رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

 

 

يعتقد البعض أن صمت الإنسان هو عدم معرفة بالأمور أو بعض من جهل، لكن قد يكون الأمر مختلفـًا، فيقول أحدهم: «صمتى لا يعنى جهلى بما حولى، ولكنه يعنى أن ما حولى لا يستحق الكلام». فهناك من يرى أن الصمت هو نوع من الترفع عن أحاديث وثرثرة لا تُجدى، ولا تؤدى نفعـًا لصاحبها فيفضّل أن يتوقف عن الكلمات، وأذكر كلمات قالها لى أحد أصدقائى: «أصمتُ أحياناً لأننى أعلم أن حديثى لن يغير شيئـًا». أتفق أن التغيير الذى يَنشُده العالم يحتاج إلى العمل لا الكلمات، إلا أنه ينبغى لنا أن ننتبه لأن الصمت هنا هو لسببين: أولهما هو طرح أمور لا تستحق أن يضيع الإنسان فيها وقته، وثانيهما أن هناك صمتـًا يرى فيه صاحبه أن الكلمات لن تُجدى، وحينئذ وإن صمت ذلك الشخص عن الكلمات لكنه يجب أن يستمر فى أداء رسالته فى الحياة بالأعمال. ولكن، حذارِ أن تجعل صمتك أداة لجَرح الآخرين! كما عبّر عن ذلك «برنارد شو»: «إن أداة الصمت هى أفضل تعبير عن الاحتقار. »!

هناك سبب آخر لصمت بعض الناس، فهم يرَون فيه خيرًا لهم لأنه يكون وسيلتهم فى طريق الحياة ليتعلموا حكمة السير فيه؛ فبالصمت يُصغون جيدًا إلى ما يقال ومن ثم يتعلمون؛ فتصبح الكلمات التى يستمعون لها مصباحـًا يَهديهم فى ظلام الطريق، أو مرشدًا يحمى من أخطاء من الممكن أن تحدث فيتجنبون الوقوع فيها، فتخفف هذه الكلمات من أخطار المسير؛ وهنا يكون استخدام الصمت فى حياة الإنسان هو محاولة اكتساب مزيد من الحكمة. ويتحدث الكاتب الشاعر «جُبران خليل جُبران» عن الصمت والكلام، فيقول: «قد يكون فى الكلام بعض الراحة، وقد يكون فى الصمت بعض الفضيلة».

أيضـًا هناك من يصمُتون لأن أفكارهم وقلوبهم امتلأت بالمشاعر التى أصبحت الكلمات عاجزة عن التعبير عنها، فما أضيق الكلمات من أن تعبّر عن تلك المعانى التى تَفيض بها مشاعر الإنسان أحيانـًا! قيل: «إذا رأيتَ إنسانـًا عاجزًا عن الكلام، فاعلم أنه لا يُريد التعبير عما بداخله لأنه أكبر من الكلمات». إن هناك دائمـًا كلمات كثيرة من صمت البشر، وعلينا أن نتعلم فن الإصغاء. وهنا أتذكر كلمات المتنيح البابا «شنودة الثالث» حين قال عن الصمت: «أحيانـًا يكون الصمت أبلغ من الكلام، وأكثر فائدة ونفعـًا، أو على الأقل قد يكون أقل ضررًا. الصمت قد يكون فيه حكمة وقوة، وقد يكون فيه نُبل ورسالة».