رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

وسط ضجيج الأحداث التى تعج بالتوترات التى تصل إلى حد التشابك بالسلاح وإسالة الدماء وإزهاق الأرواح فى العديد من مناطق العالم، شهد الأسبوع لقاءً تاريخياً جمع كلاً من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وأسفر عن صدور وثيقة تاريخية تعبر عن  الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك. وقد تضمنت هذه الوثيقة بالغة الأهمية العديد من المعانى والقيم الإنسانية التى يجدر بقادة العالم ومفكريه تبنيها والعمل بكل ما يملكون من وسائل دعوية وتعليمية وإعلامية لنشرها على أوسع نطاق حتى تتحقق الفائدة المرجوة منها من إشاعة قيم الحب والتراحم والسلام بين الناس أجمعين فى كل مكان.

وتشى مقدمة الوثيقة بالأهداف السامية التى تعبر عنها، فهى تنطق باسم الله الذى خلق البشر جميعا متساوين فى الحقوق والواجبات والكرامة، وباسم النفس البشرية الطاهرة التى حرم الله إزهاقها، وباسم الفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين الذين أمر الله بالإحسان إليهم، وباسم الأيتام والأرامل والمهجرين والنازحين وكل ضحايا الحروب والاضطهاد والظلم، والمستضعفين والخائفين والأسرى والمعذبين فى الأرض، وباسم الشعوب التى فقدت الأمن والسلام والتعايش، وباسم الأخوة الإنسانية التى تجمع البشر جميعاً، والتى أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة التى تعبث بمصائر الشعوب ومقدراتهم، وباسم الحرية التى وهبها الله لكل البشر وباسم العدل والرحمة أساس الملك وجوهر الصلاح.

وتطالب الوثيقة  قادة العالم وصناع السياسة الدولية والاقتصاد العالمى بالعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام والتدخل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حالياً من حروب وصراعات وتراجع مناخى وانحدار ثقافى وأخلاقى. كما توجهت الوثيقة إلى المفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك كطوق نجاة للجميع، وليسعوا فى نشرها بين الناس فى كل مكان. وعزت الوثيقة أسباب أزمة العالم اليوم إلى تغييب الضمير الإنسانى وإقصاء الأخلاق الدينية، واستدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية التى تؤلّه الانسان وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والسامية.

وتمضى الوثيقة الى القول بأن هدف الأديان الأول والأهم هو الإيمان بالله وعبادته وحث جميع البشر على الإيمان بأن هذا الكون يعتمد على إله يحكمه، هو الخالق الذى أوجدنا بحكمة إلهية وأعطانا هبة الحياة لنحافظ عليها، هبة لا يحق لأى إنسان أن ينزعها أو يهددها، وعلى الجميع المحافظة عليها. وقد أدانت الوثيقة كل الممارسات التى تهدد الحياة كالإبادة الجماعية والعمليات الإرهابية والتهجير القسرى والمتاجرة بالأعضاء البشرية والإجهاض وما يطلق عليه الموت الرحيم. وأكدت الوثيقة عدة مبادئ أبرزها أن الحرية حق لكل إنسان وإشاعة العدل القائم على الرحمة بين الجميع، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس وحماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد ووقف دعم الحركات الإرهابية بأى صورة من الصور، والعمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة وتعزيز العلاقة بين الشرق والغرب والاعتراف بحق المرأة فى التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية وإعطاء الأطفال والمسنين وذوى الاحتياجات الخاصة والمستضعفين حقوقهم كاملة، فبذلك تتأكد إنسانية البشر وتتوحد إرادتهم فى حياة آمنة مستقرة.