رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 ما حدث فى 25 يناير 2011.. هل هو ثورة؟.. فورة؟.. انتفاضة؟.. حراك؟.. هبَّة؟.. حركة؟.. نكسة؟.. مؤامرة؟.

حسناً.. استخدم أنت الاسم الذى يناسبك ويريح أعصابك.. فهذا الجدل لم يعد مجدياً.. وتجاوزه الزمن.. لكن تبقى الحقيقة المؤكدة: إنه كان لابد من 25 يناير.. لكى تكون 30 يونيه.. فخلال عام ونصف العام بين التاريخين.. شهد الوطن أحداثاً كاشفة.. ومفصلية.. تحلل وتفسير ما جرى.. بكل تفاصيله وتداعياته.

•• فماذا جرى؟

شباب نقى حالم.. هب مدفوعاً بإرادة تحمل فى ظاهرها الخير والحرية.. وفى باطنها القفز إلى المجهول.. بلا مطالب واضحة أو محددة.. غير الصراخ بالألم.. خرجوا الى الميادين يهتفون بشعار مستورد من «ثورة الياسمين» التونسية :«عيش.. حرية.. كرامة إنسانية».. وسرعان ما تطور الى هتاف بسقوط الحاكم بعد انهيار أمنى مفاجئ.. دُبر له فى الخفاء بأيدى قوى شريرة وجدت ضالتها فى هذا الحراك الشعبى النادر.. لتندفع بمعاولها وميليشياتها لتنفيذ مخططها الخبيث لاختطاف الوطن.. و«حرق الأرض» بكل من عليها وما فيها.. ابتداء بانتهاك الحدود وفتحها أمام مرتزقة الإرهاب.. ثم اقتحام وحرق وتدمير السجون وأقسام ونقاط الشرطة وكل المنشآت الأمنية.. لإغراق البلاد فى الفوضى والدمار.

بينما وقف الجيش بقواته وسلاحه على الحياد.. الى أن رحل الحاكم ونظامه.. فأعلنت قيادة الجيش انحيازها للشعب.. وهتفت الميادين: «الجيش والشعب إيد واحدة».. وعاد الملايين إلى بيوتهم تاركين الأمانة بين أيدى من هم قادرون وجديرين بحمايتها وحفظها.

•• لكن

كانت لقوى الشر والظلام المدعومة بمخطط تآمرى عالمى خبيث.. مآرب أخرى استطاعوا بالفعل أن يحققوها.. ونجحوا فى فرض قوتهم وبطشهم على البلاد.. فى غياب تام من كل القوى السياسية ومكونات المجتمع المدنى التى انكشفت هشاشتها وضعفها وغيابها عن العمل الميدانى والتأثير الحقيقى فى الشارع.. فوقع الوطن أسيراً فى «شرك المؤامرة».. وعاشت البلاد عاماً حالك السواد تحت حكم تنظيم الإخوان الإرهابي.

شهدت مصر فى ذلك العام الأغبر فشلاً ذريعاً فى جميع الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. والأمنية.. وحالة استقطاب حاد.. وانقسام داخل المجتمع حول مشروع اسلامى وهمى.. حيث سعى مرسى وعشيرته بكل قوتهم لأخونة الدولة.. وإشعال مشاعر الكره الطائفى وأعمال العنف التى استهدفت الكنائس.. ووصلت إلى حد ارتكاب مذابح للأقباط والشيعة وغيرهم.. واستقوت عصابات التطرف بعناصرها الذين أفرج مرسى عنهم من السجون.. فخرجوا ليستوطنوا فى سيناء.. ويدينوا بالولاء لتنظيم داعش المتطرف.. سعياً إلى تكوين إمارتهم الإسلامية المزعومة على جزء عزيز من أرض الوطن.. وناصبوا أجهزة الدولة وجيشها العداء.. وأعلنوا عليها الحرب التى لم تنته حتى اليوم.

•• من أجل ذلك

كانت 30 يونية.. كان لابد للمارد المصرى أن يستيقظ.. وإذا بالشعب ينتفض فى أكبر مظاهرات سلمية شهدتها البشرية.. رافضاً الهزيمة والاستسلام لإرادة الشيطان.. ومخيباً لكل آمال قوى الشر.. ومتصدياً لمؤامرتهم التى ما كانت لتكتمل إلا بسقوط مصر.. الشقيقة الكبرى لكل دول المنطقة.. فى مستنقع الهزيمة والفتنة والطائفية والاحتراب.

وسخر الله لمصر رجالاً حملوا أرواحهم فوق أكفهم.. وأقسموا ألا يسقط الوطن أبداً فى أيدى هؤلاء الخونة الباغين.. فخرج شعب مصر عن بكرة أبيه فى ثورة حقيقية جارفة ضد من خدعوه باسم الدين.. وخدروه بشعارات زائفة ومخادعة.. ليجروه إلى مستنقع الخراب والتمزق.

•• العجيب

انه فى كل يوم تحل فيه ذكرى 25 يناير يخرج علينا «الثورجية» و«الحنجورية» عبر منصات «السوشيال ميديا» وفضائيات الخيانة ببكائيات فجة على «الحريات المهدرة» و«المسار الديمقراطي» المفقود.

 وكأن مصر كانت فى عهدهم البائد.. واحة للديمقراطية والحرية والأمان.. وكأنهم يظنون أننا نسينا ما فعله هؤلاء الفاشيون فى عام واحد أسود قضوه فى الحكم.. وانتهى بالوطن إلى حالة استقطاب وتشرذم وتمزق اجتماعي.. وتناحر طائفى لم تشهده مصر من قبل.. كما انتهى الحال بهم إلى ثورة شعبية عارمة.. انتزعتهم من فوق مقاعدهم انتزاعاً.. لتكتب نهاية وجودهم إلى الأبد.. فى مشهد دموى مأساوي.. صنعوه بأيديهم فى «رابعة والنهضة».. عندما أظهروا الوجه الحقيقى القبيح لطبيعتهم الإرهابية.. وحملوا السلاح فى مواجهة مؤسسات الدولة.. وهددوا بنسف وتفجير الوطن إذا لم يعودوا للحكم.

•• ولهؤلاء نقول:

إن الذين يتتشدقون اليوم بالديمقراطية يتناسون أن أبسط مظاهرها تغيب عن تنظيماتهم.. وتسيطر عليها النزاعات والمؤامرات وحروب الإقصاء.. والتكالب على الزعامات الفارغة والمناصب الوهمية.. وأنهم غائبون عن الشارع.. ولا يمتلكون بناء تنظيمياً قادراً على اقناع الجماهير.. وأنهم لا يمتلكون بديلاً سياسياً أو مشروعاً مقنعاً للشعب.. ولو كانوا يمتلكونه لاختارهم.. ولما فشلوا من قبل.. وسيفشلون دائما إذا ما بقوا على هذا الحال.