رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

 

اتخذت سلطة الطيران المدنى المصرى قراراً احترازياً لصالح سلامة الركاب والطيران بمنع عبور وهبوط وإقلاع طائرات البوينج من طراز البوينج (B737 /Max) فى الأجواء والمطارات المصرية، حيث تم إصدار إعلان سلامة على جميع دول العالم وذلك فى أعقاب الحادث المؤسف لشركة الخطوط الجويه الإثيوبية يوم ١٠ مارس لنفس طراز الطائرة وعدم وضوح سبب الحادث حتى الآن... وجارى عمل تقييم لسلامة تشغيل هذا الطراز مع سلطات الطيران المدني الدولية والشركة المصنعة للطائرة وكالات السلامة المعنية.. هذا مع الوضع فى الاعتبار أن شركتنا الوطنية مصر للطيران لا تمتلك هذا الطراز من طائرات البوينج B737/max ولا يأتى ضمن خططها المستقبلية لتطوير أسطولها الجوى، مع العلم أنه لا يوجد أي طائرة مسجلة من هذا الطراز في السجل المصري للطائرات لدى أي من الشركات المصرية.

يا سادة.. هذا هو نص القرار الذي اتخذته سلطات الطيران فى مصر من أجل سلامة ركابها والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وذلك قبل يومين من إعلان الرئيس الأمريكى ترامب بوقف السفر على جميع طائرات «بوينج ماكس 737»8 و9 بعد كارثة الطائرة الإثيوبية، لينضم بذلك إلى عشرات الدول التي حظرت طيرانها في أجوائها أو التعامل معها.. وتنتج شركة بوينج حاليا 52 طائرة من طراز ماكس شهرياً، وكانت تعتزم قبل حدوث هذه الأزمة زيادة معدل الإنتاج إلى 57 في يونيه.. و250 طائرة من طراز ماكس بيعت العام الماضي، فيما تجاوزت الطلبات عليه نحو 5000 طلب آخر.

يا سادة.. منذ ما يقرب من 20عاماً وتحديداً فى 31 أكتوبر 1999 سقطت طائرة مصر للطيران 300/ 767 فى رحلتها من نيويورك إلى القاهرة بحروف تسجيل SU-GAP وعلى متنها 217 راكباً من خيرة أبناء مصر ورجالها فى كافة المجالات.

وخلص تقرير مجلس سلامة النقل الوطني للولايات المتحدة (بدعم من إدارة الطيران الاتحادية ومكتب التحقيقات الفدرالي وبوينج نفسها المصنعة للطائرة وخفر سواحل الولايات المتحدة) أن سبب الحادث نتيجة لمدخلات التحكم في الطيران لمساعد الطيار جميل البطوطي الذي تعمد إسقاط الطائرة.. وذلك رغم شهادة أحد الطيارين الألمان الذي على خط ملاحي قريب من الطائرة المصرية وقت وقوع الكارثة، شاهد جسماً غريباً يمر بالقرب منه ويتجه إلى الطائرة المصرية، قبل وقوع الكارثة بثوان، مما أدى إلى سقوطها في مياه المحيط وانفجارها لتتحول إلى أجزاء متناثرة.

أما طائرة مصر للطيران من طراز «ايرباص ايه 320» التي كانت تقوم برحلة بين باريس والقاهرة فى 19 من مايو عام 2016 فقد تحطمت بعد سقوطها في البحر المتوسط بعدما اختفت فجأة عن شاشات الرادار.

وقُتل جميع الذين كانوا على متنها وعددهم 66 شخصًا بينهم 40 مصريًا و15 فرنسيًا٠

وأعلنت لجنة التحقيق المصرية في 15 ديسمبر من نفس العام العثور على آثار «مواد متفجرة» على رفات بعض الضحايا، إلا أن هيئة سلامة الطيران الفرنسية استبعدت حينها إمكانية «استخلاص نتائج حول سبب» الحادث.

يا سادة.. تلك وقائع على مستوى الملف الذى أعمل به منذ ما يقرب من ربع قرن عاصرت فيها أفراح وأطراح بلدى الحبيبة مصر وشركتها الوطنية مصر للطيران وملف الطيران المدنى عامة.. وشهادة لله والتاريخ أسجلها اليوم للقيادة السياسية التى تحكم هذا الوطن والتى رفعت وترفع قامته عاليه بين الأمم ولا تقبل سوى بالقرار المصرى الذى يصب فى صالح المواطن المصرى فقط قرار.. فور حادث طائرة الخطوط الإثيوبية كان قرار الإدارة المصرية الفورى ممثلاً فى سلطة الطيران المدنى المصرى دون انتظار إى إملاءات خارجية بمنع مرور وهبوط وإقلاع تلك الطائرات حفاظاً على أمن وسلامة ركاب مصر من أبنائها وزوارها.

وفى حادث طائرة باريس تمسك الجانب المصرى بما أصدرته لجنة التحقيق المصرية فى هذا الشأن من شبهة وجود عمل إرهابى وراء الحادث بعد ثبوت وجود آثار مواد متفجرة على رفات بعض الضحايا رغم رفض الجانب الفرنسى وقتها الاعتراف بذلك.. ولكن القرار المصرى الذى تسنده قيادة سياسية واعية ظل متمسكاً بحقه وأحال ملف القضية إلى النائب العام.

همسة طائرة.. يا سادة.. هذا شأننا اليوم..عزة وكرامة وافتخار تدعمه قيادة مصرية منذ اليوم الأول أعلنتها صريحة «مصر أم الدنيا.. وهتبقى اد الدنيا».

أما شأننا فى الماضى.. فقد بكينا ضحايا طائرتنا المنكوبة فى عام 1999 ونحن نعلم أننا أصحاب حق ولكن وللأسف خضعنا لما أملى علينا رغم شهادة العالم أجمع لنا وخبراء النقل الجوى والسلامة وأمن الطيران أن لنا حقاً.. ولكن ضاع الحق طالما لم يجد من يحميه ويدافع عنه ويحمى ضحاياه وأبناءه.

واليوم لا نرضى إلا «بالعزة والكرامة والحق لهذا الوطن عنوان».. فتحية لقائد هذا الوطن ورجاله المخلصين الذين لا يبغون لهذا الوطن إلا ان تظل رايته خفاقة بين الأمم يظللها عزة وشموخ وكبرياء أمة كادت أن تهان وتضل لولا أن أنقذها المولى عز وجل وأرسل لها من أبنائها رجالاً من أنقى الرجال بل من أوفى الرجال.. فهنيئاً لك يا وطنى.. وأنتم يا أهل مصر بعد قرار منع عبور «البوينج ماكس» فعليكم أن تنتبهوا لمصر اليوم فهى سيدة الأمم الباحثة عن حريتها وكرامتها بين الأمم.