رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مذكرات ابن الولد الشقى يكتبها:

 

 

 

أتمنى من الله، ولا يكتر على الله، أن تجد كلماتى هذه طريقها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى. صحيح أن الموضوع يتعلق بالكورة.. ولكن من قال إن الكورة أقل شأناً من الإعمار.. فهناك الآن على أرض مصر عملية بناء وتنمية وإحلال وتجديد. ربما لم تحدث إلا أيام خالد الذكر الرئيس جمال عبدالناصر.. ولكن مع هذا البناء علينا أن نتذكر أن هناك فى بر مصر بلاداً محرومة من ممارسة اللعبة التى يعتبرها العالم أجمع هى أفيون الشعوب.. وأقصد هنا صعيد مصر المظلوم ليس فقط فى التنمية والاستعمار، ولكن أيضًا فى الكورة، فقد تحولت الكورة فى بلادنا إلى أندية للشركات.. كل رجل أعمال فتح مصنعاً أنشأ فريقاً للكورة يقوم بدعاية مجانية لسعادته فى الدورى العام ولا داعى هنا لذكر الشركات والتى تلتها وزارات وكنت أفهم أن رجل الأعمال يضع مصلحته فى المقام الأول والأخير ولكن عندما تقوم شركات بترول تابعة للوزارة التى هى تابعة للحكومة بإنشاء أندية كروية وإقامة استادات تتكلف المليارات، فهذا أمر لا يستقيم.. ذلك لأن كل الفرق الكروية فى الأقاليم تم قتلها عمدًا.. مثلاً خرج علينا فريق المنيا من صعيد مصر وأهدى لمنتخب مصر رجالاً من أمثال حمادة صدقى، وهشام عبدالرسول ولو استمر الحال لكان لنا فى أسيوط وسوهاج وأسوان وبنى سويف فرق نباهى بها الأمم، ولكن نظام حسنى مبارك، سامحه الله، رعى فقط رجال الأعمال.. وكان بعضهم مع الأسف الشديد من عينه رجال «الأعمال بالنيات» فلم نشهد لهم صناعات ولا إنشاءات، ولكن البعض منهم استولى على خيرات القطاع الخاص بأبخس الأسعار وصار مليارديرًا شهيرًا.. ما علينا.. أعود إلى أندية وزارات مصر وأقول.. لو أننا تحولنا إلى رعاية أندية الأقاليم فى بر مصر فى الصعيد بأكمله وفى المحلة التى ظهر لها فريق فى السبعينيات كان نوارة كل الفرق المصرية واستطاع هزيمة العمالقة الأهلى والزمالك والإسماعيلى وفازوا بالدورى العام، وخاضوا تصفيات إفريقيا وخرجوا على يدى فريق أفريقى اسمه كامارا.. هذا الفريق المحلاوى كان يضم أصنافًا من الفاكهة الكروية.. عماشة وهليل وعمر عبدالله والسياجى وعبدالرحيم خليل.. بالطبع هذا الفريق الكروى اندثر ولم يعد للمحلة وجود بعد فريق آخر ظهر من خلاله الولد الجميل السفروت شوقى غريب وحتى فريق النادى الإسماعيلى بهذه الإدارة المتعنتة سوف يمضى فى نفس الطريق إلى المجهول فى حين نجد فريقاً اسمه بيراميدز لا جمهور له ولا تاريخ ولا جغرافيا يسابق أندية القمة لأنه يملك شيئاً آخر يبدو أنه الأهم هذه الأيام وهو الفلوس.. وعندما نلقى بنظرة إلى مدن القناة الثلاث، سوف نتأكد أن شعب الإسماعيلية وبورسعيد والسويس يتنفس كورة ويأكل كورة ويعشق كورة.. بل ويعتبر أن الكورة هى أهم وأسمى أهداف الحياة.. بالطبع هذه التجمعات البشرية بمن فيها من شباب ومراهقين وشيوخ.. إذا لم تجد ما يسعدها ويشبع حاجتها وأهمها أفيون الشعوب كرة القدم.. لا ينبغى علينا أن نلومها إذا اتجهت إلى واحد ضارب دقن وراسم زبيبة يتحدث عن تكفير الحكومة وضرورة الجهاد ضدها.. ويجد الشباب طريقه لمن يشغلهم فى أمور سوف ندفع ثمنها جميعًا غاليًا.. بالطبع جزء من استيعاب شباب مصر واستعادتهم سوف يكون عن طريق كل درب للفن والكورة أحد هذه الدروب شديدة الجاذبية، وبالتأكيد وجود فرق مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد فى ملاعب المنصورة أو المحلة أو المنيا أو السويس أو بنى سويف سوف تحول هذه المدن إلى حالة من الأفراح والليالى الملاح نفسيًا وأيضًا على المستوى الاقتصادى.. ويا حبذا لو أننا تبنينا بعد ذلك تلك الخطة التى وضعها وزير الثقافة ثروت عكاشة لكى نجوب القرى بفنانى مصر وندخل إلى النجوع والمراكز والكفور ومعنا قافلة للنور من شيوخ القراء الكبار للقرآن الكريم، ومن المطربين الشعبيين، ومن الفرق المسرحية التى تهتم بالسير الشعبية التى يحفظها عن قلب سكان المحروسة فى ريف وصعيد مصر.

سيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى.. أعلم أننا فى بر مصر لا نهتم بأى شىء على الإطلاق ولا نتحرك فى الاتجاه الصحيح بالهمة المطلوبة إلا.. إذا أمر الرئيس.. وعليه فإننى أتمنى من سيادتكم الاهتمام بالأحوال الكروية والفنية فى صعيد مصر وأقاليمها.. وسوف تكون فاتحة خير..

وهنا ينبغى أن نشيد بهذا الجهد الرائع الذى يتم فى بورسعيد وبعد أن كانت المدينة قد تحولت إلى مدينة استهلاكية تستقبل كل السلع من الإبرة إلى السيارة، أصبحت هناك مشاريع تستوعب أبناء المدينة الباسلة، وميناء بدأ بالفعل بالعمل ليضيف إلى بورسعيد صرحاً سوف يرتفع بمقدرات هذا البلد الذى تصدى عام 1956 لعدوان ثلاثى وضرب مثلاً فى الفداء والتضحية برجاله ونسائه وشبابه.. وهو اليوم على موعد مع ثورة تصحيح صناعية وزراعية واجتماعية حيث أصبحت بورسعيد هى أول محافظة مصرية تتخلص من عشوائيات كانت أشبه بالسرطان فى جسد المدينة الطاهرة الباسلة. كل الشكر والتقدير لهذا الاهتمام من الحكومة بإعادة مدن مصر وأقاليمها إلى خريطة البناء والتنمية.. ويا رب عن قريب يأتى هذا اليوم الذى نجد فيه الفن والكورة والإبداع يسير جنباً إلى جنب فى كل ربوع مصر، ذلك لأن أعظم قوة يملكها هذا البلد العظيم هى قوته الناعمة.

النادى الإسماعينى!!

لا يخفى على أبناء الجيل القديم من أهل الإسماعيلية الذى انقرض تماماً الدور الذى لعبه السعدنى الكبير محمود الولد الشقى، لكى يرى فريق النادى الإسماعيلى الضوء ويصعد إلى الدورى الممتاز بل وظل يدعم هذا الفريق الذهبى الذى انبهر له السعدنى وانشق قلبه عندما رأى فى الملاعب ولد يلعب بالكورة وكأنه ساحر هندى اسمه العربى كان فى استطاعته أن يفعل ما يشاء وفى مقدرته أن يلقى بأحدهم أرضاً، كما الحال فى مباريات المصارعة.. لدرجة أن حكماً دولياً شهيراً أوقف مباراة للزمالك مع الإسماعيلى بعد أن استقصد الكابتن العربى لاعبا زملكاويًا كان فى شهرة الهرم الأكبر وهات يا ترقيص ويا تغزيل عمال على بطال حتى سقط اللاعب إياه من شدة الإعياء.. ومع العربى كان هناك الكباتن المشاهير أميرو والسيد حامد ويسرى طربوش والسقا وريعو وعبدالستار حارس المرمى وأحد أجمل من أنجبت الكورة العربية فى تاريخها الكابتن رضا والذى لم نشهد له مثيلاً من قبل ولا من بعد، هذا النادى العظيم بلاعبيه عندما اقترح السعدنى على صديقه الجميل عثمان أحمد عثمان رعايته والصرف عليه أصبح له فى تاريخنا تاريخ وتحول إلى بعبع محلى سرعان ما قهر قوى كروية رهيبة هى الأهلى والزمالك والترسانة ثم خرج إلى القارة السمراء ليصبح ماردها الأكبر وحصل على كأس أبطال الدورى للأندية الأفريقية بعد أن هزم الإنجلبير الرهيب.. هذا النادى الإسماعيلى الجبار تحول كما قال الولد الشقى بعد رحيل جيل على أبوجريشة وشحتة وميمى درويش وأمين دأبو.. وأبوأمين إلى شبح للفريق العظيم وأطلق عليه السعدنى اسم الاسماعين.. لأنك تسمع به وتاريخه أفضل مما تراه.. هذا الفريق اليوم يتخبط ويترنح ويقدم مباراة وكأنه نسخة عربية من ريال مدريد ثم يقدم فاصلاً من العك الكروى وكأنه فريق من العجزة أو منتخب للوفاء والأمل.. وبالطبع العيب على ما يبدو للجميع ليس فى لاعبى النادى الإسماعيلى ولكن فى إدارة النادى ومنذ أن تسلم هذه المهمة السيد إبراهيم عثمان وأحوال النادى لا تسر مشجعى وعشاق الدراويش وأنا أولهم.. فقد نشأت على حب هذا الكيان الكروى وارتبطت بكل نجومه بل إننى وفى العام 1967 وقبل النكسة حدث أن فاز الإسماعيلى بدرع الدورى العام بعد أن هزم الأهلى واحد صفر فى مباراة ظلت محفورة فى ذاكرتى، وقد استوليت على الكرة التى لعب بها الإسماعيلى ووقّع عليها على أبوجريشة وكل اللاعبين، ومع شديد الأسف ترك بهذا الأثر الفريد والتحفة التى لن تتكرر إلى حارة الشيخ درويش لكى أمارس لعب الكرة مع أصدقاء الطفولة فى شارع البحر الأعظم وأعود إلى إدارة السيد إبراهيم عثمان وأقول إن الإدارة فن وأسلوب ومعلمة، هكذا علمنا المعلم الكبير عثمان أحمد عثمان الذى احتضن اللاعبين وصرف عليهم من حر ماله ولم يبخل على أحد منهم بأى شىء بل وقام بتوظيف كل لاعبى الإسماعيلى في شركة المقاولين العرب حتى يضمن لهم حياة مستقرة آمنة.. واليوم أجد أن الكل يشكو جميع اللاعبين فى حالة تمرد حسنى عبدربه فاكهة الإسماعيلية لهذا الجيل أجبر على الابتعاد بعد أن تم خصم 50 ألف جنيه من مستحقاته لأنه لم يتصد لضربة جزاء وكان هذا الفتى الذهبى غير لائق كرويًا فى هذا الماتش ورأى أنه غير جدير بلعب ضربة الجزاء. ولا أدرى كيف تم عقاب حسنى عبدربه على جرم لم يرتكبه ومن هو حسنى عبدربه.. إنه اللاعب الذى حاول النادى الأهلى إغراءه بأموال لا حصر لها لكى ينتقل إلى القلعة الحمراء ورفض اللاعب ووالده هذا الأمر تماما وتدخل أيامها علاء مبارك فى واحدة من أعماله الطيبة وأياديه البيضاء على قلعة الدراويش لكى يبطل مفعول هذه الصفقة التى كادت تحرق الأخضر واليابس فى مدينة السحر والجمال فى الإسماعيلية.. حسنى عبدربه أهم لاعبى الإسماعيلى فى هذا الجيل لا ينبغى لأحد مهما كان منصبه فى النادى أن يعامله بهذه الطريقة التى لا تليق بتاريخ اللاعب ومكانته وعطائه، وعندك أيضاً عصام الحضرى وهو أفضل لاعب فى تاريخ كرة القدم المصرية فى حراسة المرمى سد مصر الكروى العالى.. ذهب للإسماعيلى واستبشرنا خيرا.. ولكن السد العال ينهار أمام تعنت البعض كما يردد أهالى الإسماعيلى وطفش عصام وقرر ألا يعود إلى الإسماعيلى مرة أخرى واستمع من أبناء الإسماعيلية المنتشرين على مقاهى المدينة ولا حديث لهم سوى فريق كرة القدم والمقارنة التى تحدث بين مسيرة فريق المصرى الذى زحف إلى المربع الذهبى وفريق النادى الإسماعيلى الذى كان يصارع من أجل الهروب من القاع.. هذا حال لا يرضى أحدا فى مدينة الإسماعيلية ولا فى مصر بأكملها باعتبار أن مصر كلها تعشق الإسماعيلى وهو الفريق الثانى لكل مشجعى الكورة من أهلاوية وزملكاوية ومحلاوية وإسكندرانية.. نعم سوف تجد الإسماعيلى هو وحده الذى يحتل المركز الثانى لدى مشجعى الفرق الأخرى.. وحاله اليوم لا يرضى أعداء الإسماعيلى قبل محبيه، وأعتقد أن العيب كما يقول الجميع فى الإدارة.. وعلينا جميعا أن نعمل على إصلاح العيب وأتمنى من العقلاء فى النادى أن يضعوا كل ما فى مقدورهم من أجل استعادة روح الدراويش وأقترح أن يتولى المهمة أحد أبناء المهندس الزعيم التاريخى للإسماعيلى والإسماعيلية عثمان أحمد عثمان وأكثر أبنائه شبها له فى سلوكه المهندس محمود عثمان.. يا عم محمود.. الإسماعيلى يغرق فهل من مغيث؟!