عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

الإلحاد وخلع الحجاب والتخاريف والبدع والتشدد والتخويف من الدين.. كلها كلمات لموضوع واحد ينسج داخل كهف ضعف الإيمان والتخبط النفسي.. إلا أن هذا التخبط النفسى له أسباب اجتماعية محيطة كانت سبب السقوط فيه..

شاهدت فيلماً وثائقياً فى إحدى القنوات العربية عن الإلحاد فى مصر.. شباب شاركوا فى ثورة يناير وتغيرت بهم البلد ولكن غيرتهم الظروف والمصاعب وتحولوا إلى الإلحاد والشك.. انخلع قلبى وأنا أشاهد وأسمع هؤلاء الشباب: فتاتان إحداهما منتقبة وأخرى محجبة وثلاث شباب أحدهم مسيحي. تحولوا إلى النقيض.. هل هو يأس أم رموز انكشفت وسقطت عنهم الحجب وسقط معهم الشباب الخمسة فى الإلحاد والشك فى وجود الله.

وجاء فى الفيلم أيضاً لقاء مع شباب متشدد على جبهة النار بحدود سوريا ونكتشف أنهم كانوا شباباً يستمتعون بالحياة وتحولوا إلى النقيض.

لماذا أصبح الدين فى قلوبنا إما هش أو صلب.. أين الوسط واللين.. ولماذا أصبح بالنسبة لنا مواسم أكل وطعام وأمور تتعلق بالتقاليد والعادات والمظاهر المتوارثة وأصبحت قلوبنا فارغة.. وأحياناً تعلق بأشخاص ورجال دين وشيوخ.. وتحول بعض رجال الدين إلى قنوات تمرير لصاحب السلطان.. وفى التاريخ كان يتم حكم الشعوب باسم الدين وهى ليست ظاهرة بعض الجماعات الراديكالية وحسب.. بل إن الكثير من الدول على مر العصور استخدمت الدين لتمرير أهواء حكامها والتاريخ حافل بالأحداث وهنا واقعة واحدة نتحدث عنها يرصدها التاريخ.. وتنسج حولها أحداث استغلال الدين لأهداف سياسية.. كتب ابن كثير فيها واقعة تعدى الحاكم فى تنفيذ حكمة على الحلاج.. نصا: «فأمر بقتله وإحراقه بالنار، فأحضر مجلس الشرطة بالجانب الغربى يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذى القعدة سنة تسع وثلاثمائة فضرب بالسياط نحوا من ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه وأحرقت جثته بالنار ونصب رأسه للناس على سور الجسر الجديد وعلقت يداه ورجلاه إلى جانب رأسه، وبعد حرق جثته تم دفن ما تبقى منها فى القبر المعروف فى بغداد»!!

هذا ما كتب ابن كثير فى البداية والنهاية عن الصوفى أبو عبدالله حسين بن منصور الحلاج (244 هـ 309 هـ).. والذى أمر بتنفيذ هذا الحكم الذى تجاوز حد الحرابة هو السلطان العباسى المقتدر بالله بعد أن أصدر حكمة بكفرهِ لَقَوْلِهِ: أنا الله. وَقَوْلِهِ: إلَهٌ فِى السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِى الأَرْضِ.. وكان المقتدر بالله سلطانًا فاسدًا وسكيرًا أنفق خزينة الدولة بالكامل على اللعب والجوارى والنبيذ.. فهل كان خائفًا على الدين؟!.. إلا أن التاريخ لم ينس أن يذكرنا بأن المقتدر وجد من شيوخ الدين من يشجعه حتى تجاوز بتلك الطريقة البشعة أحكام الشرع الذى حرم الحرق والتمثيل بالجثة.. القسوة واحدة والهدف واحد وهو القضاء على الخصوم والمخالفين.. ولن ترى ظاهرة الإلحاد أو التشدد إلا فى مجتمعات الكهوف التى تظل فى كهف الجمود والشكليات وظروف القهر والاستبداد باسم الدين.