الإهمال القاتل.. والعقوبات الضعيفة..!

الإهمال يقتل كل شىء جميل.. ويقتل النفس البريئة بغير حق.. والإهمال عندما يصيب المجتمع يمنع تطوره بل يدمره.. أو كما يقولون بداية لنهاية كل حاجة حلوة..

وعندما تمرض أعداد غفيرة فى معظم مؤسساتنا وشركاتنا.. وأجهزة الدولة.. بداء الإهمال اللعين فإن العواقب لا شك تكون وخيمة.. ويكثر عدد الضحايا.. وما حدث فى السكة الحديد على مدى أكثر من 40 عاماً وسقوط آلاف الضحايا ما هو إلا نتاج الإهمال الجسيم فى هذ المرفق الحيوى المهم.. والحادث المؤلم الأخير فى محطة مصر خير شاهد على الإهمال القاتل..

ورغم الأضرار الجسيمة التى تنتج عن الإهمال، إلا أن عقوبة الإهمال ضعيفة.. هزيلة لا تمثل ردعاً للمهملين حتى لو ترتب على إهمالهم قتل الأبرياء..

انتفض بعض أعضاء مجلس النواب بعد حادث محطة مصر.. وطالبوا بتغليظ عقوبة الإهمال.. لردع كل مستهتر أو مهمل فى أداء وظيفته.. ويترتب على أهماله كوارث تودى بحياة الناس الأبرياء..

طالب بعض النواب بتعديل عقوبة الإهمال حتى تتراوح بين الأشغال الشاقة المؤبدة والإعدام شنقاً لأن العقوبات القانونية الحالية لا تؤدى غرض الردع.. ولا تمثل عقاباً مناسباً للمجرم المهمل.. الذى يؤدى إهماله لقتل..

قانون العقوبات ينص على أن من تسبب خطأ فى موت شخص بأن كان ذلك ناشئاً عن إهماله ورعونته يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تتجاوز 200 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.. وتكون العقوبة سنة ولا تزيد على 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجانى إخلالاً جسيماً بما تفرضه واجبات وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطياً مسكراً أو مخدراً عند ارتكابه الخطأ الذى نجم عنه الحادث أو امتنع وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة.. وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 7 سنوات.

بالطبع العقوبات ضعيفة.. خاصة إذا ترتب على الإهمال سقوط ضحايا..

بصراحة آفة الإهمال الخطيرة تصيب ملايين من العاملين فى بلدنا.. وتؤدى لخسائر جمة وتخريب وتدمير العديد من المنشآت.. وتعرقل مسيرة التطور.. والمهمل فى أداء وظيفته.. فاسد.. يجب أن توقع عليه العقوبة المناسبة التى تؤدى إلى الردع ومنع كل من تسول له نفسه الجنوح للإهمال..

ما أكثر المهملين الذين يضرون المجتمع والناس بإهمالهم.. فى أداء واجباتهم الوظيفية.. ويستحقون العقوبة الرادعة..!