مسافة السكة
الكثير لا يعلم ما سبب اختيار يوم 25 يناير ليكون عيدًا للشرطة المصرية، وذلك يعد تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية 1952 التى راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى، وهو يعد تقديرًا لجهود رجال الشرطة المصرية فى حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن واعترافًا بتضحياتهم فى سبيل ذلك وتم الإقرار به فى فبراير 2009، فتضحيات رجال الشرطة ليس بشيء جديد فقد تعلموا ذلك فى أكاديمية الشرطة التى أُطلق عليها منذ القدم «مصنع الرجال» فهى أول أكاديمية شرطية متخصصة فى مجال علوم الأمن على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة العربية وأول أكاديمية شرطة من حيث المساحة على مستوى العالم وضمن أفضل أكاديميات الشرطة من خلال التصنيف العالمى لأكاديميات الشرطة وتطبق الأكاديمية أحدث نُظم التعليم والتدريب فى العالم لإعداد وتأهيل ضابط الشرطة المحترف فى مجالات الأمن المختلفة.
كما تمنح درجات علمية وفقاً للنظم المعمول بها فى الجامعات المصرية وتجمع كافة المنشآت العلمية والتدريبية فى منطقة جغرافية واحدة تتوافر فيها الإمكانيات المادية اللازمة لربط عمليات الإعداد والتدريب والتنمية لضباط الشرطة وبذلك أصبحت مصنع الرجال، كما أن الإعداد النفسى لطلبة كلية الشرطة قائم على غرس القيم العليا ومفهوم التضحية فى ضوء سمو رسالة الأمن وحماية المواطنين وهو ما يزيد الطلبة إصراراً وتحدياً، فالشهادة هى الجائزة الكبرى التى يحصل عليها رجال الشرطة فمن يتمعن فى شعار أكاديمية الشرطة (العلم، الخُلق، الواجب)، فهناك واجب يجب أن يقوم به الكل تجاه الوطن، وشرف الدفاع عنها حتى الموت، والوطن هو السند والظهر.
كما أن شعار وزارة الداخلية هو الصقر الذى يرمز للكبرياء والعزة والحرية كما أن الصقر لا يأكل إلا فريسته بعكس النسر الذى يقتات على جيف الحيوانات التى تقع فريسة غيره من الطيور والحيوانات، فالعنصر الأول من شعار الكلية ووزارة الداخلية: الصقر فى وضعية التأهب وهذا يعنى الخريجين فى بداية حياتهم المهنية.
كما أن العلمان يحتضنان الصقر والعلم بما يمثل السلام والاستقرار والأمن وهو من أهداف استراتيجية وزارة الداخلية وهو تحقيق أمن واستقرار الوطن، فيجب أن نُعلم أبناءنا ما معنى الوطن وعظمة رجال الشرطة المصرية ومدى تضحياتهم فى سبيل الوطن وفى سبيل أن يعيش أبناء الوطن فى أمن وأمان، وكل عام وكل شرطى فى مصر بخير.