رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

السبب الذى أزعج الرئيس التركى من استضافة مصر للقمة الأوروبية العربية وحرك قطع الشطرنج والببغاوات فى حزبه وإعلام الإخوان يلومان القادة الأوروبيين على مشاركتهم فى القمة وأصبحوا مثل الكلاب عندما تنبح معلوم  ومفهوم.

والغضب التركى المتمثل فى حملة الردح البلدى التى أقامها أردوغان وزبانيته ووسائل إعلام الإخوان على انعقاد القمة والمشاركة الفعالة من قادة أوروبا والقادة العرب ومن لم يحضر بنفسه كان تمثيله على مستوى رفيع يؤكد عدة أمور أبرزها انتهاء حلم أردوغان وأتباعه من تنظيم الإخوان فى الاندماج فى الاتحاد الأوروبى رغم ما قدمه من تنازلات تخالف شريعة الإسلام الذى يدعى أنه حاميه وهو الحلم الذى كان يعتبره بداية السيطرة على القارة العجوز فقد أيقن الأوروبيون بحضورهم إلى شرم الشيخ أن مصالحهم مع الدول العربية وليست تركيا أو إيران، وكما نعرف أن الغرب يسير خلف مصلحته فقط لاغير.

والأمر الثانى الذى أزعج الإخوانى أردوغان أن مصر استعادت عافيتها وقوتها فى الإقليم، وكان هدفه الوحيد هو القضاء عليه بدعم تنظيمه الدولى، وعندما  تقوم مصر بدورها الإقليمى تتوارى كل الدول الطامعة فى ثروات المنطقة العربية  وهو درس التاريخ الذى يعلمه أردوغان وحاشيته ويعلمه الغرب والشرق أن مصر حامية الشرق.

أما الأمر الثالث هو انهيار حلم أردوغان باستعادة الخلافة العثمانية وكان سيطلق عليها الخلافة «الأردوغانية» والسيطرة على مقاليد الدول العربية، ويظهر جلياً فى الدفاع الإعلامى عن الأقلية المسلمة فى الصين وبورما دون أن يتخذ إجراءات  فعالة لإثناء البلدين عن وقف اضطهادهم وكان على الأقل قطع العلاقات الدبلوماسية معهما لكن ما يقوله أردوغان فى العلن يفعل عكسه فى السر كعادة جماعة الإخوان.

فقد تحول أردوغان وزبانيته إلى ظاهرة صوتية وأراد أن يعين نفسه المدافع الوحيد عن السنة مثلما عينت إيران نفسها المدافع الوحيد عن الشيعة ولكن بالصوت فقط لا غير بدون أفعال حقيقية ضد منتهكى حقوق المسلمين وكلام أردوغان عن حقوق الإنسان هو للاستهلاك الإعلامى وهو من أكبر منتهكى حقوق الإنسان فى العالم والأرقام والإحصائيات الرسمية التركية كفيلة بالرد عليه  بجانب وجود مئات آلاف من الميليشيات الإخوانية وإيواء التنظيمات الإرهابية فى تركيا التى تحولت إلى خطر حقيقى على الدول الأوروبية.

وكل يوم يتكشف الدور التركى فى إدخال آلاف من الإرهابيين إلى سوريا ودعم التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح وشراء النفط السورى منهم بأبخس الأسعار  فالاقتصاد التركى أقيم على دماء وثروات السوريين والعراقيين وإنجازات أردوغان  تكشف عن زعيم عصابة يحكم تركيا ولا يهمه إلا تكوين الثروات له ولأفراد العصابة على جثث الآخرين شعوب الدول المجاورة.

وأتذكر عندما فشلت محاولة الانقلاب المزعوم التى ريمها ودبرها هو وأفراد عصابته طالب بإعادة عقوبة الإعدام، وكان من أشد المؤيدين لها، وله ألف تصريح يهدد فيها خصومه بتقديم قانون بإعادة عقوبة الإعدام التى ألغيت فى عهد علمانية الدولة التركية، وعندما اقترب حبل المشنقة من قيادات عصابته فى مصر أصبح معادياً لها ومندداً بها وهى قمة التناقض فى شخصيته فهو ليس له مبدأ ثابت عليه.

وعلى دول الخليج أن تعيد النظر فى قرارها باعتبار جماعة جولن جماعة إرهابية، خاصة أنه لم يثبت تورطها فى محاولة الانقلاب والشكوك التى تحيط بمحاكمة آلاف من أعضائها وجرت محاكمات تفتقد إلى أدنى درجات العدالة وهى المحاكمات التى لم يسلط عليها الإعلام الغربى الضوء وكذلك بعض المنظمات  الحقوقية الممولة القطرية.

فأردوغان أحس بأن زعامته الزائفة أصبحت فى مهب الريح وأن جماعته تخسر يومياً على الأرض بعد أن أصاب أفرادها مرض الانفصام فى الشخصية، وأن ما يدعيه من إنجازات هو مجرد أكاذيب إعلامية يروجها إعلامه المدفوع، وعلينا أن نحدد موقفنا فى علاقاتنا الدولية فى ضوء علاقة الغير مع تركيا، فمن يقترب من أردوغان نبعد عنه والعكس.. هذا هو القول الفصل.