رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

«بوتفليقة» لن يكون الأول ولن يكون الأخير الذى ثار عليه الشعب, رغم أن تاريخ «بوتفليقة» فى النضال مع رفقائه.. وضد الاحتلال الفرنسى يضعه ضمن أبطال الجزائر.. أيضًا عندما ثار الشعب المصرى على نظام «مبارك» شاء من شاء وأبى من أبى, هو أحد قادة حرب أكتوبر 1973 وقائد القوات الجوية فى هذه الحرب، بل إنه من عهد إليه «ناصر» فى أعقاب هزيمة 1967 أمر كلية الطيران..

المشكلة هنا أننا نجد أركان كل نظام منهما كان يسارع فى تبرئة وغسل يديه من جرائم أى نظام.. رأينا الجميع يتبرأ من نظامى الرجلين.. رغم أن كهنة وأركان النظامين هم من خططوا لـ«بوتفليقة» أن يترشح الثانية والثالثة والرابعة والخامسة التى كانت الضربة التى قصمت ظهر «بوتفليقة» رغم نضاله.

إن التصريحات والبيانات المتتالية من رجال وأركان نظام «بوتفليقة» الذين ظلوا يزينون له طريق الخلود فى عالم الحكم.. حتى إن كان عظماً فى قُفة.. هؤلاء لم يكونوا أوفياء على «بوتفليقة» ولا على تاريخه ولا على نضاله ولا الجزائر ولا على شعب الجزائر كان حرصهم على مواقعهم وعلى مصالحهم على حساب شعب قدم مليون شهيد من أبنائه جهاداً فى سبيل الله وتراب الوطن..

كذلك الأمر بالنسبة لـ«مبارك» الذى جاء فى وقت كانت البلاد فيه فى أمسّ الحاجة إلى من يصون وحدتها ويستكمل إعادة أرضها من الاحتلال الصهيونى.. والحقيقة كان لها فلم ينكر إلا جاحد دوره فى ذلك ولا فى أنه ضمن قادة حرب أكتوبر 1973..

الحرب التى أعد لها وجهز الجبهة الداخلية والجبهة العربية وجبهة القتال وأصدر قرارها الرئيس محمد أنور السادات.. ولم يكتف «مبارك» بذلك بل أنه بدا فى حالة من المصالحة الداخلية مع كل القوى السياسية وقرر الإفراج فوراً عمن اعتقلوا فى سبتمبر 1981، واستقبلهم فى القصر الجمهورى وعلى رأسهم زعيم الوفد فؤاد باشا سراج الدين.. وكان مستشاروه فى ذلك الوقت على درجة من الوعى..

وأجرى مبارك مصالحة عربية كما كان لانتخابات 1984 دور إيجابى ونقطة أمل فى وجود ديمقراطية التى أجهز عليها بتعديلات 2007.. وشهدت هامشاً من حرية الصحافة... وصلت فيه جريدة الوفد إلى مليون نسخة بقيادة الرائع فارس الصحافة والمعارضة المصرية المرحوم مصطفى شردى.. ولم تلبث الأيام والسنوات إلا وكانت لجان الشؤم والفساد والاستبداد تتوغل وتتحكم فى أركان البلاد.. ووضعوا خطط التمديد والتوريث.. ليس حباً فى «مبارك» ولكنّ استقراراً وتوسعاً لإمبراطوريتهم وتكنيز الأموال وتهريب معظمها إلى بنوك أوروبا وأمريكا حتى امتلأت بها.

لم يكن رجال «مبارك» حريصين على تاريخه ولا على وطن بل كان حرصهم تماماً مثلما حرصت لجان الحكم وأركان «بوتفليقة» على مصالحهم ونفوذهم.