عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

الأعداء الثلاثة الأشد خطراً لى ولك ولكل مواطن يعيش على أرض مصر، هم: الإرهاب والفساد والإهمال.. وقد استحق هذا الثالوث البغيض أن يحل محل الثالوث السابق الفقر والجهل والمرض والذى ظل على مدى أجيال يحتل مركز الصدارة بوصفه العدو الأول لأبناء وادى النيل. وإذا كان الإرهاب عدوا واضحا يهدف إلى إلحاق الأذى بأبناء الشعب من جيش وشرطة ومدنيين، ويتفنن فى إيجاد السبل والحيل التى تمكنه من تحقيق أغراضه، فإن دحره والتغلب عليه يتطلب الضرب بكل قوة والحذر والحيطة وتكاتف الجميع حتى لا يجد سبيلاً للنفاذ بين الصفوف. ولذا يمكننا أن نجزم بأن مصير الإرهاب إلى زوال قريب.

أما الفساد فإن مشكلته أكبر وأشد خطورة، نظراً لأنه يتخلل نسيج المجتمع مثل حبات الفاكهة الفاسدة التى تنقل عدواها إلى الفاكهة السليمة فتدمرها وتقضى عليها. ولقد تابعنا فى الأخبار عشرات القصص عن قيام الرقابة الإدارية بإلقاء القبض على مسئولين كبار، وآخرين من درجات أدنى، متلبسين بالحصول على رشاوى لتسهيل سرقة المال العام. وإذا كان التصدى للإرهاب يقتضى الضرب بيد من حديد على كل من يخرج على القانون ويعادى المجتمع مع الحيطة والحذر، فإن مكافحة الفساد تتطلب قدراً أكبر من الجهد للتوعية وغرس القيم والمبادئ السامية، وخاصة بين النشء، حتى يكونوا مواطنين صالحين.. أما ثالث الأعداء وهو الإهمال فإنه لا يقل خطراً عن الضلعين الآخرين، لأن من يرتكب خطيئة الإهمال يفعل ذلك لشعوره بأنه أمن من العقاب الشديد الذى يتعرض له مرتكب جريمة الإرهاب أو الفساد. وعادة ما يرتكب المهمل جريمته دون قصد أو تعمد بإلحاق الأذى بالآخرين، ولكن الإهمال ربما تفوق نتائجه الإرهاب أو الفساد فى بشاعتها أو عدد ضحاياها. وهذا ما شاهدناه وتابعناه فى كارثة قطار محطة مصر الأخيرة التى راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحي. كما أن الأضرار المعنوية التى لحقت بمصر نتيجة للحادث يصعب حصرها وتحديد أبعادها.

ومن النتائج المباشرة استقالة وزير النقل هشام عرفات من منصبه، متحملا المسئولية السياسية للحادث. وقد كان لهذه الاستقالة صدى كبير لدى الجماهير التى كانت تكن احتراما كبيرا لهذا الوزير. وكانت هذه من المرات القليلة التى أعرب فيها الناس عن تمنيهم أن يعدل رئيس الوزراء عن قبول هذه الاستقالة. وجاء تعيين الفريق كامل الوزير بدلا من الدكتور هشام عرفات وزيرا للنقل محل ارتياح كبير حيث سبقته إنجازاته الكبيرة فى المشاريع التى تولى تنفيذها. فالفريق كامل الوزير هو من تولى مشروع حفر قناة السويس الجديدة، وحفر القناة الجانبية لميناء شرق بورسعيد ومشاريع الطرق القومية وهضبة الجلالة ومحور روض الفرج. وأعرب بعض المعلقين عن تخوفهم من أن يعانى الفريق كامل الوزير، الذى اعتاد العمل وسط البيئة العسكرية الشديدة الانضباط، من العمل الوزارى المكبل بالكثير من معوقات الروتين والخطوط الحمراء. ولكن من اعتاد الإنجاز يدمنه. وفى يومه الأول حدد الوزير الجديد منتصف العام القادم ٢٠٢٠ موعدا يشاهد فيه المصريون سكك حديد متميزة. وقال الوزير إنه سيتم فى المرحلة القادمة استكمال مشروعات تحديث الإشارات وتطوير المزلقانات والمحطات والبنية الأساسية. ولم يفت الوزير أن يؤكد على تنفيذ برنامج شامل لتأهيل العنصر البشرى باعتباره أحد أهم العوامل المؤثرة فى نجاح المنظومة. كل الأمانى الطيبة للوزير الجديد فى مهمته التى تتطلب مواجهة حاسمة مع الفساد والإهمال.