الصداقة.. علاقة إنسانية راقية ومفيدة.. فى الأفراح والأحزان والمحن.. ويظهر المعدن الأصيل للصداقة الحقيقية عند الشدائد والأزمات.. ولكن سوء اختيار الأصدقاء يجلب لك المتاعب والمشكلات والأزمات.. وأسوأ أنواع الأصدقاء.. هو الصديق المتسلق الذى يتقرب إليك لمالك أو لسلطانك.. أو لتحقيق مصلحة ثم يبيعك فى أول محطة.. والصديق المنافق الذى يتغنى بأمجادك أمامك.. ثم يطعنك من الخلف.. والصديق الخائن الذى يفشى أسرارك.. ويتاجر بها.. والحاقد عليك.. رغم إظهار حبه لك.. وما أكثر الشخصيات التى التقيت بها ويعانون من خيانة وتخلى بعض أصدقائهم عنهم.. بعد أن غادروا مناصبهم.. بل تلقوا منهم الطعنات القاتلة بعد أن أغدقوا عليهم بما لذ وطاب..!
شخصيات كثيرة عبرت عن ندمها لاختيار أصدقاء.. أثبتت الأيام أنهم أعداء وليسوا أصدقاء.. ولكن تلك الأيام أثبتت أيضاً أن هناك أصدقاء أوفياء لم يتخلوا عن واجبات الصداقة.. وضربوا المثل فى الوفاء.. وتحملوا أعباء الصداقة فى المحن والملمات.. وهؤلاء يضفون دائماً الأمل والتفاؤل وأن الأخيار دائما أقوى بإيمانهم وصدقهم من الأشرار..
لا تحزن.. إذا خانك شخص كنت تتصور أنه صديق مخلص.. لأنك قد أسأت الاختيار.. ولكن ينبغى عليك أن تتعلم من التجارب وتنتقى الصاحب والصديق.. وتجنب أصدقاء السوء.. ومن يصاحبك لمالك أو لوظيفتك.. ومن ينافقك دائما.. فما أسوأ الأصدقاء الذين يتحولون إلى غرباء فجأة..
قال الإمام على كرم الله وجهه.. لا خير فى ود امرئ متملق.. حلو اللسان وقلبه يتلهب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة.. ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
الصديق الحقيقى لا ينتظر المقابل.. ويتعامل معك بصدق وإخلاص.. ويكاشفك بأخطائك.. ويتعامل معك بكل عيوبك..
الصديق الوفى.. يمشى بك إلى طريق الخير.. وكما قال الحسن البصرى.. رحمه الله: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة..
الصديق الحقيقى.. هو الذى يقول لك الحقيقة.. ولا ينقل لك الصورة التى تحافظ على مزاجك الجيد..
الصديق الحق.. هو الذى يمكن أن تعتمد عليه عند الشدائد.. وأنت مطمئن لمواقفه وتصرفاته وأقواله.. وتثق فى أمانته.. وإخلاصه..
وتمضى إليه عند الراحة.. وحين الحاجة..
رب أخ لم تلده أمك..
عملية اختيار الأصدقاء يجب أن تتم بحذر.. حتى لا تقع فى شَرَك الصديق العدو..
اللهم اكفنى شر الصديق الزائف..