عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

ثلاث شهادات تؤكد أن مصر تتغير. تتجاوز النقطة صفر لتصعد سلالم النهضة. عصر يأفل وآخر يطل، وزمانٌ يسلم زمانا آخر، وطن وشعب جديران بالحضارة والريادة.

ثلاث شهادات تنجو من شبهات النفاق، وتبتعد عن سياق التزلف، وتتسق مع الواقعية المجردة.

الشاهد الأول هو البنك الدولى، ذلك الكيان المُنشئ والقائم بهدف وحيد هو قتل الفقر. قد تؤثر السياسة فى أعماله، لكن قراءاته ومؤشراته تعبر إلى حد كبير عن واقعية الحال. فى رحلة عمل لواشنطن سمعت شهادة البنك الدولى على جانبين فى مصر: الاقتصاد والتعليم. عن الاقتصاد، قالوا لنا إن نتائج الإصلاح فى مصر بدت أفضل مما توقعوا وأسرع، وأنهم يعرضون النموذج المصرى كقصة نجاح على إمكانية تحسن الحياة اعتمادا على برامج إصلاح شاملة. أما بشأن التعليم، فقد كان مفاجئا لى أن أستمع إلى ميرزا حسن كبير مُدراء البنك الدولى، واصفا خطة إصلاح التعليم فى مصر بأنها خطة فريدة وطموحة، وأن طارق شوقى الوزير المسئول عن تنفيذها مبهر ورائع.

الشهادة الثانية جاءت على لسان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى «تويتة» له عقب لقائه بالرئيس السيسى قال فيها: «هذا الرجل يدفع ببلاده نحو مستقبل فريد». وأهمية الشهادة والشاهد أنها نابعة من رجل واقعى، صريح، نفعى بصورة مطلقة، ليس لديه مجال للمشاعر، وإنما تلتقط عيناه المكاسب المجردة. إن ترامب رغم ما قيل عن جنونه وحدته وصرامته هو الرابح المؤكد فى انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، لسبب وحيد هو أنه يحقق مصلحة المواطن الأمريكى فى أجر مناسب، ضرائب أقل، وحياة أفضل. ورغم أنه فى واد والصحافة فى واد ورغم شتائم لا حصر لها تلون صفحات الصحف الأمريكية له، فإنه يمتلك أغلبية حقيقية فى الشارع.

ثالث شهادة وردت فى تقرير مُعادٍ لمصر نشرته الفورين بوليسى خلال قمة السيسى ترامب، محاولا مهاجمة مصر استنادا إلى ما اعتبره كاتب التقرير تمييزا ضد المسيحيين المصريين. ورغم لى عنق بعض الأحداث، غير أن كاتب التقرير اعترف فى النهاية أن هناك جهودا حقيقية تبذل فى مصر لمحو ثقافة الكراهية والتشدد، وأن النظام المصرى يُدشن لحركة إصلاح دينى حقيقية تستهدف تحقيق وحدة وطنية شاملة.

تلك شهاداتهم رأيت فى قراءتها ضرورة بعيدا عن صخب التعديلات الدستورية، وجدال قد يكون طرفاه على حق بين مد أمد الاستقرار فى فترة بناء وانتقال، وبين تغيير وجوه وأفكار ومقاومة طول أمد السلطة القائمة.

إن تغير مصر ضرورة للحاق بعصر آخر، تسقط فيه نظريات اعتبرها سابقون ثوابت. التطور لازم من لوازم البقاء. قد لا يعجبنا الجديد لأننا نجهله، وقد نختلف مع الحديث لأننا لم نختبره، وقد نرفض سقطات هُنا وهنات هناك، لكننا لا نرى أنفسنا، ولا يجوز لنا أن نُقيّم أفعالنا وأداءنا.

من هُنا تكمن أهمية شهادات الغير عما حققنا.

والله أعلم.

[email protected]