رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

خيراً فعل الرئيس السيسى عندما أعاد للملك أحمد فؤاد (آخر ملوك مصر) لقب ملك مصر السابق.. فمن حق المصريين أن يعرفوا الصورة الحقيقية لتاريخهم، ومن الجرم وسلب الحقوق تزوير التاريخ، سواء بقصد أو بدون، فإذا لم يكن هذا حق فليكن من باب الأمانة العلمية.

هناك أخطاء ناتجة عن نقص الوثائـق أو عدم كفاءة من يقومون بتحقــيقها، وإعادة النظر فى كثير من المواقف والأحداث مطلب وعبء على كاهل علماء التاريخ، أما إذا افترضنا عدم توفر حسن النوايا فهنا تشير أصابع الاتهام إلى بعض الإعلاميين والأدباء وواضعي المقررات التعليمية الذين ساهموا فى تغيير التاريخ.

الغريب فى الأمر أن هؤلاء بعدما انطفأت الأضواء عنهم ندموا على ما فعلوا لتأكدهم من أن كتاباتهم غير صحيحة وأنها كانت تطوعا منهم.. لذا فمن واجب القادرين على إزالة أخطاء التاريخ أن يبادروا بالتصحيح، فالاعتراف بالخطأ فضيلة وقوة إنسانية ثابتة.

من الممكن أن نتفهم أن يقوم الغرب برسم صورة قاتمة عن مصر والعرب، لكن أن يصل الامر أن يتم تغيير تاريخنا بأيدينا فهذا غير مقبول.. ومن الأحداث التاريخية التى تتطلب إعادة النظر فى تاريخنا :

• اقتصار التعليم على أبناء الأغنياء فى العهد الملكى، وأن الكليات العسكرية لا يدخلها إلا ابناء النبلاء او بالواسطة مثلما جاء فى فيلم رد قلبى.. فهذا غير حقيقى بدليل أن ناصر كان والده بوسطجى، والسادات كان والده كاتب حسابات، ومع ذلك دخلوا المدرسة الحربية، وطه حسين ابتعث لأوروبا لدراسة الدكتوراه.

• إن الملك فاروق كان فاسداً وسكيراً، وهذا ليس صحيحاً. فالملك لم يذق الخمر، وكان دائماً على الصلوات، ويشارك المصريين صلاة الجمع إما فى أزهرنا الشريف، أو مسجد الرفاعى.

• إن الخديو محمد سعيد صاحب فكرة شق قناة السويس كان أهطل وأن ديليسبس ضحك عليه بطبق مكرونة وأخذ منه قناة السويس.. واقع الحال عكس ذلك تماماً، فهذا الرجل كان حاكما عظيما، ولديه رؤية وها هو مشروعه يمثل أهم المجارى البحرية فى العالم، ويدر دخلا سنويا على مصر يقارب الـ6 مليارات دولار، نفس الشىء قيل على مشروع قناة السويس الجديدة، فهناك من أطلق عليها ترعة، والآخر أطلق عليها «طشت أم وجدى».

حتى الرسول الكريم لم يسلم من أعداء الإنسانية ومغيرى الحقائق.. فقد حولوا أخته الشيماء إلى مغنية، ناهيكم عن هارون الرشيد الذى صوروه فى ابشع صورة، وأنه كان يعيش فى لهو بالرغم من أن الرجل كان مفرغا معظم وقته لتوسعة الدولة والدفاع عن أراضيها.

ويبقى الأمل فى إعادة كتابة التاريخ المصرى، وتنقيته من الشوائب والمغالطات والأباطيل.

 

[email protected]