط، وأعلن أن مصر خارج صفقة القرن، وغير مطلوب منها أن تتنازل عن أى جزء من سيناء.

لم أرَ حقارة فى حياتى مثلما سمعت وشاهدت من بعض الإخوة الأعداء، عندما يرددون فى كل مناسبة، وكل، «محفل» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيبيع سيناء بحفنة من الدولارات؛ لكى تقيم عليها إسرائيل بالمشاركة مع ترامب وصهره دولة أو وطناً بديلاً للفلسطينيين، المدهش فى الأمر أن الذين يرددون هذا الكلام القذر هم قلة من أبناء الوطن.. قلة فاسدة، قلوبهم سوداء مليئة بسمٍ زعاف تنفثه فى أرجاء الوطن، ولا أعرف من أين جاءوا بكل هذا الحقد، ومن أى تعاليم دينية، ومن أى كتب سماوية استباحوا أن يستخدموا سلاح الشائعات ضد بلدهم، ضد ناسهم وأهلهم.

لا أريد أن أعلن عن تصرفات وأفعال بعض الأفراد أو المواطنين الذين يبثون سمومهم تجاه الوطن؛ لأننى أعرفهم شخصياً، وتعاملت مع عدد منهم عن قرب، وعندما أرى أحدهم يرتدى ثوب البطولة والزعامة ويتوهم نفسه من الثوار الأحرار أجلس متعجباً متألماً، وأقول لنفسى أراك على المنبر تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأراك فى الليل تأتى الفحشاء.. فكيف لى أن أصدقك أيها العربيد المأجور؟!

كيف لكم أيها الشرذمة أن تطعنوا الوطن بخنجر مسموم، وأنتم بين أحضان الصهيونية؟ إن فعلتكم هذه مثل الابن العاق لوالديه، عندما يختلف معهما يأتى بعدو أبيه ليطعن أمه ويغتصبها أمامه.. أقول لهؤلاء: هل يأمنك عدوك الذى استعنت به لتقتل والدك ووالدتك؟ لو سألته لاحتقرك مليون مرة.

وهناك مقولة شهيرة لأدولف هتلر عن أحقر الناس قال: «أحقر الناس ممن قابلتهم فى حياتى هؤلاء الذين ساعدونى على احتلال أوطانهم».. هذا كلام وتوصيف لا يختلف عليه اثنان، فهم فعلاً أحقر من أنجبت مصر.

والآن.. ماذا نحن فاعلون تجاه هؤلاء القلة الفاسدة المارقة، خاصة بعد أن استقرت الأوضاع، ودخلت مصر مرحلة جديدة من النضج السياسى؟

فى ظنى أن البلاد تحتاج إلى بناء الضلع الثالث بقوة واقتدار.. أقصد هنا بالضلع الثالث الأحزاب المصرية ودورها الفعال فى اكتمال البناء السياسى، مصر تحتاج إلى أحزاب قوية قيمة وقامة، أحزاب ذات ثقل، وفى مقدمتها حزب الوفد، ودعوة منى إلى المستشار بهاءالدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، بأن يتبنى مبادرة «حوار توافقى» من أجل إعادة حياة سياسية قوية، وأن يكون الدور الأكبر لحزب الوفد من خلال دعوة المستشار بهاءالدين أبوشقة لفتح بيت الأمة لكل الأحزاب لإدارة حوار توافقى، ولا يختلف اثنان على ثقة الأحزاب المصرية فى بيت الأمة.

وربما نخرج بهذه الدعوة إلى أحزاب وطنية مهمة كما فى بريطانيا على غرار حزبى المحافظين والعمال، ولن يكون هذا صعباً على وعلى رجال الأحزاب المصرية، وأعتقد أن كياسة وفطنة وخبرة المستشار بهاءالدين أبوشقة فى إدارة الحوار سيكون مردودها سريعاً، وسنصل إلى النتيجة المرجوة، خاصة ونحن على أبواب استحقاق مهم جداً بعد بناء الغرفة التشريعية الثانية- مجلس الشيوخ- وهذا الاستحقاق أصبح ضرورة ملحة لاختيار شيوخ وفقهاء وأساتذة من مختلف العلوم ليمثلوا مختلف طوائف مصر داخل مجلس له مهمات ذات قيمة، وليس مجلساً لإرضاء فلان أو علان.

حان الوقت لحزب الوفد أن يتصدر المشهد بقوة لتكتمل أركان الدولة، وأن يزين مجلس الشيوخ بحنكة وخبرات قانونية ودستورية لها باع طويل فى إدارة الحياة الدستورية لتكون فى أبهى صورها.

ويبقى البناء الأخير فى بناء الدولة، وهو تنمية سيناء وصد أي عدوان غاشم وهذا يحتاج إلى جهد ووقت وتضافر لكل الجهود من رجال الأعمال والبنوك والشركات.

الفكرة ليست جديدة، ولكنها طرحت من قبل، قبل أكثر من عشرين عاماً، وهى تحفيز الشباب لبناء مجتمعات عمرانية جديدة بشبه جزيرة سيناء، على أن توفر لهم كل سبل الحياة من بنية أساسية، وإعطاء كل شاب متزوج حديثاً 10 أفدنة بعد أن نهيئ له الأرض والمدرسة والمستشفى، وكل وسائل الحياة، وأن تكون هناك هيئة قومية تشرف على هذه المجتمعات، ولا يسمح لبيع الأرض لغير المصريين.. وأن تكون هناك وكالات وشركات لشراء وبيع المحاصيل الزراعية لتصديرها إلى أنحاء العالم، بهذا تكون سيناء بحق ملكاً لأولادنا وأحفادنا، وأن نوقف أطماع الصهاينة وغيرهم.

سيناء الحبيبة هى صفقة الوطن، وهى المشروع المقبل لمصر، ولابد من تعميرها وتنميتها فى أسرع وقت؛ لأن كل ذرة رمل من أرضها، رويت بدماء المصريين الذكية، دماء المصريين الأحياء عند ربهم يرزقون.. وما زال أبناء مصر يروون أرضها الطاهرة بدمائهم الغالية، ولن نسمح بالعبث على أرض الفيروز.. وهذا أقوى رد على هؤلاء المرتزقة الذين يستبيحون الوطن.