رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

يجب على من يُريد أن يكون قائداً ناجحاً أن يتّصف ببعض الصفات لخصها الله سبحانه وتعالى فى تلك الآية،»إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين»، وتُعتبر هذه الآية المعيار الأساسيّ فى القيادة، فهى تُحدّد صفتى القوّة والأمانة، ففيهما كلّ معانى القيادة، فهناك قاعدة إدارية تقول:  «المؤسسة الناجحة لا تتمسك بالموظف بل تعامله معاملة راقية فيتمسك هو بها»! فماذا لو تم تطبيق تلك القاعدة فى جميع مؤسسات الدولة؟! فبالتأكيد سوف يعود ذلك بالإيجابية على الفرد الموظف وأيضًا الدولة، فالمؤسسة الناجحة هى من يمتلكها قائد وليس مديراً، فهناك فرق ما بين المدير والقائد، فالقائد تجده دائمًا يحتضن من يعمل معه ويولد الحماس الإيجابى بينهم بل ويسعى دائمًا لحل المشاكل وليس خلق المشاكل كما يفعل المدير الذى يزرع الفتنة بينهم ويربى فيهم الكراهية والحقد، فالقائد الناجح هو قوى الشخصية وليس المقصود بالشخصية القوية كما يظن البعض الذى يعلو صوته دائمًا على العاملين معه والذى يقوم بأفعال التهديد دومًا لمن يعمل تحت يديه، بل القائد الناجح هو من يملك نفسية قوية تجعله يجمع ما بين كل صفة وعكسها، فالقيادة لين قلب ولكن يُجبر الجميع على احترامه بأخلاقه، فهناك فرق بين من يخافه الناس خشية لسانه ولسوء خلقه وتجنب شره وما بين من يحترمه ويهابه الجميع لحُسن خلقه ولقوة شخصيته التى تُجبرهم على احترامه مهابة له واحترامًا له، فقد ينجح الكثير إلى أن يصل لأعلى منصب ليُصبح مديراً ولكن القليل هم من يحصلون على لقب قائد.

كما أن القائد الناجح هو من يتحلى بصفات تجعل الكثير يتخذونه قدوة لهم كاحترام الكلمة وقيامه بالعدل بين موظفيه ومحاسبة من يستحق المحاسبة ومكافأة من يستحق المكافأة وليس العكس أى مكافأة الفاشل وعقاب للناجح! فقد نجد الكثير من المديرين من يتعمدون إلحاق الأذى بالموظف الناجح وكأن ذنبه الوحيد أنه ناجح ومتميز وعلى النقيض مكافأة الفاشل وغض البصر عن أخطائه! كما أن القائد الناجح هو من يحترم مواعيده ويحترم من يعملون معه وهو أيضًا من يتخذ قرار ولا يتراجع فيه لأنه اتخذه بعد تفكير عميق مبنى على دراسة النتائج المترتبة على اتخاذه ذلك القرار، وهو الذى يتعامل بنفس سوية مع موظفيه وليس كما يفعل المدير، فالمدير تجده يتعامل مع من تحت يديه بطريقة تتسم بالعدائية وكأنه يتصيد أخطائهم لتحطيمهم نفسيًا وليس بالطريقة التى تجذبهم له اى القيام باحتضانهم وجعلهم يعملون معه براحة لأنهم على يقين بأن قائدهم يتسم بالعدل وقوة الشخصية فذلك يعطى لهم الأمان أثناء العمل لأنهم لا يُظلمون وسيكافأون على عملهم فيخلق بذلك روح المنافسة الشريفة وليس روح المنافسة التى لا تجلب إلا العداء والانقسام بينهم، كما أن القيادة لا تحتاج الى تّرقية أو منصب عال، بل يستطيع الإنسان أن يُصبح قائداً بأفعاله، فهناك من لا يشغلون مناصب عليا ومع ذلك استطاعوا أن يجعلوا الناس تتخذهم قدوة بأسلوبهم وشخصيتهم وأعمالهم.

‏e-mail:  [email protected] com