رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

من أعجب ما قاله المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى اللواء أحمد المسمارى فى مؤتمر صحفى عقده لعرض تطورات معركة «طوفان الكرامة» التى يقودها الجيش الليبى ضد ميليشيات وعصابات الإرهاب.. إن القوات الليبية عندما دخلت طرابلس التى كانت تخضع لسيطرة قوات رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى فايز السراج «الإخوانى».. فوجئت بوجود قوات أمريكية على الأرض.. !!.

<>

قوات أمريكية.. سمحت بوجودها فى طرابلس ميليشيات تنظيمى القاعدة والإخوان الإرهابيين، التى «اختطفت» العاصمة الليبية.. على حد وصف المسمارى.. وتسيطر على حكومة السراج باعتبارها «حكومة مدنية» تدعم التحول الديمقراطى..!!

ماذا تفعل هذه القوات؟.. وكيف دخلت؟.. وماذا يعنى ذلك غير أن الإدارة الأمريكية ضالعة فى دعم هذه الميليشيات وتقويتها فى مواجهة تقدم الجيش الوطنى الذى لا تريد له واشنطن أن يسيطر على الدولة، ويعيد إليها استقرارها وينتشلها من بين أنياب ذئاب الشرق والغرب التى باتت تنهش فى لحوم الليبيين وثرواتهم وأراضيهم بلا رحمة.

هذا دليل آخر على أن الولايات المتحدة ماضية فى مخططها الشيطانى الهادف إلى تفجير البؤر الملتهبة فى دول منطقتنا.. لتدميرها وإعادة تشكيلها وتقسيمها وفقاً لاستراتيجية «الشرق الأوسط الجديد» التى تمضى قدماً فى تنفيذها دون تراجع.. ودون هوادة.

< يذكرنا="">

بما سبق أن قاله اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية ورئيس جهاز المخابرات الأسبق، رحمة الله عليه.. وروته نقلاً عنه ابنتاه فى حوار تليفزيونى.. حين سألتاه عن كيفية فوز محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية عام 2012.. فرد قائلاً: «يجب أن تعرفوا أن الأمريكان يريدون الإخوان».. وأنه «مهما حدث فإن محمد مرسى هو الفائز»!!

ولهذا الكلام دلالات خطيرة.. وبالغة الأهمية فى تفسير السياسات والتحركات الأمريكية.. خاصة أنه صادر من اللواء عمر سليمان.. الصندوق الأسود للدولة المصرية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. وقائد ورئيس جهاز المخابرات المصرية.. الذى أدار أهم وأخطر الملفات السياسية فى تلك المرحلة.. على الصعيدين الداخلى والخارجى.. أى ما يتعلق منها بالتفاعلات والأحداث والصراعات السياسية الداخلية التى قادت إلى قيام ثورة يناير 2011.. أو ما يتعلق بعلاقات مصر الخارجية.. ودورها الإقليمى والدولى.. وتوجهات الإدارة الأمريكية بشأن دول المنطقة.. والدولة المصرية على وجه الخصوص.. فى إطار استراتيجية شاذة ومجنونة للمنطقة العربية والشرق أوسطية بشكل عام.. قائمة على «الإصلاح من خلال الفوضى».. أو «التدمير البناء».. أو «استراتيجية الهدم ثم إعادة البناء».. حيث تستخدم جماعات وتنظيمات «الإسلام السياسى» فى مجتمعات هذه المنطقة كمعاول هدم.. بديل التدخل العسكرى المباشر الذى فشلت فيه.. والعراق شاهد على هذا الفشل.

<>

أن هذا الحديث جاء كاشفاً.. للتدخل الأمريكى السافر فى الشأن الداخلى لمصر وغيرها من دول المنطقة.. وتغلغل الأجهزة الأمريكية فى المجتمعات التى تستهدفها باستراتيجية التغيير الديمقراطى المزعوم.. الذى هو فى حقيقته ستار لخطة الهيمنة الأمريكية على العالم.. سياسياً واقتصادياً وفكرياً.. ولمخطط تقسيم وتفتيت دول المنطقة.. إلى دويلات طائفية وعرقية ودينية عاجزة أمام تفوق «الدولة الصهيونية» التى تحظى بدعم ومساندة.. وتدليل الولايات المتحدة.

< من="" أجل="">

تريد أمريكا الإخوان.. لأن مخططاتها قائمة على تفجير الجبهات الداخلية لدول المنطقة.. وخلق حروب أهلية تسهل عليها إضعاف مقاومات الشعوب واختراقها داخلياً.. يزعمون أنهم يتعاملون مع قوى «الإسلام السياسى»، ومنهم «الإخوان» باعتبارهم طرفاً مقبولاً وشرعياً.. تحت ستار الديمقراطية.. متغافلين عمداً عن طبيعتهم الإرهابية التخريبية.. بينما يهدف الأمريكان فى حقيقة الأمر لنشر الفوضى فى دول المنطقة.. وعلى رأسها مصر.. من أجل مقايضة أنظمة هذه الدول.. على استقلالها وسيادتها وكرامتها.

وهذا ما لا تقبله مطلقاً الدولة المصرية القائمة.. وتتصدى له بكل ما أوتيت من قوة.. ولذلك سيظل الأمريكان يكرهون هذه الدولة.. وقيادتها.. ويحاربونها.. ويحاولون إضعافها وإنهاء وجودها.. لا قدر الله.