رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

نستكمل اليوم الحديث عن الفيلسوف العظيم ابن الفرضى. والمعروف عنه أنه عندما شعر بأنه قد أخذ ما عند علماء الأندلس من علوم ومعارف رحل إلى المشرق فى سنة ثنتين وثمانين وثلاثمائة حيث حج و أخذ العلم عن أبى يعقوب يوسف بن أحمد ابن الدخيل المكى وأبى الحسن على بن عبد الله بن جهضم وغيرهما، ثم رحل إلى مصر حيث أخذ عن أبى بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل البنا، وأبى بكر الخطيبى، وأبى الفتح ابن سْيُبخت، وأبى محمد الحسن بن إسماعيل الضراب وغيرهم، وفى طريق عودته مر بالقيروان حيث أخذ العلم عن أبى محمد بن أبى زيد الفقيه وأبى جعفر أحمد بن دحمون، وأحمد بن نصر الدّاودى وغيرهم.

ولم يذكر المؤرخون مدة هذه الرحلة، كما لم يذكروا تاريخاً محدداً لعودته منها، لكنه يستوحى من بعض النصوص التى ذكرها ابن الفرضى أن رحلته استغرقت حوالى ثلاث سنين فقد بدأها سنة إحدى وثمانين،كما ذكر أنه كان خلال عامى اثنتين وثمانين وثلاث وثمانين بالمشرق. أما عودته فكانت فى مستهل سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، كما يفهم هذا من قوله: «وتوفى بقرطبة - عفا الله عنه - يعنى إسماعيل بن إسحاق - ليلة السبت آخر يوم من صفر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وشهدت جنازته».

وبالإضافة إلى هؤلاء العلماء فقد ذكر ابن الفرضى فى مواضع كثيرة من كتابه عدداً من الشيوخ الذين أفاد منهم فى طلب العلم إذ تجاوز عددهم خمسة وأربعين عالما، ويدرك من يستقرئ تاريخ مشواره العلمى الحقائق التالية:

أنه لم يكن يحتقر عالما، أو يستهين بأحد يتوقع أنه قد يفيده بشئ من العلم مهما كان علمه أو مكانته، ولهذا تنقل بين عدد من المدن الأندلسية، ومكة، ومصر، والقيروان بحثا عن علمائها، حيث كان لا يقلل من شأن أحد، فقد جلس إلى أبى محمد عبدالله بن محمد بن ربيع المتوفى سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكذلك إلى رشيد بن فتح المتوفى سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ولم يأخذ عن كل واحد منهما سوى حديث واحد فقط.

وتعددت مشاربه الفكرية، فبالرغم من كونه مالكى المذهب إلا أنه كان يأخذ العلم من أصحاب المذاهب الأخرى فقد أخذ العلم من على بن محمد بن بشر من أهل أنطاكية على الرغم من نزعته الشافعية، كما كانت له اهتمامات باللغة العربية وعلومها فقد ذكر أنه انقطع فيما بين سنتى ست وستين وتسع وستين وثلاثمائة.

أجمع المؤرخون والكتاب على أن ابن الفرضى كان واسع الثقافة، غزير العلم حافظا للحديث ورجاله، فقد قال عنه الحميدى إنـه كان: «حافظا متقنا عالما ذا حظ من الأدب وافر». كما قال عنه تلميذه أبوعمر بن عبدالبر: كان فقيها عالما فى جميع فنون العلم فى الحديث وعلم الرجال، وله تواليف حسان.

 

رئيس حزب الوفد