رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى فى دورته الحالية وما صحب ذلك من اهتمام مصرى بكل ما يتعلق بأفريقيا، عادت أنباء القارة لتحتل مساحات واسعة من صفحات الصحف ووسائل الإعلام المصرية المختلفة، فإذا أضفنا إلى ذلك حالة الهوس الكروى المتوقع حدوثها فى صيف العام الحالى مع استضافة مصر لبطولة كأس أفريقيا لكرة القدم فإنه يمكننا القول بكل ارتياح إن عام ٢٠١٩ هو عام أفريقيا فى مصر، وتعتبر العلاقات المصرية الأفريقية راسخة فى القدم وتشهد على ذلك النقوش الموجودة على المعابد المصرية المختلفة، وفى العصر الحديث يحمل مناضلو أفريقيا من أجل الحرية والاستقلال أطيب الذكريات لما قدمته مصر لهم من عون ودعم لتحقيق أمانيهم، وما إن تجلس إلى أى منهم، فلا بد أن يتحدث إليك عن شارع حشمت بالزمالك حيث كان تجمع المناضلين الأفارقة فى الستينيات من القرن الماضى، وقد ردت الدول الأفريقية الجميل لمصر من خلال مساندتها والوقوف إلى جانبها على أثر تعرضها للمقاطعة العربية فى أعقاب توقيعها معاهدة السلام مع إسرائيل.

وقد تأسس الاتحاد الأفريقى الذى ترأسه الآن مصر عام ٢٠٠٢ خلفًا لمنظمة الوحدة الأفريقية التى تأسست عام ١٩٦٣، ويتخذ الاتحاد من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقرًا دائمًا له، وهو يعمل حاليًا على أجندة طويلة الأجل مدتها خمسون عامًا تنتهى فى عام ٢٠٦٣ وتهدف فى مجملها إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة فى شتى ربوع القارة، وعلى الرغم من أن القارة الأفريقية تتمتع بثروات وموارد طبيعية هائلة، إلا أن تحقيق أهداف الاتحاد فى التنمية يواجه العديد من الصعوبات والتحديات، فى مقدمة المشاكل التى تعانى منها أفريقيا حاليًا مشكلة الإرهاب فى العديد من الدول والمجتمعات الإفريقية والتى ينجم عنها عمليات نزوح جماعى وتشرد الآلاف من السكان من منازلهم وإقدام بعضهم على الهجرة شمالًا والتوجه إلى أوروبا فى قوارب صغيرة تعرضهم للغرق فى البحر المتوسط، ومن ينجو منهم من الغرق فإنه يواجه الأبواب المغلقة بالمتاريس الحديدية أمام المهاجرين من أفريقيا، ويكون مصيرهم الإعادة إلى حيث أتوا أو الإيداع فى السجون إلى حين التصرف إزاءهم، وإلى جانب مشاكل الهجرة تعانى القارة الأفريقية من مشاكل ضعف البنية الأساسية وخاصة فى مجال الطرق والمواصلات والاتصالات.

ويمثل ضعف البنية الأساسية للقارة السمراء مشكلة جوهرية لتحقيق التنمية المرجوة وتعزيز التجارة بين دولها، فلا يمكن تصور قيام تجارة سلسة بين مجموعة من الدول يزيد عددها على خمسين دولة، ما لم تكن هناك شبكة طرق ومواصلات وخطوط طيران وشبكة اتصالات جيدة وتعمل بكفاءة بين دول المجموعة، وواقع الحال يدل على أن دول أفريقيا فى معظمها لا ترتبط بطرق جيدة فيما بينها، كما أن خطوط طيرانها ترتبط بالدول الأوروبية التى كانت تستعمرها سابقًا على نحو أفضل من ارتباطها بجيرانها الأفريقية.

وقد عانيت شخصيًا من هذه المشكلة أثناء رئاستى لاتحاد الإذاعات الإفريقية فى تسعينيات القرن الماضى، حيث كنت أضطر مثلًا إلى الذهاب إلى السنغال عن طريق فرنسا وإلى مدغشقر عن طريق روما.

أما أم المشاكل التى تحول دون تحقيق التنمية فى أفريقيا فتتمثل فى الفساد المستشرى فى كل أرجاء القارة بصورة وبائية، ويهدد هذا الفساد بهدم كل الجهود التى تعمل على تحقيق أى إصلاح أو تقدم، ويقع على عاتق رئيس الاتحاد الأفريقى عبدالفتاح السيسى التصدى لهذه التحديات والنهوض بالاتحاد الأفريقى على نحو يمكنه من خلق واقع أفريقى أكثر أمنًا وازدهارًا.. اللهم وفق.