عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

طرحت على نفسى هذا السؤال وأوراقى قد احتوت معلومات قد تضُر بصورة مصر فى الخارج حال نشرها، وخاصة عن ما يحدُث فى هولندا، بعضها من مصادر خاصة وأخرى من وسائل الإعلام الهولندية العلنية، عن سلوكيات وأساليب إدارية أقرب إلى الفساد من الإهمال، ولو اخترت طريق الحكمة والعقلانية فى إسداء النُصح وأبلغت مسئولاً دبلوماسياً بكل مودة عن أمر ما يصُب فى مصلحة الوطن، تتحسب مرات ومرات قبل أن تُقدم على ذلك، تحسبًا لرد الفعل الذى فى مُعظم الأحوال يتسم إما بـ«الغضب - أو التعالى والكبرياء – أو الإنكار لحقائق ملموسة وواضحة» ويحدُث ذلك على الرغم من نشر الصحافة الهولندية حقائق واضحة لا تقبل الجدل أو التشكيك فى صحتها.

وتجد من المسئول هذا أو ذاك قُدرات يمتلكها، وفى جعبته عبارات سابقة التجهيز، تتراوح بين الاتهام بالمزايدة فى الحرص على مصلحة الوطن، أو المُبالغة وتضخيم الأمور، أو إنك لا تفهم مثله كيفية تسيير المصالح السياسية، والتعاطى فى أساليب العلاقات الدبلوماسية بين الدول، وفى هذه الحالة بين مصر وهولندا، ولا يتردد فى القول صراحة إنك مصدر صُداع لا يُريده منك، ويتخفى وراء مزاعم أن لديه مشاغل واهتمامات أكبر بكثير مما تناقشه بصدده.

واحدة من التجارب تمثلت فى طرح موضوع غياب مصر العام الماضى 2018 عن مُناسبة سنوية تحدُث فى مدينة لاهاى، تشارك فيها حوالى 70 اً من معظم دول العالم بأجنحة تقدم فيها المأكولات الشعبية وتعرض الملابس التقليدية وتُدير الموسيقى، Embassy festival den haag، ونظراً لأن هذا المهرجان السنوى يحمل اسم «مهرجان السفارات» وتقوم الدول المُشاركة بعمل دعاية سياحية وثقافية بشكل مباشر لأكثر من 100 الف زائر، إضافة إلى ما يُكتب فى الصُحف والمجلات الورقية وما يتم بثه عبر التلفزيون.

وبمناقشة موضوع غياب مصر عن الحدث مع «مسئول دبلوماسى مصرى فى لاهاى» على اعتبار أنه حدث مهم لتنشيط السياحة المصرية وإبراز صورة مصرنا الحديثة، ونقلت له ما سمعته من بعض الزملاء الإعلاميين الهولنديين عن استفساراتهم لماذا مصر غير حاضرة فى المهرجان، كما أبلغته أيضًا أنه كان من الضرورى أن يتم تمثيل مصر هذا العام فى المهرجان وتحسين صورة بلدنا، خاصة بعد حادث التسمم المؤسف الذى حدث فى عام 2017 حينما تم الكشف عن أطعمة فاسدة قدمها جناح مصر آنذاك.

وانطلاقًا من أهمية دور الدبلوماسية الناعمة فى مثل هذه المناسبات، ومن حرصى على حضور مصر وإبراز صورة بلدنا كان هذا هو السبب الأساسى لطرح الموضوع، لكن أتى رد الفعل على عكس ما يجب، فبدلا من التشاور فى تلاشى ما حدث فى 2017 وغياب مصر فى 2018 والتفكير فى المُستقبل على أن تشارك مصر فى مهرجان 2019 اتخذ الدبلوماسى موقف المُدافع وكأنه متهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أعرب لى عن استيائه من طرحى الموضوع الذى اعتبره تدخلاً فى عمله.

لن أحمل المباخر.. لأن مصر الوطن ليست ملكاً مُتفرداً لهذا أو ذاك فهى مصرنا كلنا، عن صورة مصر وإهدار الأموال وإهمال ممتلكات مصر فى هولندا ومُخالفات أخرى.

تحيا مصر وللحديث بقية.

‏elsobky. [email protected] com